يشير «الجبل الشمسي المهيب» إلى مستقبل الهندسة المعمارية الملائمة للبيئة: تركِّز التصاميم المستقبلية بنحو متزايد على الأثر البيئي، إذ بدأت آثار التغير المناخي تبلغ مستويات عالمية تاريخية. ولا يقتصر استكشاف طرق جديدة غير مسبوقة على المهندسين التقنيين فحسب، بل شمل ذلك المهندسين المعماريين والفنانين أيضًا، الذين يسعون لإعادة خلق تصور يقلل من التدخل في البيئة الطبيعية.

«بيرننغ مان» هو حدث سنوي شهير يستقطب عددًا كبيرًا من رواد الأعمال والفنانين، ما سيجعل تطوير «جبل شمسي» على مساحة 3,800 فدان بإمكانه توليد طاقة تبلغ 318,645 كيلو واط ساعي سنويًا، أمرًا ممكن الحدوث.

إذا اكتمل التصميم، ستُتاح للمهندسين المدنيين والفنانين فرصة وضع تصور طريقة لتوليد الطاقة للمجتمعات حول العالم، في موجة غير مسبوقة من التعاون الموجّه لفائدة الطبيعة.

قد يشير «الجبل الشمسي» إلى مستقبل هندسة معمارية صديقة للبيئة:

يتضمن التصميم الجديد مجموعة ضخمة من الألواح الشمسية تتفرع من هيكل مركزي. يوضح المهندسون المعماريون المشرفون على المشروع الجديد أنه مستوحى من المشهد الطبيعي لمزرعة فلاي، المجاورة لموقع «بيرننغ مان» في مدينة بلاك روك. وفقًا لشركة «نيودس» فإن هذا الشكل غير التقليدي المنحني يحاكي المشهد الطبيعي للجزر والأراضي الرطبة والينابيع الحارة والباردة. بوصفه واحدًا من عشرة مقترحات ضمن القائمة المختصرة لمسابقة تصميم «مزرعة فلاي- لاغي 2020»، تخطط شركة نيودس لبناء تصميم نموذجي يتكون من خشب معاد تدويره ومواد أخرى صديقة للبيئة.

يتكوّن الجبل الشمسي من 182 لوحًا شمسيًا بقدرة 300 واط؛ أي ما يعادل 1.2 كيلو واط ساعي في اليوم. وبجمع أربع وحدات من الهيكل الهائل، سنحصل على 728 لوحًا شمسيًا، تنتج يوميًا طاقة تبلغ 873 كيلو واط ساعي، أي 318,645 كيلو واط ساعي سنويًا. وعلى عكس باحة المصفوفة الشمسية التقليدية، فإن لتصميم الجبل الشمسي الجديد مزايا إضافية، إذ يمثل ميزةً تفاعلية ومركزًا مجتمعيًا لرواد الحدث. صرح مؤسس «نيودس» نورو كريم: «يتضمن الهدف من التصميم ثلاثة أمور: تنمية الطاقة والتفاعل واللهو».

تشكل الألواح الشمسية الممتدة من الهيكل المركزي ممرًا شبه مغطى، إذ ستصاحب طريق المارة أنماط مميزة من الضوء الصادر من الألواح بالأعلى. ينتقل مشروع الجبل الشمسي الآن إلى مرحلته التالية المتمثلة في التصميم، ما يعني إمكانية أن يصبح ورشة عمل فنية لمناهج جديدة للهندسة المعمارية والهندسة المستدامة التي سنراها في مستقبل تطبيقات الطاقة الشمسية.

إن التصميم النموذجي للجبل الشمسي يعني أن التكنولوجيا المستخدمة في بنائه يمكن أن توفر للمجتمعات حول العالم بدائل جديدة صديقة للبيئة بدلًا من أشكال الطاقة الأقل استدامة. تخيل أن تعيش وتعمل تحت مظلة عملاقة تعمل بالطاقة الشمسية في مدينة مثل روما، يعني ذلك توفير الظل والكهرباء دون إلحاق أي ضرر بالعمارة القديمة تحتها!

يمكن أن يجعل الجبل الشمسي نشاط بيرننغ مان أكثر استدامة:

يستخدم السطح المتموج للجبل الشمسي ألواحًا شمسية كهروضوئية ممزوجة بخشب معاد تدويره لتوفير مصدر دائم ومستقل للطاقة. يأخذ التصميم في الحسبان أنواع الحيوانات والنباتات الموجودة في المنطقة، ما يعكس التوجه لأن يكون الإنجاز البشري مكملًا للبيئة، لا عبئًا عليها. يبلغ طول كل لوح شمسي في المنشأة 30 مترًا، ويتراوح عرضه بين 5 أمتار و30 مترًا. ويبلغ أقصى ارتفاع له 15 مترًا. وسيوفر البناء العملاق وسط الصحراء الظل للمشاركين في حدث «بيرننغ مان».

واقعيًا، قد تقلل طاقة الجبل الشمسي من الانبعاثات الكربونية للحدث، الذي يشهد عادة تجمعًا كبيرًا من المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري، ما يجعل السعي للتعايش مع الطبيعة أمرًا مثيرًا للسخرية من منظور بيئي. لكن ربما هذا على وشك أن يتغير، إذ سيصبح بيرننغ مان قوة حقيقية للخير في العالم.

تصويب: اقترحت نسخة سابقة من هذه المقالة أنه بتركيب مجموعات الجبل الشمسي يمكن توليد طاقة قدرها 300 ميغاواط ساعي في السنة. صُحِّح ذلك ليعكس القدرة الصحيحة لألواح الطاقة الشمسية، والتجميع اليومي، وناتج الطاقة السنوي، ليصبح: 300 واط، و873 كيلواط ساعي، و318,645 كيلواط ساعي على التوالي، إضافةً إلى تصحيح موقع الحدث.

اقرأ أيضًا:

تكنولوجيا تتيح طاقة شمسية لا نهائية ستغير المستقبل بشكل تام

محطة طاقة شمسية تعمل ليلا و نهارا

ترجمة: فاطمة البجاوي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر