يعتبر حليب البقر أحد أكثر المشروبات شيوعًا لدى الأطفال. يُسوق غالبًا للآباء على أنه يعزز نمو الأطفال، لكن قد يتساءل البعض هل هناك دليل علمي يدعم هذا الادعاء؟ تتناول هذه المقالة الأدلة الكامنة وراء العلاقة بين تناول الحليب ومدى تأثيرها في نمو الطفل والسن المناسبة لإدخال الحليب إلى نظام الطفل الغذائي إضافةً إلى الكمية الكافية له.

ارتبط تناول الحليب بالصحة الجيدة والبنية القوية، وقد أجريت عام 1928 أولى الدراسات العلمية لتوضح العلاقة بين تناول الحليب وأثرها في نمو الطفل، إذ أظهرت زيادةً بنسبة 20% في الوزن والطول لدى الأطفال الذين شربوا الحليب مقارنةً بأولئك الذين لم يشربوه. أسفرت أبحاث حديثة ركزت على تأثير تناول الحليب في نمو الأطفال، عن نتائج متباينة لا سيما عند النظر في العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل الدخل وإمكانية تناول أطعمة مغذية.

أفادت دراسة أخرى أن استهلاك الحليب يقلل خطر الإصابة بنقص النمو بنسبة 1.9% لدى الأطفال البالغة أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، والمثير للاهتمام أن هذه العلاقة كانت أقوى لدى الأطفال الذين يعيشون في البلدان المتقدمة ويحصلون على أطعمة غنية بالعناصر الغذائية.

يفترض العلماء أن العلاقة الإيجابية بين استهلاك الحليب ونمو الأطفال تعود جزئيًا إلى تنوع العناصر الغذائية المتوفرة في الحليب.

يعد الحليب غنيًا بالمغذيات والعناصر الغذائية مثل: البروتينات والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك وفيتامين إي وغيرها العديد من المعادن والفيتامينات المهمة للنمو في أثناء مرحلة الطفولة، وتكون بعض منتجات الحليب مدعمةً بفيتامين دي. إذا لم يتوفر الحليب، يمكن الحصول على هذه العناصر الغذائية من أطعمة أخرى.

هل يساعد الحليب الأطفال على النمو فعلاً؟ - الأدلة الكامنة وراء العلاقة بين تناول الحليب ومدى تأثيرها في نمو الطفل - العناصر الغذائية في الحليب

أيضًا يحفز الحليب إنتاج هرمون عامل النمو المشابه للإنسولين 1 الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنمو وتطور الخلايا العظمية والعضلات.

ما كمية الحليب التي يجب أن يشربها الطفل؟

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتزويد الأطفال الذين يبلغون 12 شهرًا وما فوق فقط بحليب الأم أو الحليب الصناعي المخصص للرضّع أو الماء.

لكن ذلك لا يعني تعويض ذلك بحليب البقر، إذ تشير الأبحاث أن الاعتماد على حليب البقر قبل عمر السنة أو شرب أكثر من كوبين (500 مل) يوميًا للأطفال فوق 12 شهر، قد يؤدي إلى سوء امتصاص الحديد وبالتالي إصابة الطفل بفقر الدم.

يحدث فقر الدم عندما لا يحتوي الدم على خلايا دم حمراء كافية لنقل الأكسجين لأنسجة الجسم. إذا كنت تخطط لإدخال الحليب إلى نظام طفلك الغذائي فانتظر حتى يبلغ عامه الأول على الأقل ولا تعطه أكثر من كوبين (500 مل) يوميًا.

خلاصة

يعد الحليب مشروبًا غنيًا بالعناصر الغذائية مثل البروتين والكالسيوم والزنك ويساعد على النمو الصحي للطفل. مع ذلك، يمكن أيضًا الحصول على هذه العناصر الغذائية من أطعمة أخرى.

إذا أردت تزويد طفلك بالحليب، فعليك الانتظار حتى بلوغه عامًا واحدًا على الأقل لأن تناول الحليب مبكرًا يزيد خطر الإصابة بنقص الحديد.

بعد بلوغ الطفل عامًا واحدًا، يجب ألا يتناول أكثر من كوبي حليب يوميًا (نصف لتر).

اقرأ أيضًا:

شرب البشر القدماء الحليب قبل أن يتمكنوا من هضمه

أي حليب أفضل، حليب الأبقار أم الشوفان أم اللوز أم الصويا؟

ترجمة: ضياء الأطرش

تدقيق: حسام التهامي

المصدر