يمول المصرف الاستثماري الصفقات، ويساعد على إتمامها للعملاء المؤسسين على نطاق واسع، هذه فكرة بسيطة للغاية حول كيفية جني المصارف الاستثمارية للأموال، فهم يجمعون أموالهم بطرق مختلفة في الواقع. من المصارف الاستثمارية: بنك أمريكا، وجي بي مورغان، وجولدمان ساكس.

خدمات الوساطة والاكتتاب

تربط المصارف الاستثمارية الكبيرة المشترين بالبائعين في أسواق مختلفة كما يفعل الوسطاء التقليديون، وتتقاضى المصارف عمولةً على التداولات لقاء تلك الخدمة. تتراوح التدولات من عمليات تداول الأسهم البسيطة للمستثمرين الصغار، إلى عمليات التداول الضخمة للمؤسسات المالية الكبيرة.

تقدم المصارف الاستثمارية أيضًا خدمات الاكتتاب عندما تحتاج الشركات إلى زيادة رأس المال، على سبيل المثال، قد يشتري المصرف الأسهم عند الاكتتاب العام الأولي، ثم يعرض هذه الأسهم على المستثمرين. يكمن الخطر عندما لا يتمكن المصرف من بيع الأسهم بسعر أعلى، فقد يخسر الأموال في الاكتتاب العام. للتغلب على هذه المخاطر تفرض بعض المصارف الاستثمارية رسومًا موحدةً على عملية الاكتتاب.

عمليات الدمج والاستحواذ

تفرض المصارف الاستثمارية رسومًا على خدمات المشورة المتعلقة بعمليات الفصل والدمج والاستحواذ. في حالة عمليات الفصل، قد تبيع الشركة جزءًا من عملياتها بغية تحسين الكفاءة وضخ سيولة نقدية.

كيف تجني المصارف الاستثمارية الأموال؟ - الطرق التي تستطيع المصارف الاستثمارية من خلالها كسب المال - كيف يجني المصرف الاستثماري أرباحه

من جهة أخرى، تحدث عمليات الاستحواذ عندما تشتري إحدى الشركات شركةً أخرى. في حين تتجلى عمليات الدمج في اتحاد شركتين لتشكيل كيان واحد. تمتاز هذه الصفقات غالبًا بالتعقيد، وتتطلب كثيرًا من الاستشارات المالية والقانونية، خاصةً للشركات التي تفتقر إلى الدراية الكاملة بتلك العمليات.

إنشاء منتجات ذات ضمان

قد تأخذ المصارف الاستثمارية كثيرًا من القروض الصغيرة، مثل القروض العقارية، ثم تجمعها في سند موحد. يشبه هذا المفهوم إلى حدٍ ما صندوق السندات المشترك، باستثناء أن الضمان هنا يتمثل في مجموعة التزامات الديون الصغيرة، بدلًا من سندات الشركات والحكومات. تحاول المصارف الاستثمارية جني الأرباح عبر الشراء بسعر رخيص والبيع بسعر أعلى في السوق، لذلك يجب عليها شراء القروض من أجل جمعها ثم بيعها.

تداول الملكية

في حال تداول الملكية ينشر المصرف الاستثماري رأس ماله في الأسواق المالية، وعادةً ما يُكافأ المتداولون الذين يخاطرون برأس مال الشركة اعتمادًا على أدائهم، إذ يحصل الناجحون على مكافآت كبيرة، في حين يخسر غير الناجحين وظائفهم.

أصبح تداول الملكية أقل انتشارًا منذ فرض اللوائح الجديدة بعد الأزمة المالية بين عامي 2007 و2008.

التجمعات المظلمة

لنفترض أن مستثمرًا مؤسساتيًا كبيرًا يرغب في بيع ملايين الأسهم، ما يعد حجمًا كبيرًا بما يكفي للتأثير الفوري والمباشر في السوق. قد يرى المستثمرون الآخرون في السوق عملية البيع الضخمة، ما يعطي الفرصة لمتداول شرس يتمتع بتقنية سريعة لإجراء عملية الشراء مقدمًا على محاولة للاستفادة من الخطوة القادمة. هذا ما دعا المصارف الاستثمارية إلى تأسيس تجمعات مظلمة لجذب البائعين المؤسساتيين إلى أسواق سرية ومجهولة، لمنع عمليات الشراء المسبقة. إضافةً إلى أن المصارف تفرض رسومًا لقاء هذه الخدمة.

المقايضات

يجني المصرفيون المستثمرون الأموال أحيانًا بعمليات المقايضة، التي تعطي فرصًا للربح عبر صيغة معقدة من الموازنة، إذ يتوسط المصرف الاستثماري في صفقة بين طرفين يتداولان سيولتهما النقدية. تحدث أكثر عمليات المقايضة شيوعًا عندما يدرك الطرفان أنهما قد يستفيدان بصورة متبادلة من تغيير أحد المعايير، مثل أسعار الفائدة أو أسعار الصرف.

صناعة السوق

تمتلك المصارف الاستثمارية غالبًا عمليات لصناعة السوق، وتُصمم هذه العمليات لكسب الإيرادات الناجمة عن توفير السيولة في الأسهم أو في الأسواق الأخرى. يحدد صانع السوق سعره (سعر الشراء وسعر البيع)، ويكسب ربحًا بسيطًا من الفرق بين السعرين، وفق ما يعرف بانتشار العرض والطلب.

أبحاث الاستثمار

تستطيع المصارف الاستثمارية الكبرى أن تبيع الأبحاث المباشرة للمختصين الماليين. غالبًا ما يشتري مديرو الأموال الأبحاث من المؤسسات الكبيرة، مثل جي بي مورجان، وجولدمان ساكس، لاتخاذ قرارات استثمارية أفضل.

إدارة الأصول

تعمل المصارف الاستثمارية في حالات أخرى بصورة مباشرة بمثابة مدير أصول لكبار العملاء. قد يحتوي المصرف على أقسام تمويل داخلية، من ضمنها صناديق التحوط الداخلية، التي تأتي غالبًا بهيئة رسوم مغرية، وقد تكون إدارة الأصول مربحةً للغاية، بسبب ملفات العملاء الكبيرة.

أخيرًا، تتشارك المصارف الاستثمارية أحيانًا، وتنشئ صناديق رأس المال الاستثماري أو صناديق الأسهم الخاصة، بغية جمع الأموال والاستثمار في الأصول الخاصة. وتدور هذه الفكرة حول شراء شركة مستهدفة واعدة ذات نفوذ قوي، ثم تُباع الشركة أو تُطرح للاكتتاب العام بعد ارتفاع قيمتها.

الخلاصة

يؤدي المصرفيون المستثمرون في الاقتصاد الرأسمالي دورًا في مساعدة عملائهم على زيادة رأس المال، لتمويل نشاطات متعددة وتنمية أعمالهم. فهم وسطاء للاستشارة المالية يساعدون على تحديد رأس المال وتخصيصه لاستعمالات مختلفة.

في حين أن هذا النشاط يساعد على تهدئة عجلة الرأسمالية، فقد خضع الدور الذي يؤديه المصرفيون المستثمرون للتدقيق نتيجة بعض الانتقادات التي تتهمهم بالحصول على أجر كبير مقابل الخدمات المقدمة.

اقرأ أيضًا:

ما المقصود بـ المصرفي المستثمر؟

ما الفرق بين المصارف الاستثمارية والمصارف التجارية؟

ترجمة: ذوالفقار مقديد

تدقيق: راما الهريسي

مراجعة: أحلام مرشد

المصدر