قناة استاكيوس أو نفير أوستاش، وتُعرف أيضًا باسم الأنبوب السمعي، قناة تربط بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي وتحافظ على صحة الأذن عبر مساواة الضغط على جانبي غشاء الطبل (طبلة الأذن) ونزح مفرزات الأذن الوسطى وحمايتها من العوامل الممرضة المسببة للعدوى.

التشريح

توجد قناة استاكيوس في منطقة تعرف باسم الفراغ المجاور للبلعوم، وتمتد من الجدار الأمامي للأذن الوسطى إلى الجدار الجانبي للبلعوم الأنفي، تنحدر إلى الأسفل عند البالغين بمقدار 35 درجة، أما عند الأطفال فتنحدر بمقدار 10 درجات فقط.

تتألف قناة استاكيوس من عظم وغضروف ونسيج ليفي، وتُبطن بأهداب تشبه الأشعار تنزح المخاط من الأذن الوسطى باتجاه البلعوم الأنفي. تعمل ست عضلات على فتح القناة وإغلاقها، وتتوضع هذه العضلات في الأذن والرأس والرقبة والحنك الرخو والفك.

الوظيفة

لقناة استاكيوس ثلاث وظائف هامة للحفاظ على صحة الأذن الوسطى، وهي:

  •  الحفاظ على ضغط الهواء متعادلًا على جانبي غشاء الطبل (الطبلة).
  •  نزح مفرزات الأذن الوسطى.
  •  حماية الأذن الوسطى من الجراثيم والفيروسات.

تنغلق قناة استاكيوس وتفتح دوريًا عندما تتقلص العضلات في أثناء التثاؤب أو البلع أو عند تغير الضغط الجوي، وذلك للسماح للهواء بالمرور عبرها إلى الأذن الوسطى لمعادلة الضغط على جانبي غشاء الطبل.

يجب أن تكون القناة خاليةً من السوائل والمواد الأخرى لتحافظ على وظيفة الأذن الوسطى، إذ تنزح الأهداب والطيات المخاطية المتوضعة في القناة المخاط المُنتَج من الأذن الوسطى.

تبقى قناة استاكيوس مغلقة معظم الأوقات، وتعد حاجزًا فعالًا يحمي الأذن الوسطى من الإفرازات البلعومية الأنفية والعوامل الممرضة.

عبر مساواة الضغط على جانبي غشاء الطبل

حالات مرتبطة بقناة استاكيوس

يحدث الخلل الوظيفي لقناة استاكيوس (ETD) عند وجود مشكلة في انفتاحها أو انغلاقها، ويؤدي انسداد القناة إلى اختلال في توازن الضغط بين مجرى السمع الظاهر والأذن الوسطى، ما يسبب أعراضًا مثل الشعور بالامتلاء في الأذن والألم ونقصان السمع والدوار والطنين.

قد تُسد القناة بسبب الإفرازات الأنفية من الطرق التنفسية العلوية الملتهبة أو الجيوب الأنفية الملتهبة أو الإفرازات الناجمة عن المحسسات، وتحوي تلك الإفرازات جراثيم وفيروسات تسبب عدوى للأذن الوسطى تعرف باسم التهاب الأذن الوسطى. ولأن القناة أكثر أفقية عند الأطفال من البالغين فهي أكثر عرضة للانسداد بسبب صعوبة نزح الإفرازات الأنفية، ما يفسر سبب إصابة الأطفال بعدوى الأذن الوسطى أكثر من البالغين.

تُفتح القناة طبيعيًا عند تغير الضغط الجوي ويحدث ذلك عند الطيران أو الغوص تحت الماء، وقد يعاني بعض الناس مشكلة في انفتاحها عند حدوث تلك التغيرات ما يسبب ألمًا أذنيًا مؤقتًا.

تُعد قناة استاكيوس المتسعة حالة قليلة الشيوع ومجهولة السبب، وتحدث بسبب بقاء القناة مفتوحةً فترة أطول من المعتاد. قد يعاني المرضى شعورًا بالضغط في آذانهم أو سماع تشوش في أصواتهم أو أصوات التنفس. سبب هذه الحالة غير معروف بعد، لكن توجد بعض عوامل الخطر المرتبطة بها مثل خسارة الوزن والحمل والاضطرابات العصبية مثل التصلب المتعدد والقلق والإرهاق.

العلاج

معظم أعراض الخلل الوظيفي لقناة استاكيوس معتدلة وتشفى خلال بضعة أيام.

توجد بعض الطرق البسيطة لتنظيف القناة المسدودة، مثل البلع ومضغ العلكة أو التثاؤب، إضافة إلى مناورة فالسلفا التي تتضمن إغلاق فتحتي الأنف والفم مع الزفر بقوة.

تجب استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض أو حدوث ألم، وذلك لمعرفة سبب الانسداد وطريقة العلاج، فقد ينصح الطبيب باستخدام واحد أو أكثر من العلاجات التالية للتخفيف من الاحتقان وتنظيف الأذن الوسطى:

  •  بخاخ ملحي أنفي.
  •  مزيلات الاحتقان.
  •  مضادات الهيستامين.
  •  الستيرويدات القشرية.
  •  مضادات الالتهاب إذا كان سبب الانسداد إنتانًا.

يلجأ الطبيب إلى الإجراءات الجراحية عند استمرار الأعراض الشديدة للاضطراب الوظيفي لقناة استاكيوس، ومن هذه الإجراءات زرع أنبوب فغر الطبلة (يعرف أيضًا بأنبوب الأذن) من أجل النزح المستمر للإفرازات وإزالة الانسداد في الأذن الوسطى.

من الإجراءات المفيدة أيضًا توسيع القناة باستخدام بالون، إذ يُدخل قثطار البالون من خلال الأنف ويوضع في القناة ويملأ بمحلول ملحي ثم يُفرغ ويُنزع البالون بعد ذلك.

توجد عدة طرق لعلاج المرضى الذين لديهم قناة استاكيوس متوسعة، مثل وضع الرأس في الأسفل بين الركبتين عند حدوث الأعراض، أو استخدام بخاخ أنفي أو أدوية أنفية موضعية تتضمن حمض الهيدروليك المخفف والكلوروبوتانول والكحول البنزيلي، وقد يلجأ الطبيب للجراحة في الحالات الشديدة.

اقرأ أيضًا:

التهاب الأذن الوسطى: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

طنين الأذن: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: هادي سلمان قاجو

تدقيق: غزل الكردي

المصدر