أجريت محاولات عديدة على مر الأعوام لتصنيع كميات كبيرة من الكوكائين، بأسرع الطرق وأكثرها توفيرًا، رغم ذلك، ما تزال التركيبة الكيميائية للكوكائين موضع جدل وحيرة.

استطاع الباحثون من خلال دراسات حديثة الوصول إلى طريقة تصنيع الكوكائين بدءًا من نبات التبغ، وذلك بإجراء بعض التعديلات الجينية على التكوين الكيميائي للتبغ.

يستخلص الكوكائين من نبات الكوكا، ويصنف الكوكائين كمركب عضوي قلوي التفاعل يحوي على حلقة التروبان، ومن المعروف إمكانية سوء استخدامه رغم أهميته الطبية، فقد استخدم كمخدر في جراحة العين في القرن التاسع عشر، كما أقرته مؤخرًا إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) مخدرًا موضعيًا للأغشية المخاطية.

واصل الباحثون دراسة التركيب الكيميائي لمادة الكوكائين لمعرفة المزيد من خصائصه الطبية، فقد درسوا مادة قلوية مشابهة تعرف بالهيوسيامين، تشكلت من طليعة كيميائية حددت بالصيغة 4-(1- ميتيل-2-بيروليدينيل) 3- حمض أوكسوبوتانويك، أو اختصارًا MPOA.

يخضع المركب السابق إلى تحوّل فتصبح الصيغة الكيميائية 4-(1-ميتيل -2-بيروليدينيل) 3-أوكسوبوتانات أو اختصارًا MMPO، فتتشكل مادة الهيوسيامين، وافترضت الدراسات وجود تشابه في المسار الذي تسلكه مادة الكوكائين، لكن تعذر الوصول إلى طريقة توضح الآلية بدقة.

وفقًا لدراسات حديثة، كشف الباحثون عن وجود نشاط أنزيمي لأنزيمين يساعدان على تحويل الMPOA إلى كوكائين و هما: EnCYP81AN15 و EnMT4، على خلاف مادة الهيوسيامين.

أُثبت ذلك من خلال تطبيق بعض التغيرات الجينية لتشكيل الأنزيمين السابقين في نماذج من نبات التبغ، ما أدى إلى إنتاج الكوكائين في أوراق تلك النباتات. يشكل هذا الاكتشاف إنجازًا مهمًا في مجال تصنيع كميات أكبر من الكوكائين في كائنات أخرى مثل جرثومة الإشريكية القولونية E.Coli.

نوّه الباحثون إلى صعوبة استغلال هذا الاكتشاف، نظرًا إلى كون التعديلات الوراثية على النباتات أو الميكروبات من العمليات المعقدة التي يصعب تطبيقها من قبل أكثر عصابات تجارة الكوكائين تقدمًا، وتعد هذه الدراسات أساسًا في طريق دراسات أعمق و أشمل لمعرفة دقيقة عن خصائص الكوكائين واستخداماته الطبية.

اقرأ أيضًا:

تدخين الحشيش على المدى الطويل يغير وظيفة الرئة، ولكن ليس كما يفعل التبغ!

لمحة عن تاريخ التبغ

ترجمة: بثينة خدام

تدقيق: هزار التركاوي

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر