نيكولا تيسلا واحد من أعظم المخترعين الذين عرفهم التاريخ، إذ تمثلت أعماله في تحقيق تصورات مختلف الأجيال حول العالم. حصل نيكولا تيسلا على 270 براءة اختراع في 27 دولةً و 112 أخرى سُجلت بالولايات المتحدة الأمريكية، ما وضع لتيسلا مكانةً راسخةً في التاريخ. مع ذلك لم ترَ الكثير من اختراعات تيسلا النور، وقد بحثنا خلال السجلات ووجدنا سبعة اختراعات خارجة عن المألوف ولم تُنفذ قط.

نقل الطاقة لا سلكيًا

الإرث العام/مشاع ويكيميديا

الإرث العام/مشاع ويكيميديا

بصفته شخصًا مهتمًا بالكهرباء؛ فإن معظم اختراعات تيسلا كانت في مجال توليد الطاقة ونقلها، ما لا يعرفه كثيرون أن تيسلا جرب بناء برج لنقل الطاقة الكهربائية عبر الهواء، حتى أنه وظف مورغان لتمويل برج واردنكليف على الساحل الشمالي للونغ ايلاند؛ آملًا أن ينقل الكهرباء منه لمدينة نيويورك.

تردد مورغان بسبب سعر نقل الكهرباء ورفض دعم بقية المشروع ما دفع تيسلا إلى توقيف البرج عام 1906 وهدمه واردنكليف عام 1917.

طائرات خارقة للصوت تُزود بالطاقة لا سلكيًا عبر أبراج كهربائية أرضية

اختراعات تيسلا

فرانك ر بول/مشاع ويكيميديا

قدم نقل الشحن اللا سلكي على أنه ثورة ولو كان تيسلا بيننا لسخر من تفكيرنا الضيق.

قدم تيسلا عام 1919 فكرة الطائرة خارقة الصوت التي تستقبل الطاقة الكهربائية من أبراج أرضية، إذ يمكنها التحليق على ارتفاع 12 كيلو متر بسرعة 1600 كم/ساعة ما يجعل وقت الرحلة من نيويورك للندن أربع ساعات فقط.

غواصات تدار عن بعد

انغادجت/المشاع العام

انغادجت/المشاع العام

اشتُهر تيسلا بأعماله في الكهرباء، ولكنها ليست المجال الوحيد الذي عمل فيه، فعمل كذلك في مجال التكنولوجيات العسكرية.

اعتقد تيسلا وآلفرد نوبل بأن أفضل طريقة لمنع الحرب تكمن في جعلها تبدو لعبةً سخيفةً أو بأن تكون كارثيةً للمشاركين فيها؛ لمنع أحدهم من الغضب والتسبب في حرب أخرى.

باستخدام هذا المنطق اخترع تيسلا قاربًا صغيرًا يُشغَل، ويُوقَف، ويُتحكَم به عبر الإشعاعات الراديوية.

أمل تيسلا من الاختراع في إلغاء مشاركة البشر في المعارك، ووقف بناء السفن الحربية وأن البوارج الحربية ستصبح خردة من حديد لا فائدة لها.

كاميرا الأفكار

كاليركانثو

كاليركانثو

أكثر أفكار تيسلا غرابة كانت تستطيع تصوير أفكارنا، قال تيسلا لصحفي مجلة مدينة كانساس عام 1933: «بينما كنت منغمسًا في بحثي عام 1893 وجدت بأن التفكير الداخلي المصور يعكس انفعالًا يطبع صورة على قزحية العين ومن ثم؛ يمكن قراءتها باستخدام الآلة المناسبة».

وأضاف: «إذا افترضنا صحة انعكاس الأفكار على قزحية العين؛ فإن ذلك يصبح مسألة إضاءة كما في أخذ الصور الفوتوغرافية العادية وتُعرض الصور المتاحة على الشاشة

وإذا أجرينا ذلك بنجاح؛ فإن الجسم الذي سيُصور سيُعكس على الشاشة لحظة تكونه ومن ثم؛ تمكن قراءة أفكار البشر وسيصبح دماغنا كتابًا مفتوحًا».

لكن هذه ليست الطريقة التي نفكر بها لتصور الأشياء؛ بل توجد الكثير من العمليات البيولوجية التي نجهلها عن التفكير والوعي تمنعنا من استبعاد إمكانية توصل تيسلا لأمر ما.

صانع الهزات الأرضية

اختراعات تيسلا

تشارلز هنري كشرين/مشاع ويكيميديا

منحت براءة الاختراع لتيسلا عام 1893 عن متذبذب ميكانيكي يعمل بالطاقة البخارية، إذ يستخدم الجهاز الاهتزاز لتوليد الكهرباء.

قال تيسلا للصحفيين في أثناء المعايرة لإجراء الاختبار: «إن الآلة سببت اهتزازًا عنيفًا في مخبره في نيويورك كاد أن يهدم المبنى، وفجأة أصبحت كل المعدات الثقيلة بالمكان تتطاير، ولولا أني أمسكت مطرقة وكسرت الآلة لهُدم المبنى على رأسي في دقائق».

وأضاف: «سمعت بلبلة في الشارع ووصلت الشرطة والإسعاف، أخبرت المساعدين بأن لا يخبروا أحدًا بما حدث، وأخبرنا الشرطة باحتمال أن تكون هزة أرضية ولم يعلم أحد حقيقة ما حدث في ذلك اليوم».

ألهم ذلك تيسلا لعمل متذبذب كهروميكانيكي (آلة لصنع الزلازل) يمكن استخدامه من قبل العلماء؛ لاكتشاف الخصائص الجيولوجية للأرض واستخدامه من قبل المهندسين؛ لتحديد مكامن المعادن تحت الأرض، لم يُظهر تيسلا آلته لليوم ولكن العلماء والمهندسين يستخدمون نفس المبدأ الذي تخيله.

موجات مد وجزر صناعية

خلال حياته عارض تيسلا أسلحة الدمار الشامل، بل شجع على استخدامها لأغراض سلمية، وأحد هذه الأسلحة هو موجات المد والجزر الصناعية التي اعتقد بأنها سلاح دفاعي ضد الهجمات البحرية.

كان أمل تيسلا بأن يجعل أكبر الأسلحة البحرية عديمة الفائدة ما يثبط العسكر عن صناعة مثل هذه الأسلحة؛ تحقيقًا لهدفه فكّر تيسلا في تيلوتوماتونس Telautomatons التي تطلق أطنانًا من المواد المتفجرة قرب سفن العدو وتدمرها.

بناء على حسابات تيسلا؛ فإن فقاعة الغاز الناتجة من الانفجار تنتج موجة بارتفاع 30 متر كفيلة بتدمير أكبر السفن الحربية وإغراقها، ولكن أمواج المد والجزر لا تعمل بهذا الأسلوب، وفقًا لما تعلمته الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي عندما أحدثا تفجيرات نووية تحت الماء في أربعينيات القرن العشرين وخمسينياته.

شعاع الموت

مجموعة ولكوم

مجموعة ولكوم

يسمي تيسلا هذا الشعاع بشعاع السلام، إذ آمن تيسلا بأن تسريع أنوية نظائر الزئبق إلى 48 ضعف سرعة الصوت سيُنتج إشعاعًا يحمل طاقة كفيلة بتدمير جيوش على مسافات بعيدة ولا يحدها إلا كروية الأرض.

حاول تيسلا تسويق هذه الفكرة للكثير من الحكومات قبل موته بما في ذلك الولايات المتحدة ولكن الاتحاد السوفييتي الوحيد الذي جربها ولم تكن النتائج كما توقعها تيسلا؛ وقد يُعد عدم نجاح نتائج تيسلا شيئًا جيدًا للبشرية.

اقرأ أيضًا:

الخبير الكهربائي الموهوب بالتخّيل: السيرة الذاتية لنيكولا تسلا

كيف غير تسلا طريقة استخدامنا للطاقة؟

ترجمة: رؤوف طيلوني

تدقيق: تسبيح علي

مراجعة: عون حدّاد

المصدر