قد يُحظَر أخيرًا ونهائيًا مكون استُخدِم كثيرًا في المشروبات الغازية بنكهة الحمضيات للحفاظ على الطعم، في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

اقترحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلغاء تسجيل الزيت النباتي المعدل والمعروف باسم (BVO)، وذلك بعد دراسات حديثة في مجال علوم السموم، ما يجعل من الصعب دعم استخدامه المستمر.

يقول جيمس جونز، نائب المفوض الفعلي للأغذية البشرية في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: «الإجراء المقترح هو مثال على كيفية مراقبة الوكالة للبراهين الناشئة، وإجراء البحوث العلمية عند الحاجة للتحقيق في الأسئلة المتعلقة بالسلامة، واتخاذ إجراءات تنظيمية عندما لا يدعم العلم استمرار الاستخدام الآمن للمواد المضافة في الأطعمة».

يُستخدم الزيت النباتي المعروف بـاسم (brominated vegetable oil BVO) منذ ثلاثينيات القرن الماضي مستحلبًا، وذلك كي لاتطفو نكهة الحمضيات في الجزء العلوي من المشروبات الغازية.

عند إلصاق اثني عشر ذرة برومين بثلاثي الجليسريد، ينشأ زيت كثيف يطفو بتساوٍ على جميع أنحاء الماء عند مزجه مع دهون أقل كثافة.

أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن هذا المركب قد يتراكم ببطء في الأنسجة الدهنية، وبناءً على القدرة المحتملة للبرومين على منع اليود من أداء عمله الضروري داخل الغدة الدرقية، أعربت السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم عن قلقها من مخاطر المستحلب لعقود.

بالفعل، حُظر استخدام الزيت النباتي البروميني في العديد من البلدان، بما في ذلك الهند واليابان ودول الاتحاد الأوروبي، وحُظر أيضًا في ولاية كاليفورنيا في أكتوبر الماضي مع تطبيق لقانون سيبدأ العمل به في عام 2027.

مع ذلك، كانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بطيئة في الإقناع. في الخمسينيات، اعتبرت الوكالة هذا المكون آمنًا عمومًا (GRAS)؛ وهو تصنيف رسمي منح العناصر التي اختبرت بشكل مناسب -بالنسبة للمكونات المستخدمة على نطاق واسع قبل عام 1958- ولا تبدو ضارة.

تغير هذا في العقد التالي عندما أثيرت أسئلة حول سميته المحتملة، ما دفع إدارة الغذاء والدواء إلى إلغاء تصنيف GRAS الخاص بها لـ BVO، وتقييد استخدامه مؤقتًا لتراكيز صغيرة نسبيًا لا تتجاوز 15 جزء في المليون، حصريًا في المشروبات الغازية بنكهة الحمضيات.

لم يكن من السهل جمع البيانات المتعلقة بالمخاطر التي تشكلها حتى هذه الكميات الصغيرة من BVO على مر الزمن، إذ اعتمدت كثيرًا على الدراسات طويلة المدى، التي تعيد تقييم التأثيرات الصحية لدى عينة كبيرة من الأشخاص. ومع ذلك، كان جمع الأدلة بطيئًا.

أظهرت دراسة في المملكة المتحدة في السبعينيات أن البروم يتراكم في أنسجة الإنسان، وربطت الدراسات على الحيوانات بين تراكيز عالية من BVO ومشكلات القلب والسلوك.

لقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا إضافة إلى العديد من الدراسات الإضافية، ولكن على ضوء الدراسات الحيوانية الأخيرة التي تعتمد على تراكيز نسبية من BVO التي قد يتناولها البشر، اقتنعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أخيرًا بوجود أدلة كافية لحظر استخدامه.

تتقدم معظم شركات المشروبات الغازية الكبيرة لحسن الحظ. إذ تخلت شركتا بيبسيكو وكوكاكولا تدريجيًا عن الاعتماد على هذا المكون في منتجاتها على مدى العقد الماضي.

أعاد العديد من صانعي المشروبات الغازية تركيب منتجاتهم لاستبدال BVO بمكون بديل، واليوم، وحسب تصريح جونز، تحتوي قليل من المشروبات في الولايات المتحدة على BVO.

قد يكون الحظر دلالة على المزيد من التطورات القادمة، إذ أعلن جونز أن الوكالة تراجع التشريعات التي تأذن باستخدام بعض المواد الغذائية، وذلك بهدف حظر تلقائي لأي مواد تلوين غذائية تُثبت أنها تسبب السرطان لدى البشر أو الحيوانات.

ما زال القرار النهائي بشأن إعادة تصنيف BVO في إدارة الأغذية والدواء يحتاج خضوعًا إلى عملية مراجعة طويلة قد لا تكتمل قبل بداية عام 2024.

مع وجود بدائل مناسبة لـ BVO تُستخدم أصلًا للحفاظ على نكهة المشروبات الغازية حتى آخر رشفة، فإنه من غير المرجح أن يشعر الناس بفقدان هذا المكون.

اقرأ أيضًا:

المشروبات الغازية الخاصة بالحمية تزيد الوزن وتسبب اضطراب الإنسولين!

هل يسبب شرب المشروبات الغازية (الكولا) ترقق العظام؟

ترجمة: إيمان مشماشي

تدقيق: نور حمود

المصدر