للآباء دور مهم في نمو أطفالهم وتطور صحتهم العقلية، ولقد ثبت في العديد من الدراسات أن مشاركة الأب في تربية الطفل تُعد عاملًا وقائيًا ضد الأمراض العقلية للأطفال في المستقبل. عندما يؤيد الرجال أهمية الصحة العقلية ويدافعون عنها، فإن التصورات السلبية المكونة عنه ستزول حتمًا. هذا الموضوع مهم خاصةً عند الأطفال الذكور، لأنهم أكثر عرضةً من الإناث لتطور العديد من الحالات العقلية في وقت مبكر من الحياة، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطراب طيف التوحد.

من المفيد أن يدافع جميع البالغين عن أهمية الصحة العقلية للأطفال وأن تُعزّز جميع الممارسات الصحية الهادفة لذلك، ولكن الآباء قد تواجههم بعض العوائق أو يجدون صعوبةً في ذلك. السبب في ذلك هو وجود اعتقاد في بعض الثقافات بأنّ الرجال لا يتحدثون عن العواطف والصحة العقلية علنيًا.

نتيجة ذلك، وفي محاولة للتخلص من هذه العوائق، ينصح الأطباء الخبراء بما يلي:

تنظيم العواطف والتعبير عنها:

يتعلم الرجال في العديد من الثقافات أن يكونوا رواقيين وألا يتشاركوا عواطفهم ويعبروا عنها، ويكون هذا الأمر غالبًا غير فعال وغير معزز المهارات اللازمة لتطوير التنظيم العاطفي، الذي يُعد جانبًا رئيسيًا مهمًا من جوانب الصحة العقلية. يجب على الرجال أن يكونوا قدوةً لأطفالهم بتعليمهم التعبير عن مشاعرهم. على سبيل المثال، التعبير عن الإحباط عند الخسارة في لعبة ما، أو التعبير عن السعادة عند تناول الطعام المفضل.

إذا كنت تجد -أنت أو طفلك- صعوبةً في التحدث عن مشاعرك أو التعبير عنها، فقد تجد الحل بقراءة الكتب، التي ستساعدك على بناء مفردات عاطفية مناسبة.

يمكن للآباء أن يسألوا أطفالهم عن شعورهم بشخصية الكاتب. ستضع هذه الأمور البسيطة الأساس لتطور مهارات الطفل مع تقدمه في العمر.

تعليم الذكاء العاطفي:

إحدى أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها الطفل هي أن يكون قادرًا على فهم عواطفه جيدًا والتعبير عنها وتنظيمها.

هذا هو أساس الذكاء العاطفي، وهو القدرة على فهم الطريقة التي يشعر بها الناس وتفاعلهم مع هذه المشاعر، من ثم استخدام هذه المهارة لإصدار أحكام جيدة وتجنب المشكلات أو حلها.

ستساعد الخطوات الخمس التالية في ذلك:

  •  تعرف على مشاعرك ومعناها.
  •  تعرف على مشاعرك كما تشعر بها أنت.
  •  لاحظ مشاعر الآخرين وحاول فهمها.
  •  عبّر عن مشاعرك جيدًا.
  •  نظّم عواطفك القوية عبر استراتيجيات التأقلم الفردية.

قد يكون البالغون متعاونين حقًا في تقديم مثل هذه السلوكيات وتعليمها لأطفالهم في حياتهم. إن مناقشة المشاعر الإيجابية وكذلك السلبية مثل الغضب والخوف والحزن قد يساعد على فتح الباب للأطفال لمشاركة تجاربهم والتحدث عنها، وهو أمرٌ مهمٌ لتعليمهم مهارات التأقلم الفردية.

اطلب من طفلك الحديث عما حدث له خلال اليوم، واطلب منه التحدث عن الأمور التي تسعده، وعن تلك التي كانت تمثّل تحديًا له.

عندما يعلم الآباء أطفالهم عادات الصحة العقلية الجيدة في وقت مبكر من الحياة، فإن ذلك سيمنح الأطفال فوائد طويلة الأمد طوال فترة طفولتهم وحتى بلوغهم.

اشرح لطفلك أن هناك أطباء لجسده وعقله:

يزور معظم الأطفال الأطباء لإجراء فحوصات سنوية أو عند إصابتهم بالأمراض، وبالتالي سيفهمون أن العلاج يكون لأسباب جسدية فقط. وضح لطفلك أن هناك أطباء يعالجون العقل والمشاعر والعواطف أيضًا، وسيساعد ذلك في تحقيق المساواة بين الصحة العقلية والصحة البدنية.

عالج مخاوفك المتعلقة بالصحة العقلية:

إذا كنت أبًا، فقد يراودك شعور الخوف من موضوع الصحة العقلية لطفلك ، وقد يقل نومك وقد تكتئب وقد ينعكس ذلك على حياتك الشخصية. من المهم أن يحصل الآباء الرجال على الدعم بشأن صحتهم العقلة، فهذا ضروري ومهم لأنه سينعكس إيجابيًا على الأطفال.

اقرأ أيضًا:

كيف يؤثر الإفراط في مشاهدة التلفاز على الصحة العقلية مستقبلًا؟

هل تؤثر ألعاب الفيديو العنيفة في الصحة العقلية للمراهقين؟

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: نور عباس

المصدر