ما هو أسوأ مقعد على طائرة تجارية؟ إذا كان الطيران في الدرجة الاقتصادية، ستكون الإجابة فورًا أن جميعها سيئة. لا يشعر الزبائن بالراحة مطلقًا في تلك الحالة، بسبب حشر شركات الطيران المزيد من المقاعد في طائراتهم في محاولة لزيادة الأرباح. مساحة المقعد محدودة، والركبتان متعَبتان، والمرفقان يصبحان مصدر إزعاج، وقد يسبب إرجاع المقعد إلى الخلف مشكلات مع الشخص الجالس في الخلف. لكن بعض المقاعد في هذا السيناريو الجهنمي قد تكون فعًلا أسوأ من غيرها. المسافرون سيئو الحظ الجالسون في مؤخرة الطائرة مثلًا، يتعذبون على الأرجح في الدرك الأسفل من هذا الجحيم.

لم المقاعد الخلفية؟ لنلقِ نظرة على الأسباب.

يشير الخبراء إلى أنه لا يمكن إرجاع مقاعد آخر صف إلى الخلف كثيرًا، هذا إن كان تحريكها أمرًا ممكنًا أصلًا. وهناك فرصة كبيرة ألا يكون هناك نافذة حتى، وعليه لا يمكن التحديق في الغيوم في أثناء تأمل الخيارات الحياتية السيئة، لكن هذا ليس كل شيء.

عندما نجلس في مؤخرة الطائرة نكون تقريبًا بجانب المرحاض، يعني ذلك وجود طابور من الناس الهوجاء بجانبنا. إضافةً إلى أننا سوف نسمع أصوات تدفق مياه الحمام باستمرار ونتعرض للروائح المصاحبة التي تنتشر في المقصورة.

يكون المطبخ في معظم الطائرات في الخلف، أي أننا سنعاني من مضيفات طيران يتسكعن ويتحدثن وغالبًا يسخنن عدة أنواع من عصيدة شركات الطيران التي قد تختلط روائحها بصورة مثيرة للاشمئزاز مع الروائح القادمة من المرحاض. إن لم يكن ذلك كافيًا، فالاضطرابات الجوية تكون غالبًا أكثر عنفًا في الجزء الخلفي من الطائرة.

وإذا كان لدينا اتصال ضروري فور هبوط الطائرة والوقت ضيق، ربما علينا أن نطلب من مضيفات الطيران مرافقتنا إلى مقدمة الطائرة بسرعة، وإلا سنضيع وقتنا في مزاحمة الآخرين. يبدو أن معظم الناس يتفقون أيضًا على أن المقعد الأوسط في أي صف تقريبا هو الأسوأ، بسبب رفاق المقاعد غير المهذبين الذين يقضون الرحلة بأكملها وهم يتخيلون الموت. إضافةً إلى أننا لا نتمتع بسهولة الحركة الخاصة بالكرسي جانب الممر ولا بإطلالة المقعد بجانب النافذة.

نستنتج من ذلك أن المقعد الأوسط في آخر صف من الطائرة هو أسوأ مقعد على الإطلاق.

مع ذلك لا يزال الجلوس في الصف الأخير مفيدًا. يشير كاتب الرحلات جون بورفيت إلى أنه في هذه الحالة لا يوجد أحد يقضي الرحلة بأكملها وهو يركلنا من الخلف، وربما نتمكن من ثني رؤوسنا من أجل قيلولة في حال حصولنا على مقعد بجانب النافذة، إضافةً إلى أنه من غير المرجح أن تصدمنا عربة المشروبات المزعجة.

الأفضل من ذلك أن عدًدا كبيرًا من الناس يتجنب الجلوس في الجزء الخلفي من الطائرة عمدًا، لذا، قد ينتهي بنا الأمر في صف فارغ لنا وحدنا، ونستطيع عندها أن نستلقي. يعرف المسؤولون في الخطوط الجوية مسبقًا المقاعد الأفضل بالطبع، وقد يفرضون أجورًا إضافيةً على اختيار المقعد. قد تخفي أيضًا شركات الطيران أحيانًا حقيقة أننا ندفع مقابل مقاعد مفضلة ما لم نقم بإلغاء الاشتراك، أي أنه يجدر بنا توخي الحذر عند حجز تذكرتنا.

وإذا أردنا أن نكون أكثر حذرًا قبل اختيار المقعد، يجدر بنا استشارة موقع مثل SeatGuru الذي يتضمن خرائط للجلوس في الطائرات ، في أهم شركات الطيران ويظهر المقاعد الأسوأ مظللة باللون الأحمر.

أمر مثير للاهتمام:

الراحة شيء والأمان شيء آخر، تظهر بعض الأبحاث أن المقاعد الخلفية الوسطى تميل إلى توفير فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة في أثناء حوادث الطائرات. لكن قبل أن نسارع لحجز ذلك المقعد، يجب علينا إدراك أن الدراسات الأُخرى تعارض هذه النتائج. شيء واحد مؤكد ولا جدال فيه، يقلل حجز رحلات الطيران المباشرة -دون توقف في محطات- عدد المرات التي سنقلع فيها ونهبط، وهي اللحظات التي تحصل فيها معظم حوادث التصادم.

اقرأ أيضًا:

مستقبل الطيران: الطائرات الكهربائية أم الطائرات الهيدروجينية

هل تستطيع الطائرة الاستمرار في الطيران إذا توقف أحد المحركات؟

ترجمة: ربيع شحود

تدقيق: باسل حميدي

مراجعة: نغم رابي

المصدر