يعرف تعديل السلوك بأنه «تغيير الأنماط السلوكية باستخدام تقنيات التعلم، مثل الارتجاع الحيوي والتعزيز الإيجابي أو السلبي».

بطريقة أبسط، يمكن تعديل سلوك الطفل بعواقب إيجابية أو سلبية. ويستند تعديل السلوك إلى أنه لا بد أن ينتج عن السلوك الجيد عواقب إيجابية وعن السلوك السيئ عواقب سلبية.

غالبًا ما يستخدم تعديل السلوك لتأديب الأطفال الذين يعانون اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو التوحد، أو اضطراب التحدي المعارض. ومع ذلك، قد تكون فعالة لجميع الأطفال.

يتضمن تعديل السلوك: العقاب الإيجابي والعقاب السلبي والتعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي.

ضبط السلوك:

تندرج استراتيجيات الانضباط تحت العقاب الإيجابي أو السلبي. ويتضمن العقاب الإيجابي إضافة نتيجة أو أثر، في حين يتضمن العقاب السلبي حذف شيء ما.

العقاب الإيجابي:

تُستخدم العقوبة عادةً للحد من السلوك السلبي، في حين يبدو من الغريب الإشارة إلى العقاب بأنه «إيجابي». يعني مصطلح إيجابي «إضافة»، إذ تتضمن العقوبة الإيجابية إضافة نتيجة من شأنها أن تردع الطفل من تكرار السلوك.

من أمثلة العقوبة الإيجابية:

  •  إعطاء الطفل فرض إضافي إذ لم يُجب بصراحة عن سؤال: هل نظف غرفته؟
  •  توجيه الطفل لكتابة رسالة اعتذار حال آذى مشاعر شخص ما.
  •  إلزام الطفل بالقيام بأعمال شقيقه إن آذاه.

الضرب أيضًا مثال على العقوبة الإيجابية، وإن أجمع الخبراء على وجوب عدم استخدام العقوبة البدنية وسيلةً لتعديل السلوك.

العقاب السلبي:

يشمل العقاب السلبي نزع شيء من الطفل، أو منعه من شيء ما. مثل سحب الامتيازات أو إزالة الاهتمام الإيجابي.

من أمثلة العقوبة السلبية:

  •  تجاهل نوبة غضب الطفل بطريقة فعالة وجادة.
  •  وضع مدة زمنية لا يحظى فيها الطفل بأي اهتمام إيجابي.
  •  سلب بعض امتيازات الأطفال وأساليب ترفيهه الإلكترونية.

تعزيز السلوك:

التعزيز أسلوب يشجع سلوكًا معينًا أو يثبط. ومثل العقاب، قد يكون التعزيز إيجابيًا أو سلبيًا.

التعزيز الإيجابي:

يُشير التعزيز الإيجابي إلى إعطاء الطفل شيء يدعم السلوك الجيد. عادة ما يكون أسلوب ضبط السلوك المعتمد على التعزيز الإيجابي فعالًا للغاية.

من أمثلة التعزيز الإيجابي الثناء، أو نظام المكافآت أو نظام الاقتصاد الرمزي.

من أمثلة التعزيز الإيجابي:

  •  كأن يقول أحد الوالدين للطفل: «إنه عمل رائع أن تضع الطبق قبل أن أطلب منك ذلك».
  •  السماح للطفل باللعب على الجهاز اللوحي الخاص به لأنه أكمل واجباته المنزلية.
  •  السماح بتجاوز قاعدة عدم الخروج من المنزل في أوقات محددة بعد الحصول على علامة مميزة في المدرسة.

التعزيز السلبي:

التعزيز السلبي عندما يكون الطفل متحفزًا لتغيير سلوكه لأنه سيخلصه من شيء غير سار.

الطفل الذي يتوقف عن سلوك ما لأن والديه يصرخان عليه يحاول التخلص من المعزز السلبي، الصراخ. ويجب استخدام التعزيز السلبي بقلة مع الأطفال لأنه أقل فعالية من التعزيز الإيجابي.

من أمثلة التعزيز السلبي:

– تشاجر أحد الأولاد مع رفقائه في محطة الباص. فتبدأ والدة الطفل بالذهاب معه إلى موقف الحافلات كل يوم. يغير الطفل سلوكه حتى لا ترافقه أمه بانتظار الحافلة.

– يشكو مراهق من المدرسة في طريق الذهاب إلى المدرسة كل صباح. فيفتح والد الطفل المذياع عاليًا ليدفعه إلى التوقف عن الشكوى، وفي اليوم التالي لا يشتكي المراهق من أي شيء لأنه لا يريد الاستماع إلى الراديو.

– يتذمر الوالدان لعدم قيام الطفل بالأعمال المنزلية. يقوم الطفل بأعماله المنزلية ليوقف التذمر والإزعاج.

كيفية استخدام تغيير السلوك

لا يمكنك إجبار الطفل على تغيير سلوكه، لكن يمكنك تغيير البيئة حتى تكون أكثر تحفيزًا للتغيير. تعديل السلوك يكون حول تعديل البيئة بطريقة تجعل طفلك لديه حافز أكبر لاتباع القواعد.

الاستمرارية هي المفتاح لجعل تعديل السلوك فعالًا

إن مدحت ابنك لأعماله المنزلية، فامدحه في كل مرة يقوم فيها بواجباته المنزلية إلى أن تصبح عادة. وبعد ذلك، يمكنك أن تخفف من مدحك تدريجيًّا بمرور الوقت.

وكذلك يجب أن تكون النتائج السلبية متسقة. فإذا عوقب الطفل بمهلة زمنية محددة مرة واحدة من كل خمس مرات يضرب فيها شخصًا ما، فلن تكون النتائج فعالة. إذ يتوجب معاقبته -بالمهلة الزمنية- في كل مرة يضرب فيها شخصًا ما.

يعمل تعديل السلوك أيضًا أفضل عندما يعمل البالغون معًا فريقًا. إذا استخدم المعلمون، ومقدمو الرعاية النهارية، وغيرهم من مقدمي الرعاية نفس العواقب والمكافآت، فمن المرجح أن يتغير سلوك الطفل بسرعة.

يجب أن نأخذ بالاعتبار أن يناسب تعديل السلوك الاحتياجات الخاصة لكل طفل. إذ إن الاستراتيجيات التي تعمل بطريقة جيدة لطفل قد لا تعمل مع طفل آخر.

اقرأ أيضًا:

العلاج المعرفي السلوكي القائم على الانتباه

النوم والانتظام و المشاكل السلوكية في الطفولة

ترجمة: هبة علي

تدقيق: روان أحمد أبوزيد

المصدر