متلازمة الرأس المنفجر هي اضطراب في النوم يسبب سماع ضوضاء عالية عند الانتقال إلى النوم العميق أو الخروج منه. مع أن سماع الأصوات الصاخبة قد يسبب الشعور بالضيق أو الذعر أو الخوف لدى بعض الأشخاص، فإن متلازمة الرأس المنفجر ليست حالة خطيرة أو مهددة للحياة. مع ذلك قد تتداخل مع نوم الشخص، ما قد يؤدي إلى الإجهاد المفرط في أثناء النهار.

ما متلازمة الرأس المنفجر؟

نوع من اضطرابات النوم، ينتمي إلى مجموعة تسمى الخطل النومي. تسبب هذه المجموعة من الاضطرابات أعراضًا جسدية أو لفظية أو سلوكية غير مرغوبة في أثناء انتقالات النوم.

تشمل اضطرابات الخطل النومي:

  •  المشي في أثناء النوم.
  •  كوابيس.
  •  رعب الليل.
  •  الأكل في أثناء النوم.

وفقًا لمراجعة 2018، يعاني 4 إلى 67٪ من البالغين الخطل النومي.

رغم اسمها، فإن متلازمة الرأس المنفجر ليست حالة طبية خطيرة. إذ لا تسبب أي ألم أو آثار جانبية خطيرة.

الأسباب

لا يزال السبب الدقيق لمتلازمة الرأس المنفجر غير واضح. تشير بعض النظريات إلى أنه قد ينتج من نوبات طفيفة في الفص الصدغي أو حركة أجزاء من الأذن الوسطى ليلًا. قد يساهم الخوف أو التوتر العاطفي أو القلق أيضًا في هذه الحالة.

تاريخيًا، اعتقد الباحثون أن متلازمة الرأس المنفجر تؤثر أساسًا في الإناث فوق سن الخمسين. لكن في دراسة عام 2017، قيّم الباحثون 49 طالبًا جامعيًا أفادوا بأنهم يعانون أعراض متلازمة الرأس المنفجر.

تشير الدراسات إلى أن متلازمة الرأس المنفجر قد تترافق مع اضطرابات نوم أخرى، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي وشلل النوم.

الأشخاص الذين يعانون مستويات عالية من التوتر، ومن لديهم تاريخ من الأرق، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الرأس المنفجر.

الأعراض

يتخيل الأشخاص الذين يعانون متلازمة الرأس المنفجر أصواتًا عالية تشبه أصوات الانفجارات والانهيارات في أثناء انتقالهم إلى نوم عميق أو عند الاستيقاظ في منتصف الليل. قد تصاحب هذه الضوضاء ومضات من الضوء والتشنجات العضلية.

مع أن هذه الأصوات ليست حقيقية، فإنها قد تسبب الكرب والخوف والقلق لدى بعض الأشخاص. قد تحدث نوبات الضوضاء مرة أو عدة مرات في أثناء الليل، لكنها تتوقف عادةً عندما يكون الشخص مستيقظًا تمامًا.

وفقًا لنتائج دراسة أجريت عام 2019، يعاني 3.89٪ إلى 6.54٪ من الأشخاص المصابين بمتلازمة الرأس المنفجر نوبة واحدة على الأقل شهريًا.

تشمل بعض الأعراض الأخرى للمتلازمة:

  •  سرعة دقات القلب.
  •  صداع.
  •  التعرق.
  •  الخوف أو الإثارة أو القلق.
  •  صعوبة في النوم أو في استكمال النوم.
  •  التعب نهارًا.
  •  تأثر الذاكرة.

العلاج

لا توجد إرشادات علاجية قياسية لمتلازمة الرأس المنفجر. قد يوصي الأطباء بالاستشارة أو العلاج بالكلام إذا كانوا يعتقدون أن التوتر أو القلق ربما من العوامل المساهمة الهامة.

قد يلاحظ الأشخاص الذين يعانون اضطرابات النوم الأخرى، مثل انقطاع النفس النومي، نوبات ضوضاء أقل حدة أو أقل تواترًا بعد بدء علاج حالة النوم الكامنة.

قد تساعد بعض الأدوية أيضًا في علاج متلازمة الرأس المنفجر.

في دراسة، عالج الأطباء متلازمة الرأس المنفجر عند أنثى تبلغ من العمر 39 عامًا، عانت ضجيجًا عاليًا وأصوات أزيز، إضافةً إلى اهتزازات لا إرادية في رأسها وذراعيها وساقيها، في أثناء نومها. حدثت هذه الأعراض ليلًا واستمرت 3 سنوات.

أجرى الأطباء فحصًا عصبيًا، إضافةً إلى التصوير والفحوص المعملية الأخرى. كانت جميع النتائج طبيعية، ولم يجد الأطباء ما يشير إلى نشاط النوبات.

قرروا علاج حالتها باستخدام عقار توبيراميت، وهو دواء للصداع النصفي. بعد شهرين من العلاج، ذكرت أن أصوات الضجيج الصاخبة قد انخفضت إلى أزيز منخفض. مع أن الضوضاء كانت أقل إزعاجًا، فإنها استمرت في الشعور بالأعراض كل ليلة.

تشمل الأدوية الأخرى التي قد تساعد في تقليل أعراض متلازمة الرأس المنفجر:

  •  مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
  •  الأدوية المضادة للقلق.
  •  مضادات الاختلاج.
  •  حاصرات الكالسيوم.

قد لا يحتاج بعض الناس إلى علاج. في دراسة عام 2013، أبلغ رجل يبلغ من العمر 57 عامًا عن أربع مجموعات منفصلة من النوبات على مدار عامين. ووصف الأعراض بأنها «انفجارات في رأسه». لكنه نفى الشعور بأي ألم أو صداع بعد النوبات.

لم يصف طبيبه علاجًا، ولم يبلغ الرجل عن أي نوبات إضافية في موعد المتابعة بعد 6 أشهر.

متى تجب زيارة الطبيب؟

يحتاج الشخص إلى الاتصال بالطبيب أو اختصاصي النوم إذا ظهرت عليه أعراض متلازمة الرأس المنفجر، خاصةً إذا كانت الأعراض تسبب الضيق أو تتداخل مع نوعية نومه.

قد يطرح الطبيب أسئلة حول التاريخ الطبي للشخص والحالة العاطفية الحالية وعادات النوم. إذا اعتقد الطبيب أن شخصًا ما قد يكون لديه إحدى الحالات المرتبطة بالنوم، فمن المحتمل أن يحيله إلى اختصاصي النوم لمزيد من الاستشارة والاختبار وتوصيات العلاج.

قد يجري اختصاصي النوم تخطيط النوم أو دراسة النوم، لقياس وظائف الجسم المختلفة في أثناء النوم، مثل موجات الدماغ ونشاط العضلات ومعدل ضربات القلب وحركات العين.

قد يستخدم الأطباء اختبارات معملية أخرى لتشخيص الحالات الطبية الأساسية التي قد تساهم في الإصابة بمتلازمة الرأس المنفجرة. يشمل ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي أو اختبارات الدم أو مخطط كهربية الدماغ.

الخلاصة:

تنتمي متلازمة الرأس المنفجر إلى مجموعة من اضطرابات النوم تسمى الخطل النومي.

تسبب سماع ضوضاء عالية، مثل صوت تحطم أو قصف الرعد، في أثناء انتقالهم إلى النوم العميق أو الخروج منه. أبلغ بعض الأشخاص أيضًا عن رؤية ومضات من الضوء الساطع.

رغم الاسم، لا تسبب الحالة الألم. مع ذلك، أبلغ بعض الأشخاص عن نوبات متلازمة الرأس المنفجر قبل ظهور الصداع النصفي.

تشمل الأسباب المحتملة اضطرابات النوم الأخرى والحرمان من النوم وارتفاع مستويات التوتر أو القلق.

تجب مراجعة الطبيب أو اختصاصي نوم إذا أثرت الأعراض في نوعية النوم أو سببت اضطرابًا شعوريًا.

قد تؤدي ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل إلى تقليل التوتر ومساعدة الأشخاص على النوم أسرع.

اقرأ أيضًا:

ما أنماط الصداع المختلفة؟ وكيف نميز بينها؟

هل تساعد مزيلات الرطوبة على تقليل الشخير؟

ترجمة: محمد حلاق

تدقيق: نايا بطاح

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر