سيتسبب البشر دون قصد بإحداث حفرة جديدة على سطح القمر في شهر مارس الجاري. إذ ستصطدم قطعة مخلفات فضائية من صنع الإنسان -معزز صواريخ قديم على وجه الدقة- بالجانب البعيد من القمر.

وُجهت أجسام من صنع الإنسان لتصطدم بالقمر عمدًا بدءًا من خمسينيات القرن الماضي، لكن هذه المرة الأولى التي يهبط فيها جسم من صنع الإنسان على القمر دون قصد.

أُرسل ما يزيد عن 12000 قمر صناعي لتدور حول الأرض منذ عام 1957، وما يزال 5100 منها فعالًا، ويبلغ عدد المخلفات الفضائية الأكبر من 10 سنتيمترات 36000 قطعة متضمنةً الأقمار الصناعية المعطلة ومخلفات عمليات إطلاق سابقة وصواريخ مضادة للأقمار الصناعية.

يبدو أن الفضاء المحيط بالقمر أقل ازدحامًا بكثير، لكن العلماء يحذرون من أنه لن يبقى على هذا النحو طويلًا، ففي أثناء مراقبة أكثر من 150 جسمًا في الفضاء المحيط بالقمر، أكّد فريق من الباحثين في جامعة أريزونا بقيادة فينشو ريدي أن الجسم الطائر يعكس ضوء الشمس بصورة مشابهة للمعزز الصيني.

يُرجح أن المعزز جزء من صاروخ تشانغ T1-5 الصيني الذي أُطلق نحو القمر عام 2014 وعاد إلى الأرض بنجاح. يدور معزز الصاروخ في نقطة لاغرانج بين الشمس والأرض، وهي واحدة من خمس نقاط تتوازن فيها الجاذبية بين الأرض والشمس.

سيتحطم المعزز فوق قمرنا بتأثير جاذبية القمر، ومن المتوقع حدوث التصادم في الرابع شهر مارس الجاري في تمام الساعة 12:25:39 بتوقيت غرينيتش على الجانب البعيد من القمر قرب خط الاستواء للقمر.

لن يشكل التصادم أي خطر فوري على البشر أو المركبات الفضائية، لكن مصدر القلق الرئيسي لهذا الحدث هو ارتفاع غبار القمر مصعبًا الرؤية على البعثات القمرية.

يقول تيم فلور من مكتب وكالة الفضاء الأوروبية المعني بمخلفات الفضاء: «التصادم المرتقب أبعد من نطاق تركيزنا بعض الشيء، إذ إننا نركز بصورة رئيسية على تجمعات المخلفات الفضائية الموجودة في المدارات الأرضية المنخفضة شديدة الازدحام على ارتفاع يصل إلى 2000 كيلومتر، إضافةً إلى المدارات الأرضية الجغرافية المتزامنة على بعد 34922 كيلومترًا تقريبًا».

ويقول مضيفًا: «يغوص زملاؤنا في مكتب الدفاع الكوكبي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية أكثر في الفضاء؛ فهم يستخدمون تلسكوبات حول العالم لتعقب الكويكبات القريبة من الأرض ومراقبة أجسام من صنع الإنسان أحيانًا. نوقش توسيع نطاق اختصاصنا ليصل إلى الفضاء الواقع بين الأرض والقمر نظرًا إلى الاستخدام المتزايد لنقاط لاغرانج بين الشمس والأرض ذات الأهمية العلمية في الأعوام القادمة».

اقرأ أيضًا:

عام 2031 سيشهد نهاية عمل محطة الفضاء الدولية وإغراقها في المحيط

ما الذي يحدث لكريات الدم الحمراء في الفضاء؟

مخلفات فضائية من صنع الإنسان تعيق رصد النجوم

ترجمة: ربيع شحود

تدقيق: أحمد فواز

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر