تقول مؤسسة سرطان الجلد الأمريكية إن واحدًا من بين كل خمسة أمريكيين يصاب بسرطان الجلد بحلول عامه السبعين، ما يجعله أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الولايات المتحدة.

وجدت دراسة استقصائية أجرتها الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) أن نحو ثلث الأمريكيين فشلوا في اختبار بسيط حول سرطان الجلد والتعرض لأشعة الشمس.

إليك أبرز أخطاء الأمريكيين الذين أجروا الاختبار:

  •  53% لا يعلمون أن الظل سوف يحميهم من أشعة الشمس الضارة فوق البنفسجية.
  •  47% يؤمنون أن تسمير بشرتهم يحميهم من حروق الشمس، أو تراودهم بعض الشكوك حول ذلك.
  •  35% يؤمنون أن تسمير الجلد آمن طالما أنه لا يسبب حروقًا، أو تراودهم بعض الشكوك حول ذلك.
  •  31% لا يعلمون أن تسمير الجلد يسبب سرطان الجلد.

قال الدكتور سيمال آر. ديساي، عضو مجلس إدارة AAD، إنه فوجئ بمعرفة عدد الأمريكيين الذين فشلوا في الاختبار: «يتمثل عمل أطباء الأمراض الجلدية في تثقيف المرضى حول الوقاية من سرطان الجلد والحماية من أشعة الشمس، خاصة في هذه الأوقات التي تشجعنا فيها قوانين التباعد الاجتماعي على الخروج في الهواء الطلق».

«إن كل شخص معرض لخطر الإصابة بسرطان الجلد، بصرف النظر عن عمره أو جنسه أو عرقه، وتسمير الجلد في الأماكن المغلقة أو في الهواء الطلق، قد يحمل معه الكثير من الأضرار، مثل سرطان الجلد، وظهور التجاعيد باكرًا، والتصبغات الجلدية التي تظهر مع التقدم بالعمر».

أضاف ديساي أن استخدام أسرّة التسمير قبل سن 35 سنة قد يزيد فرص الإصابة بسرطان الجلد بنحو 60%، بالتزامن مع ازدياد خطر الإصابة مع تكرار استخدام هذه الأسرة، ويوصي بالبقاء في مناطق الظل إن أمكن، منوهًا بوصول أشعة الشمس إلى ذروتها بين الساعة العاشرة صباحًا والثانية ظهرًا تقريبًا.

يعرض المقال بعض الخطوات التي قد تساعد على ضمان الاستمتاع بأشعة الشمس بأمان حتى إن لم يتوفر الظل:

اختيار واقي الشمس المناسب

أشار تقرير مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) إلى اختيار المستهلكين الأمريكيين قيمة عامل الحماية من الشمس SPF بمثابة المعيار الأكثر أهمية عند شراء واقي الشمس، لكن الاستطلاع الذي أجرته AAD كشف أن معظم الأمريكيين يسيئون فهم معنى SPF بالطرق التالية:

  •  85% يؤمنون أن واقيات الشمس ذات عامل الحماية SPF 30 توفر ضعف الحماية التي توفرها واقيات الشمس ذات عامل الحماية SPF 15، أو تراودهم بعض الشكوك حول ذلك.
  •  55% يؤمنون أنهم قادرون على استخدام واقيات الشمس عالية عامل الحماية أقل تكرارًا من واقيات الشمس منخفضة عامل الحماية، أو تراودهم بعض الشكوك حول ذلك.

يوصي ديساي باستخدام واقي شمس واسع الطيف ومقاوم للماء مع عامل حماية لا يقل عن 30 على جميع أنواع البشرة التي لا تغطيها الملابس، وإعادة وضعه كل ساعتين أو بعد السباحة أو التعرق.

يوافق الدكتور آدم فريدمان، أستاذ الأمراض الجلدية في كلية جورج واشنطن للطب والعلوم الصحية، على آراء ديساي ويشير إلى أن العثور على واقي الشمس المناسب ليس بالأمر السهل دائمًا: «أظن أن الجزء الأصعب هو العثور على نوع مناسب لبشرتنا، لأننا جميعًا مختلفون عندما يتعلق الأمر بالتركيب البيولوجي للبشرة وطبيعة أنشطتنا اليومية، فقرارك هذا ينطوي على اختيار واقي الشمس الذي ستستخدمه مرارًا وتكرارًا».

اقترح فريدمان إجراء تجارب للمقارنة بين المنتجات التي تحتوي على معادن مثل أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم، أو المعادن العضوية مثل الأوكسي بنزون، أو الأفوبينزون، أو الإكامسول، أو الأوكتوكريلين، أو حتى للمقارنة بين أشكال المنتجات (الكريمات أو الغسولات أو البخاخات).

ارتداء الملابس الواقية

يُذكر أن ارتداء الملابس الواقية من الشمس، وخاصةً القمصان والسراويل خفيفة الوزن ذات الأكمام الطويلة، والقبعات واسعة الحواف، والنظارات الشمسية التي توفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية، قد تساعد جميعها على حمايتك من أشعة الشمس، إذ يقول ديساي في هذا الشأن: «تتوفر الآن الملابس التي تحتوي على ملصق يشير إلى عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية (UPF)، التي تمنحك بذلك حماية أكبر من أشعة الشمس؛ غالبًا ما أوصي بهذا النوع من الملابس لمرضاي، الذين وجدوا بدورهم أنواعًا لطيفةً من الملابس تناسب الأذواق المختلفة».

ينوه فريدمان بضرورة الانتباه في أثناء شراء هذا النوع من الملابس، ويرى أن زيادة سماكة هذه الملابس المنسوجة، يزيد قدرتها على منع آثار الشمس الضارة، ويقول: «نوصي عمومًا بتغطية المناطق المكشوفة قدر الإمكان، أمر قد تجعل حرارة الصيف منه صعب التنفيذ».

إجراء فحص ذاتي للجلد

تشجع AAD الجميع على إجراء فحوصات ذاتية منتظمة للجلد، نظرًا إلى إمكانية علاج سرطان الجلد بنجاح عند اكتشافه مبكرًا.

ابحث عن العلامات الإنذارية لسرطان الجلد، والتي يمكن تلخيصها بالأحرف التالية ABCDE:

  •  A: عدم التناظر، أي يكون مظهر نصف البقعة مختلفًا عن مظهر النصف الآخر.
  •  B: الحدود، أي تكون البقعة ذات حدود غير منتظمة أو غير محددة بشكل جيد.
  •  C: اللون، أي ظهور ألوان مختلفة في البقعة نفسها، مثل ظهور تدرجات اللون البني أو الأسود، أو ملاحظة مناطق بيضاء أو حمراء أو زرقاء في البقعة.
  • D: القطر، عادةً ما تكون الأورام الميلانينية أكبر من 6 ميليمترات عند تشخيصها، لكنها قد تكون أصغر.
  •  E: التطور، أي تبدو البقعة مختلفة المظهر عن بقية البقع، أو يتغير حجمها أو شكلها أو لونها.

اقترح ديساي استخدام مرآة محمولة باليد والوقوف أمام مرآة كبيرة لفحص نفسك، إذ يقول: «لا تخف من لمس بشرتك والبحث عن الآفات التي قد تشعر بها»، مشيرًا إلى إمكانية استخدام «خريطة شامات الجسد» التي أصدرتها الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، ووصفت فيها الأنواع المختلفة من سرطانات الجلد، بما فيها الورم الميلانيني وسرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية.

ينصح فريدمان بإجراء اختبار ذاتي كل شهرين، والاستعانة بشخص آخر للكشف عن المناطق التي لا تستطيع رؤيتها بسهولة، إضافة إلى التقاط عدد من الصور المتشابهة للمنطقة ذاتها بفوارق زمنية منتظمة لتقييم الحالة تقييمًا أفضل عند زيارة طبيب الأمراض الجلدية.

متى تجب زيارة طبيب الأمراض الجلدية؟

إذا لاحظت بقعة على جلدك تختلف عن غيرها، أو لاحظت تغيرها تغيرًا غير طبيعي، مثل النزف أو الشعور بالحكة فيها، فقد حان الوقت لتحديد موعد مع طبيب أمراض جلدية معتمد، يقول فريدمان: «يمثل الاكتشاف المبكر المفتاح الرئيسي للحد من العواقب السلبية لسرطان الجلد، لذلك قم بالفحوصات اللازمة عندما تراودك أي شكوك»، وعليه اتصل بطبيبك إذا لاحظت تغيرات جديدة في مساحة البقعة أو لونها أو طبيعة حدودها، أو إن أصبحت حاكة أو يسهل نزفها.

اقرأ أيضًا:

سرطان الجلد وعلامات التحذير منه

سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: حسام شبلي

تدقيق: نغم رابي

المصدر