يعد إلغاء إير باور حالة نادرة، لأن أبل كشفت النقاب عن منتج جديد وألغته قبل توفيره في المتاجر، فكانت إير باور قاعدة شحن لاسلكية أعلنت عنها أبل إلى جانب أجهزتها (iPhone 8 و iPhone 8 Plus و iPhone X) وهي أولى هواتف iPhone التي تدعم الشحن اللاسلكي ، لكنها لم تصدر أبدًا.

في الواقع فقد ألغت أبل المشروع وساد اعتقاد بأن أحدًا لن يشتري إير باور أبدًا، على الأقل حتى مؤتمر أبل العالمي للمطورين عام WWPC 2020، إذ اقترح أحد المسربين أن قاعدة الشحن اللاسلكي من أبل التي تدعم ثلاثة أجهزة معًا قد تكون عادت للتطوير.

في السطور التالية سنستكشف كل ما نعرفه عن إير باور ونناقش إمكانية عودتها مرة أخرى، ولكن باختصار، لا تتوقع موعدًا لإصدار إير باور من أبل في أي وقت قريب، أو على الإطلاق.

ماذا حصل لـ إير باور ؟

لم تؤكد أبل ما حصل بالضبط لقاعدة الشحن إير باور، لكنها أكدت إلغاء المشروع. في آذار 2019 أدلى دان ريتشيو، النائب الأول لرئيس هندسة الأجهزة في أبل، بيانًا حول المشروع إذ قال: «بعد كثير من الجهد، توصلنا إلى أن إير باور لن تطابق معاييرنا العالية فألغينا المشروع … نعتذر من عملائنا الذين كانوا يتطلعون إلى هذا الإصدار، وما زلنا نعتقد بأن المستقبل لاسلكي ونحن ملتزمون بدفع التجربة اللاسلكية قدمًا».

يبدو من هذا أن إير باور لن تُنتج قطعيًا، أليس كذلك؟ لكن جون بروسير سرب تقريرًا في يونيو 2020 ادعى فيه امتلاكه صورًا للوح الشحن قيد التطوير، وقال في تغريدته: «حسنًا يا رفاق، أردتم صورة أفضل لِ C68 … أتذكرون حين قلت إن المشكلة الرئيسية كانت أن النماذج الأولية الحالية لا تدعم ساعة أبل؟

حسنًا، لقد تمكنوا من جعل الساعة تشحن عليه».

قدم بروسير معلومات دقيقة من المصدر عن iPhone SE وبعض الأجهزة الأخرى، ولكن أُثبت أن التسريب حول إير باور لم يكن دقيقًا.

في الواقع، شارك المصدر الأصلي صورًا للمنتج وأثبت أنها كانت مزيفة، وتزامن ذلك مع بيان أبل الرسمي، ليكون ذلك دليلًا نهائيًا تقريبًا على أن قاعدة إير باور ليست قيد التطوير في هذا الوقت. وقال مارك غورمان في تغريدته: «الصورة المنتشرة للنموذج الأولي للقاعدة إير باور، أكد المصدر الأصلي أنها مزيفة».

على ما يبدو فإن إير باور التي أعلنت عنها أبل في 2017 قد ماتت رسميًا، وقد تكون الشركة تعمل على منتج آخر مشابه بالتأكيد، لكنها لن تعود بنفس الطريقة.

لماذا لم نحصل على إير باور؟

كانت النماذج الأصلية مثيرة للغاية وفقًا لموقع TechCrunch لأنها كانت تحتوي على أكثر من 20 ملف شحن في موقع صغير.

يسود الظن بأن أبل لم تجد طريقة لإدارة الحرارة، ولهذا أُلغي المشروع في النهاية، ولم تؤكد أبل ذلك مباشرةً، ولكن قد يكون هذا هو الوضع فعلًا وفقًا لمصادر مختلفة.

بحلول أكتوبر من عام 2020، ادعى بروسير أن أبل أزالت إير باور من جدول أجهزتها لعام 2021، ما يعني أنها أُلغيت بشكل أو بآخر، ويبدو أن أبل ذهبت في اتجاه مختلف بعد تضمينها تقنية MagSafe للشحن في هاتفها iPhone 12.

وما يزيد حلاوة الأمر رؤية نموذج أولي محتمل حصل عليه أحد هواة جمع أجهزة أبل قبل إصدارها، إذ رفع مقطع فيديو يشحن فيه نموذجًا أوليًا لجهاز iPhone باستخدام قاعدة الشحن تلك.

يوجد كثير من الأسباب التي تعزز الاعتقاد بأن هذه إير باور أصلية، خاصة وأن جانبها السفلي يتطابق مع تصميم نموذج أولي مختلف مُفترض كُشِف عنه منذ عام، وبالإضافة إلى ذلك، أظهر هذا النموذج المكتشف حديثًا كيف كان من المفترض أن يعمل الجهاز، واللمسات الأنيقة -مثل الرسم المتحرك على iPhone في أثناء الشحن- التي كان من الممكن أن تظهر في إير باور المستوفية لمعايير أبل.

ماذا كانت إير باور؟

هل تحتاج إلى شيء لاسلكي يشحن جميع أدوات أبل في وقت واحد؟ لهذا الغرض صممت أبل قاعدة الشحن إير باور. فالهدف منها هو تقديم تجربة تمكنك من شحن iPhone وساعة أبل و AirPods.

هذه ثلاثة أجهزة تشحن لاسلكيًا في الوقت نفسه، ويا له من عمل فذ لم تحققه أبل ولا شركة أخرى من قبل، وفي معرض CES 2018 أي بعد أشهر من التباهي بعرض إير باور، كشفت شركات عن قواعد شحن يمكنها شحن جهازين لاسلكيًا في وقت واحد.

ومن المؤكد إن أبل لم تبتكر الشحن اللاسلكي، فقد كان موجودًا على نظام Android منذ سنوات، لكنها كانت تحاول وضع لمستها في هذه التقنية وأن تخصصها لمنتجاتها.

كيف تعمل إير باور؟

يُظهر نظام إير باور وسادة رقيقة بيضاوية الشكل توضع على سطحها بسلاسة كل من AirPods وساعة أبل و iPhone.

عملت إير باور وفق تقنية Qi للشحن التي ما تزال معيار الشحن اللاسلكي الرائد في السوق، فهي متاحة لقواعد الشحن من المزودين الآخرين مثل Belkin وغيرها، أما إير باور فكانت الحل الذي تمتلكه أبل لتلبية الحاجات الجديدة من الشحن اللاسلكي.

وقد استخدمت ساعة أبل تقنية Qi للشحن اللاسلكي سابقًا، إذ وُضعت في لوحة صنعتها أبل، ولكن سمحت إير باور بشحن ثلاثة أجهزة مختلفة في وقت واحد، ما يعطيها الكثير من الحرية مقارنة بجهود أبل السابقة.

صُممت إير باور لتكون أكثر من مجرد قاعدة شحن أخرى، فقد كانت نظام شحن لاسلكي متكامل يسمح للأجهزة بالتواصل وإدارة استهلاك الطاقة فيما بينها.

هذا ما وضحه حينها رئيس قسم التسويق العالمي في شركة أبل فيل شيلر على المنصة عام 2017، فهو غير ممكن مع أنظمة الشحن اللاسلكية الأخرى المتاحة حاليًا، وقال: «نأمل أن يحبها الناس لأن ذلك يشجع الآخرين على ابتكار حلول أكثر تقدمًا على أساس تكنولوجيات مشابهة».

خططت أبل للعمل مع فريق معايير Qi لجلب ميزات إير باور إلى حلول الشحن الأخرى في المستقبل، فهل حدث ذلك مع إن إير باور أُلغيت؟ هذا غير واضح وقد لا نعرف أبدًا.

اقرأ أيضًا:

شركة أبل تبدأ باستخدام معالجاتها الخاصة في نهاية 2020

كل ما تود معرفته عن نظام أبل الجديد 15 iOS

ترجمة: بشار منصور

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر