شكلت صناعة الطيران سنة 2018 وحدها 2.5 ٪ من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إذ تضاعفت انبعاثات الطيران منذ منتصف الثمانينيات. لهذا سيكون من الحكمة البحث عن خيار طيران أكثر استدامة. فهل تثبت المناطيد جدارتها؟

شاع استخدام المناطيد في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، لكن شعبية المناطيد اضمحلت بعد كارثة هيندنبورغ المروعة، عندما اشتعلت النيران في منطاد ركاب ألماني بسبب اندلاع شرارة كهربية في المنطاد المليء بالهيدروجين ما أدى إلى انفجاره.

أعلنت شركة الطيران السويدية «أوشن سكاي«، أنها ستنظم رحلات سياحية إلى القطب الشمالي على متن المناطيد الفاخرة بدءًا من عام 2024، وقد كشفت الشركة -التي تركز على الحد من انبعاثات الكربون في صناعة الطيران- أن المناطيد ستعتمد على استخدام غاز أخف من الهواء، إذ ستستخدم غاز الهليوم الآمن غير القابل للاشتعال. تطفو المناطيد الخفيفة بطبيعتها في الهواء كما تطفو القوارب على الماء، ويتطلب هذا طاقةً أقل مقارنةً بالطائرات بنسبة تصل إلى 80٪، ما يجعل التصميم فعالًا ومستدامًا للغاية.

هل المناطيد أفضل أم الطائرات ؟

بوسع المناطيد قطع المسافة ذاتها التي تقطعها الطائرات لكن على ارتفاعات منخفضة، بمقاومة أقل بسبب سرعتها المنخفضة، إذ إن الطائرات أسرع من المناطيد بخمسة أضعاف، وكلما زادت سرعة الأجسام زادت مقاومة الهواء لها. يحافظ بطء الطيران على طاقة المنطاد، لذلك فالمنطاد هو الخيار الأفضل –مع أنه أبطأ مقارنةً بالطائرة- للمساهمة في الحد من الانبعاثات والحفاظ على البيئة.

أيضًا فإن محركات المناطيد أصغر مقارنةً بالطائرات، ما يجعلها تتمتع بقدرة حصانية أقل. ولا يشكل تعطل محرك المنطاد خطرًا كبيرًا، إذ إن للمنطاد عدة محركات.

لا تحلق المناطيد ببطء فحسب، بل تقلع وتهبط أيضًا ببطء، ما يقلل من فرصة الاصطدام بدرجة ملحوظة، إذ تحدث معظم حوادث الطائرات في أثناء الإقلاع أو الهبوط. أيضًا تستطيع المناطيد الطفو على سطح الماء حال وقوع حادث، وهي مصنوعة من طبقات قوية مقاومة للتشقق، وتتطلب طاقةً ومالًا أقل مقارنةً بما يُنفق في صناعة الطائرات.

الرحلة إلى القطب الشمالي

تخطط شركة أوشن سكاي لاستخدام هذه المميزات لصالحها، وتخطط لإحداث ثورة في صناعة الطيران باستخدام منطاد واحد في كل مرة من أجل مستقبل مستدام. ستكون أول رحلة للشركة إلى القطب الشمالي من سفالبارد، وستستغرق 38 ساعة حتى تبلغ وجهتها النهائية، وسيقضي الطاقم ست ساعات في القطب الشمالي.

منطاد جديد فاخر دون أجنحة يمكنه نقلك إلى القطب الشمالي بـ 20٪ فقط من طاقة الرحلات التقليدية - هل المناطيد أفضل من الطائرات في الطيران ؟

أوضحت الشركة أن منطادها يشبه اليخت الفاخر. سيحتوي المنطاد الواسع على 8 كبائن مزدوجة مساحة كل منها 10 أمتار مربعة، مجهزة بالكامل بنوافذ بانورامية كبيرة وحمام خاص وخزانة ملابس.

مع الطيران على ارتفاعات منخفضة ونوافذ كبيرة أسفل المنطاد، بوسع الركاب الاستمتاع بالمناظر الرائعة خلال الرحلة.

إلى أن نمتلك طائرات كهربائية تجارية، التي نأمل أن تُحدث ثورة في صناعة الطيران، يمكننا القيام بدورنا في المساعدة على تقليل انبعاثات الكربون التي تساهم في تغير المناخ، باختيار خيارات صديقة للبيئة مثل المناطيد الأقل تكلفةً، وإن كنا سنضحي ببعض الوقت.

اقرأ أيضًا:

تحطم هيندنبورغ ونهاية السفر بالمنطاد

تحليق أول طائرة من نوعها بالعالم تُدار بالكهرباء بالكامل

ترجمة: طاهر كلبيت

تدقيق :أحمد الحميّد

المصدر