انتشرت الكثير من التكهنات حول محتويات تقرير أصدره فريق عمل الظواهر الجوية المجهولة، التابع للبنتاغون. تقدم الوثيقة ملخصًا شاملًا لما تعرفه حكومة الولايات المتحدة عن الظواهر الجوية المجهولة، أو المصطلح الأكثر شيوعًا: الأجسام الطائرة المجهولة.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز حديثًا مقالًا تمهيديًا للنتائج المرتقبة، التي عرضها مسؤولون كبار لم يكشف أسماءهم، كانوا على اطلاع بمحتويات التقرير.

وفقًا لمصادر التايمز، لا يشير التقرير إلى وجود أي صلة أو ارتباط واضح بين حوادث مشاهدة للأجسام الطائرة على مر العقدين الماضيين -أكثر من 120 حادثة- واحتمال زيارة الفضائيين للأرض.

إن صحت مصادر التايمز، فلا يوجد سبب وجيه لنعدّ أي جسم مجهول أو غير محدّد في السماء دليلًا على وجود كائنات فضائية.

لكن هل هذا ينفي وجود الفضائيين في مكان آخر في الكون؟ وهل يمكننا العثور عليهم، إن صح وجودهم؟ هل هم مختلفين جدًا عنا لدرجة استحالة إيجادهم؟

فيما يلي ردود تفصيلية لخمسة خبراء، أربعة منهم يعتقدون بوجود الفضائيين.

عالم الأحياء الفلكية جونتي هورنر

أنا متيقن من وجود الكائنات الفضائية. السؤال الذي يجب أن نطرحه هو: هل هي قريبة بما يكفي لاكتشافها؟

الفضاء كبير بدرجة لا تصدق.

في العقود القليلة الماضية، علمنا أن كل نجم في الكون تقريبًا لديه كواكب، إذ تستضيف مجرتنا درب التبانة نحو 400 مليار نجم، إذا افترضنا أن لكل نجم خمسة كواكب، فسيكون لدينا تريليونا كوكب في مجرتنا وحدها.

سيقفز هذا العدد إلى رقم خيالي باعتبار أن عدد المجرات في الكون يفوق عدد الكواكب الموجودة في مجرة درب التبانة.

بمعنى آخر، ثمة عدد هائل من الكواكب في كوننا، وبقدر كبير من التنوع لدرجة استحالة تصديق أن الأرض هي الكوكب الوحيد الذي لديه حياة، متضمنةً الحياة الذكية المتقدمة تقنيًا.

لكن هل سنجد مثل هذه الحياة خارج الأرض؟ هذا سؤال صعب.

تخيل أن نجمًا واحدًا فقط من كل مليار نجم يستضيف كوكبًا يتوفر عليه ظروف تسمح بتطور حياة متقدمة تقنيًا وقادرة على الإفصاح عن وجودها في الكون.

إن هذا سيعطينا 400 نجم مُستضيف لحياة متطورة في مجرتنا.

لكن قطر مجرتنا شاسع، 100 ألف سنة ضوئية من الطرف إلى الآخر، وهذا المدى كبير جدًا لدرجة أن تلك النجوم -في المتوسط- ستكون بعيدة عن بعضها بمسافة تبلغ نحو 10 آلاف سنة ضوئية.

وهي مسافة بعيد جدًا بالنسبة إلينا لسماع إشارات فضائية -على الأقل حاليًا- إلا إذا كانت هذه الإشارات أقوى من أي شيء يمكننا إرساله!

لذلك، مع أني متيقن من وجود حياة خارج كوكب الأرض، فإن العثور على دليل ذلك سيكون صعبًا.

عالم الفيزياء الفلكية ستيفن تينغاي

نعم ثمة حياة فضائية، لكن هذا تأكيد جريء، لذا من الأفضل أن نوضح ما نتحدث عنه.

أنا أوظف مصطلح «فضائي» إشارة إلى جميع أنماط الحياة في أماكن أخرى غير الأرض.

حاليًا لا يوجد إجماع تفصيلي حول تعريف الحياة، إنه مفهوم معقد للغاية، لكن إذا عثرنا على شيء مثل البكتيريا في مكان آخر خارج الأرض، فسأصنفها «حياةً فضائية».

يحتوي الكون على مئات المليارات من المجرات، كل منها قد يتكون من مليارات النجوم التي يستضيف معظمها كوكبًا واحدًا على الأقل.

تحتوي هذه الأنظمة الكوكبية على مزيج غني من العناصر، ومنها العناصر الضرورية للحياة.

لذا، من الصعب تصديق أن ذلك المزيج الخاص من الظروف الذي خلق الحياة على الأرض حدث فقط على هذه الأخيرة، وليس على تريليونات الكواكب الأخرى في الكون.

لكن لا زال الوقت مبكرًا لنتحقق من كون هذه الحياة على شكل «بكتيريا»، أم أنها حضارة متقدمة تقنيًا ومثيرة يمكننا التواصل معها.

يُجري في الوقت الراهن بذل جهد كبير للبحث عن حضارات غريبة قد تستخدم تقنيات مماثلة كالتي لدينا، مثل التلسكوبات الراديوية القوية التي ترسل إشارات ذات طول موجي راديوي من أنظمة كوكبية بعيدة.

إلى أن تصلنا إشارة غير مألوفة، قد يتضح أن تعريفنا للحياة ضيق للغاية، وأن الكائنات الفضائية -أينما كانوا- ربما مقيدة أو تحكمها مجموعة مختلفة تمامًا من القواعد والقوانين.

عالمة الكواكب هيلين ماينارد كاسلي

أرى أنها مسألة وقت فقط قبل أن نجد شيئًا يشبه علم الأحياء في إحدى الكواكب الخارجية.

هذا لأننا نعثر بتزايد على العديد من المواقع المحتملة في نظامنا الشمسي التي قد تكون ملائمة للحياة كما نعرفها على الأرض.

مثال ذلك، المحيطات الباطنية تحت السطح الجليدي لقمري المشتري الكبيرين، «أوروبا» و«جانيميد»، وهي مواقع تكون فيها درجة الحرارة مناسبة تمامًا، وهناك إمكانية للوصول إلى المياه والمعادن أيضًا.

لكن هذا بالطبع تحليل للأمر من منظورنا البشري على الأرض، فقد تكون الحياة الفضائية مختلفة تمامًا عن حياتنا.

لهذا السبب أنا متحمسة لمزيد من الاستكشاف لقمر زحل تيتان الذي يمتلك أنظمة طقس نشطة على سطحه تعمل على نقل مجموعة كاملة من الجزيئات المهمة ومزجها. كل هذا ونحن لم نتجاوز عتبة نظامنا الشمسي، فكيف بالأنظمة الشمسية الأخرى داخل مجرتنا؟

بالنظر إلى كل ما سبق، تزداد احتمالية وجود مكان مناسب لبعض البيولوجيا النشطة في مكان ما في كوننا، لكن هل سيتمكنون من فهمنا والحديث معنا؟ حسنًا، هذا سؤال مختلف.

خبيرة تكنولوجيا الفضاء ريبيكا ألين

نعم توجد حياة خارج الأرض، لكن ربما تكون مختلفة عنّا، يُقدّر وجود أكثر من 100 مليار كوكب في مجرتنا وحدها -مع وجود نحو ست مليارات كوكب شبيه بالأرض- لذلك فإن احتمال وجود الحياة خارج كوكبنا أمر شبه مؤكد.

عندما نسمع كلمة «فضائي»، يخطر ببالنا عادةً صورة لشكل من أشكال الحياة المشابهة للإنسان، لكن حتى على الأرض، فإن الشكل الأكثر انتشارًا للحياة هو أقدم بكثير وأصغر حجمًا وأقوى على التكيف والصمود.

أتحدث عن الكائنات الحية الدقيقة، بالطبع تتحدى هذه الكائنات العلم عبر الوجود في أماكن قاتلة للحياة، كالرماد المحيط بالفوهات البركانية.

أراهن أن الحياة الفضائية موجودة في صورة هذه الكائنات المحبة للظروف القاسية.

أرسلت وكالة ناسا فريقًا من رواد الفضاء مكوّن من حيوانات مجهرية هي «الدببة المائية» إلى محطة الفضاء الدولية حتى يتمكن العلماء من دراسة كيفية أدائهم في هذه البيئة القاسية.

وبالنظر إلى توفّر المكونات الرئيسية للحياة في نظامنا الشمسي، يُحتمل أن يكون شكل الحياة الأكثر صمودًا على الأرض منتشرًا عبر المجرة.

لكن ماذا عن صور الحياة الأكثر تقدمًا؟ الحقيقة هي أن الفضاء شاسع جدًا، وعبر معطيات مهمة كبلر، وجدنا أنه من الصعب العثور على عوالم أخرى، لا سيما تلك الشبيهة بالأرض، ناهيك بأن الحياة المتقدمة استغرقت مليارات السنين لتزدهر على الأرض، لذلك هناك فرصة ضئيلة لإيجاد نوع مماثل من الكائنات الفضائية.

لكن يبقى الأمل قائمًا مع استمرار العلماء في استخدام التلسكوبات الراديوية المتقدمة للبحث في السماء عن أشكال جديدة من الإشارات الراديوية.

عالم الأحياء الفلكية مارتن فان كرانندونك

الجواب البسيط على هذا السؤال هو لا.

إذا اعتمدنا على بيانات تجريبية بحتة للبحث في احتمال وجود نوع من الحياة خارج الأرض لا علاقة له بالنشاط البشري، فإن الإجابة -على حد علمنا- يجب أن تكون لا.

لكن بالطبع معرفتنا هذه محدودة، بيد أننا لم نفحص كل ركن من أركان الكون بحثًا عن إشارات للحياة، ولا نعرف حتى ماهية الحياة في نظام كيميائي آخر.

إضافةً إلى عدم وجود تعريف متفق عليه للحياة القائمة على الكربون، حتى هنا على الأرض.

ربما الإجابة الأقرب للصواب هي أننا لا ندري بعد، بل قد لا نتمكن أبدًا من التوصل إلى إجابة مؤكدة عن هذا السؤال.

يوجد بالتأكيد الكثير من العمل القائم حاليًا في محاولة لتقديم جواب شاف عن ذلك.

قد نتمكّن مستقبلًا من معرفة هل لدينا جيران قريبون بين الكواكب، أم أننا وحدنا بالفعل؟ أو ربما لن نعرف ذلك أبدًا.

اقرأ أيضًا:

هل تمتص الكائنات الفضائية الطاقة من الثقوب السوداء؟

هل نعيش في محاكاة؟

ورقة بحثية جديدة حول الفضائيين جعلت إيلون ماسك يرغب في ترك الكوكب! يجب أن نحافظ على الوعي

ترجمة: رضوان بوجريدة

تدقيق: تسبيح علي

المصدر