ماذا لو كانت هناك حياة في الفضاء الخارجي؟ هل ستكون قادرة على اكتشاف وجودنا على الأرض؟ تعتبر هذه الأسئلة محيرة للبشر منذ فجر التاريخ إذ لم يستطع أحد الإجابة عنها، وما نزال في بداية رحلة إيجاد طرق التواصل أو التقاط أي إشارة من تلك الحضارات.

في السياق ذاته، استطاع فريقٌ من عُلماء الفلك تحديد ما يقارب 2034 نجمًا في مجال 326 سنة ضوئية، يمكن للحضارات -إن وُجدت عليها- التقاط إشارات لوجودنا.

صرّحت الفلكية الباحثة في جامعة كورنيل، ليزا كالتينغير بأننا مخلوقات فضائية في نظر هذه الحضارات في الكواكب الخارجية.

استعملت كالتينغير وفريقها بيانات مرصد غايا -الذي يهدف الباحثون عبره إلى رسم خارطة ثلاثية الأبعاد لمجرّتنا- لمعرفة إمكانية الحضارات الخارجية في تحديدنا باستعمال الأدوات والإشارات التي نستخدمها للبحث عنها.

هناك العديد من الطرق لمعرفة ذلك، أهمها طريقة العبور:

مع مرور الكوكب الخارجي أمام النجم الذي يدور حوله، يؤدّي ذلك إلى حصول منحنى لضوء النجم بسبب انخفاض وارتفاع نسبة ضوء الأخير مع مرور الكوكب من أمامه.

إضافةً إلى ذلك، يتمكّن العلماء من توقّع وجود غلاف جوي للكوكب أو عدم وجوده. يتم ذلك عبر دراسة امتصاص وتأثّر طول الموجات الضوئية المنطلقة من النجم إلى الكوكب، ما يساهم في توقّع تركيبة هذا الغلاف.

نظريًا، في حال تواجد حضارة مُلوّثة لهذا الغلاف في كوكبها، فإننا سنتمكن من التقاط وتحديد هذا التلوّث، ما يساهم في تأكيد وجود هذه الحضارات.

باستعمال مرصد غايا، تمكّنت ليزا وفريقها من تحديد الكواكب التي تستطيع واستطاعت التقاط هذه الإشارات خلال الخمس آلاف سنة السابقة والخمس آلاف سنة القادمة.

وفي هذا السياق، تقول ليزا: «أردنا معرفة النجوم التي تقع في نقطة مراقبة تمكِّنها من التقاط نقطة عبور الأرض».

وتوضّح أن هذه النقطة مُتغيّرة، بسبب التحرّك المستمر لهذه النجوم.

من خلال بيانات مرصد غايا، تمكّن الباحثون من تحديد ما يقارب 1715 منظومة شمسية في منطقة عبور الأرض خلال الخمس آلاف سنة السابقة. ويتوقّع الباحثون أيضًا وجود 319 منظومة شمسية في ذات المنطقة خلال الخمس آلاف سنة القادمة.

يشرح الفيزيائي الفلكي جاكي فاهيرتي أن مرصد غايا ساعد في رسم خريطة لمجرّتنا، وساهم ذلك في معرفتنا أماكن تواجد النجوم سابقًا، وتوقُّع أماكن وجودها مستقبلًا.

توجد سبع منظومات شمسية توجد فيها كواكب خارجية، وقد تكون صالحة للحياة، ومن هذه المنظومات:

Ross-128, TRAPPIST-1, Teegarden’s star

يوجد النظام الشمسي المسمّى ross-128 في منطقة عبور الأرض لمدة 2158 سنة، أما النظام TRAPPIST-1 فسيدخل هذه المنطقة في ما يقارب 1642 سنة القادمة، وسيبقى لمدة 2371 سنة. والنظام Teegarden’s star سيدخل قريبًا، خلال الثلاثين سنة القادمة، وسيبقى لمدّة تقارب 410 أعوام.

تؤكّد ليزا أنها أقرب النجوم بالنسبة إلينا ووجدت في هذه المنطقة -التي تخوّلها رؤية الأرض ومراقبتها- لمدةٍ تتجاوز ألف عام.

وتضيف ليزا أن هذه الخاصية تُعطي الحضارات فتراتٍ كافية لمراقبة وتحديد الأرض بصفتها كوكبًا يتمتع بالحياة.

راقب الباحثون الأنظمة النجمية التي ستتمكّن من التقاط الإشارات التكنولوجية التي تصدر من الأرض.

أرسل البشر أوّل موجات راديو ممّا يقارب مئة عام تقريبًا، ما يعني أن هذه الإشارات تصل حاليًا إلى قطرٍ يوازي 100 سنة ضوئية. يمكن أن تلتقط الحضارات الموجودة في هذه المسافة.

إضافةً إلى ذلك، يوحد 75 نظامًا شمسيًا في هذا القُطر، في منطقة العبور الأرضية.

ختامًا، فإن البحث عن أدلةٍ على وجود حياة فضائية لم يأتِ بأي نتائجٍ حتى الآن.

وضّحت أبحاث الفريق أنّ قدرتنا على التقاط إشارات فضائية ما تزال محدودة، ولكن، مع مرور الوقت وتطوّر تقنياتنا، وقليلٍ من الحظ، قد نتمكّن من تحديد بعض الحضارات القريبة منا إنْ وُجدت.

اقرأ أيضًا:

البحث عن الحياة في الكواكب الخارجية قد يبدأ بهذا المركب العضوي

كم علينا الانتظار قبل اكتشاف دليل لوجود الحياة خارج الأرض ؟

ترجمة: محمد علي مسلماني

تدقيق: حسين جرود

المصدر