يعكر الوقوف عند إشارة حمراء صفو أي رحلة مليئة بالإشارات الخضراء، ولحسن الحظ، دأبت شركة أودي للسيارات لإيجاد حل لهذه المشكلة، إذ طورت تقنية لسياراتها تسمى نظم معلومات إشارات المرور -Traffic Light Information (TLI) system.

بينما تشق سيارة أودي المزودة بتقنية (TLI) طريقها، يحمّل راديو أودي اللاسلكي التحديثات تباعًا ليطلع السائق على وضع إشارات المرور المجاورة، إذ تزود مراكز إدارة المرور المحلية السيارات بتلك المعلومات، ثم يعمل نظام التموضع العالمي GPS على تحديد موقع السيارة نسبة إلى إشارات المرور، إن كانت إشارات المرور المتصلة بمحاذاة طريق السيارة، فستطلع مجموعة أجهزة القياس والبيان السائق على السرعة المرغوبة التي يحتاجها السائق ليعبر مدينة من طرف إلى آخر عبر إشارات مرور خضراء فقط.

نشأ الجيل الحالي من سيارات أودي المزودة بتقنية إشارات المرور الثورية في 2016، في ذلك الوقت، كانت الخدمة المطروحة محدودة في بورتلاند ولاس فيغاس، ولم تكن الكثير من وحدات المرور مزودة بالبنية التحتية المناسبة لتزويد سيارة أودي بالمعلومات، ما عقّد إمكانية طرح التقنية أكثر، لكن مع شيوع الأجهزة المتصلة بالإنترنت، طورت الكيانات المشاركة شبكات المرور اللاسلكية وحدثتها، ما وسع المنطقة التي تغطيها تقنية(TLI)، إلى حد أنه في إحدى الحالات غيرت بلدية معدات مرور مدينة برمتها عمرها 20 عامًا فقط لتوافق تقنية شركة أودي الألمانية لصناعة السيارات.

مع ذلك، أحيانًا تشكل إشارات المرور الحمراء عائقًا لا بد منه، وهو ما يتعرف عليه النظام فيخطر السائق بالوقوف المفاجئ ويبدأ النظام حينها بالعد التنازلي للوقت المتبقي لتحول الإشارة إلى اللون الأخضر مجددًا.

المكون السري لتلك التقنية هو في تطوير الاتصال ما بين البنى التحتية والسيارات (V2I) والاتصال ما بين السيارات وكل شيء لاسلكيًا (C-V2X) اللتين تستخدمهما الحكومات المركزية والمحلية. يتيح (V2I) للسيارات المتوافقة مع التقنية مشاركة المعلومات مع البنى التحتية المتصلة عبر المستشعرات داخل السيارة، ويمكن تحقيق هذا عبر راديو (LTE) لاسلكي يرسل معلومات إلى خادم أودي ويتلقاها أو يتحقق هذا عبر توصيل أجهزة راديو قصيرة المدى بالوحدات المزروعة على جانبي الطريق، فضلًا عن كون السيارة قادرة على تحليل معلومات ذات صلة بالطرق القريبة، ما يشمل بيانات تشير إلى ازدحام مروري محتمل وأحوال الطريق وأماكن البناء وهلم جرًا.

تعد التحديثات الآنية أهم جانب يوفره هذا الطرح، وأصبحت وحدات إدارة المرور عبر الولايات المتحدة أكثر استجابة للمتغيرات على نحو مطرد لإدارة الاختناق المروري على نحو أفضل.

تستخدم الكثير من الأنظمة المستشعرات بدلًا عن ضبط مؤقت إشارة المرور لتحديد حجم حركة المرور في منطقة ما أو حتى عدد السيارات الذي ينتظر عند تقاطع ما للطرق، ثم تحُلل البيانات فوريًا ويُعدل مؤقت الإشارة وفقًا لذلك.

تشارك شركة أودي بيانات التتبع والتحكم عن بعد المجمعة من سياراتها، ما يعطي الجهة المعنية بيانات حول مدى توقف السيارات المتصلة عند الإشارات الحمراء ومقدار الوقت الذي تستغرقه عند الإشارات الحمراء، ما يساعد على تحديد المناطق والطرق العسيرة على السائق.

توسعت الخدمة التعاونية بالفعل داخل حدود الولايات المتحدة، فمؤخرًا أُضيف عدد هائل من تقاطعات الطرق في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو ونيويورك، ما رفع عدد المقاطعات المشاركة المزودة بالمعلومات إلى 22 ألف مقاطعة عبر الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.

بالنسبة إلى المستهلك، يحتمل أن تساعد خاصية الاتصال تلك في تقليل وقت الرحلات الكلي فضلًا عن تخفيف التوتر خلف عجلة القيادة الناجم عن حركة المرور المتناوبة دائمًا ما بين التوقف والحركة، كما أنه قد انقضى عصر الانتظار مطولًا أمام إشارات المرور بفضل عداد الوقت المنبه للإشارة الخضراء في المقاطعات التي تدعم التقنية.

سيلاحظ السائقون فرقًا فيما ينفقونه على سياراتهم، إذ أن السير في طرق لا يتخللها الكثير من الوقوف أمام الإشارات الحمراء أثبت بأنه اقتصادي بامتياز على استهلاك وقود السيارة، فوفر قرابة 15% من الاستهلاك، وهذا ما أتى وفقًا لدراسة أجرتها وزارة النقل الأمريكية.

مع تطور الاتصالات بين البنى التحتية والسيارات V2I وبروتوكولات الاتصال اللاسلكي للسيارات بمرور الوقت، ستوفر السيارات المتصلة معلومات مفيدة للمركبات المعدة بإمكانات ذاتية القيادة. يعد التعاون بين صنّاع السيارات مثل أودي والأجهزة الحكومية في برامج مثل خدمة نظم معلومات إشارات المرور يضفي العصرية على البنى التحتية البالية لحركة المرور ما يعطي المستهلك نظرة على المستقبل القريب للقيادة.

اقرأ أيضًا:

إيلون ماسك يتباهى باقتراب سيارات تسلا من المستوى الخامس للقيادة الذاتية الكاملة

كيف تعمل السيارات ذاتية القيادة ؟

ترجمة: مي مالك

تدقيق: مازن النفوري

المصدر