مشروبات الطاقة والكحوليات تملك نفس تأثير الكوكايين على الدماغ


161024171421_1_540x360

شرب المشروبات الكحولية التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين تسبب تغيرات في الدماغ في سن المراهقة مماثلة لتلك التغيرات الحاصلة نتيجة تناول الكوكايين, ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة بوردو فإن العواقب تستمر حتى سن البلوغ.

قام ريتشارد فان راين ( Richard van Rijn)- أستاذ مساعد في الكيمياء الطبية وعلم الأدوية الجزيئي- بدراسة مشروبات الطاقة المحتوية على نسبة عالية من الكافيين, والكحول المحتوية على الكافيين في تأثيرها على مجموعة من الفئران المراهقة. نظرًا لأن دراسة المشروبات الكحولية لا يمكن إجراؤها على البشر من هم في سن المراهقة, لكن التغيرات التي حصلت في بعض الدراسات على أدمغة الفئران نتيجة تعاطي الأدوية مماثل لما يحصل في أدمغة البشر.
ومن الممكن أن تحتوي مشروبات الطاقة على عشرة أضعاف الكافيين الموجودة في المشروبات الغازية العادية والتي غالبا ما يتم تسويقها على المراهقين. ولكن قلة ما يدركون تأثير تلك المشروبات على الصحة, خاصة في سن المراهقة.

بيّن فان راين وميريديث روبن (طالبة متخرجة) في دراسة نُشرت في دورية “الكحول” العلمية, بأن الفئران المراهقة التي تعرضت لمشروبات الطاقة عالية الكافيين, لم تدمن مشروبات الطاقة مقارنة بالمجموعة الضابطة -كما يحصل مع البشر.

ولكن عند مزج تلك المشروبات عالية الكافيين مع الكحوليات وإعطاءها للفئران المراهقة, أظهرت الفئران حينها أعراض جسدية وعصبية مشابهة لما يحصل حين إعطائها الكوكايين. وقد تم نشر هذه النتائج في دورية ” PLOS ONE” العلمية.

يقول فان راين(van Rijn):>>يبدو أن هاتين المادتين تعملا معًا على دفعهم مسببتين تغيرات في سلوكهم وتغيرات في المواد الكيميائية العصبية في الدماغ.<< ويضيف: >>نحن نرى بوضوح آثار المشروبات عند دمجها سويًا بعكس آثارها كلًا على حدى.<<

مع التناول المستمر للمشروبات الكحولية عالية الكافيين, يزداد نشاط الفئران المراهقة, تمامًا كما يحصل مع تناول الكوكايين. اكتشف الباحثون أيضًا ارتفاع مستوى بروتين (ΔFosB), ووجوده يكون نتيجة التغيرات المستمرة على المدى الطويل في المواد الكيميائية العصبية, وغالبًا ما يرتفع مستوى هذا البروتين في حالة إدمان الكوكايين أو المورفين.

ويضيف فاين راين(van Rijn): >> وهذا أحد الأسباب التي تجعل من الصعب جدًا لمتعاطي المخدرات على العلاج , ألا وهي تلك التغيرات طويلة المدى في الدماغ<> الفئران التي تعرضت للكحوليات والكافيين تصل لتأثيرات الكوكايين عند البالغين، فالفئران التي تعرضت للمشروبات الكحولية عالية الكافيين وجدت بعد ذلك أن الكوكايين غير مرضٍ لها. عندها ستحتاج لكميات أكبر من الكوكايين للحصول على نفس التأثير<<

لاختبار هذه النظرية, تحققت روبن (Robins) ما إذا كانت الفئران التي تعرضت للمشروبات الكحولية في سن المراهقة ستسهلك كميات أكبر للحصول على نفس الشعور النتيجة من السكريات- وهي كحوليات صناعية-. وافترض الباحثون أنه حين شعور الفئران بشعور الثمالة, فإنها تستهلك الكثير من السكريات. وقد وجد الباحثون بأن الفئران التي تعرضت للكحوليات والكافيين يتناولون السكريات بكميات أكبر مقارنة بالفئران التي تستهلك الماء فقط في سن المراهقة. مؤكدًا ذلك بأن الفئران التي تعرضت للكحوليات والكافيين تملك تغيرات كيميائية في الدماغ.

يقول فان راين(van Rijn): >> تعرضت أدمغتهم للتغيرات التي تجعلهم أكثر عرضة لإدمان مواد طبيعية أو مرضية كما البالغين<<
يعزم فان راين(Van Rijn) على إكمال دراسة التأثيرات الضارة للمواد المرخصة قانونيًا, والمحفزة سيكولوجيًا على الدماغ في سن المراهقة. ويشمل مشروعه القادم على دراسات تحليلية حول الإيثايل فينيدايت (ethylphenidate) وهو دواء ممثال للمياثل فينيدايت (methylphenidate)- دواء يستخدم في علاج اضطراب نقص الانتباه والمعروف بدواء ريتالين (Ritalin)-. في حين أن الدواء الآخر يتطلب وصفة طبية لصرفه, إلّا أن هذا الدواء يمكن شراؤه من غير وصفة, ومن الممكن شراؤه غالبًا من المواقع الالكترونية. ويعمل الباحثون أيضاً على إيجاد علاج جديد لاضطرابات تعاطي الكحول.


الاسم : رزان بن سلمان
تدقيق: جمان الرشدان

المصدر