سيكون التلسكوب المقترح قويًا بما يكفي للكشف عن الكواكب البعيدة، والخافتة أكثر بعشرة مليارات مرة من نجمها المضيف. اقترح علماء الفلك تلسكوبًا يفوق قدرات تلسكوب هابل بكثير. أصدرت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب استطلاعها العَقدي حول علم الفلك والفيزياء الفلكية، المعروف أيضًا باسم «أسترو 2020»، ويوجز التقرير خطط العقد المقبل للاستثمار في المعدات والمشاريع الفلكية في الولايات المتحدة.

تتمثل إحدى التوصيات الحقيقية الواردة في الدراسة الاستقصائية «تقارير ديجيتال تريندز»، في إنشاء «مرصد عظيم» مصمم ليحل محل تلسكوب هابل الفضائي، الذي واجه عدة مشكلات تقنية هذا العام بسبب أجهزته التي مضت عليها عقود.

يمكن «المرصد العظيم» البحث عن الحياة في جوار المجرة.

يوصي أسترو 2020 بإنشاء تلسكوب جديد ضخم بتكلفة مذهلة تبلغ 11 مليار دولار، ويعمل في الأطوال الموجية الضوئية والبصرية، والأشعة تحت الحمراء، والأشعة فوق البنفسجية، ما يسمح له بدراسة المادة المظلمة والكواكب الخارجية التي قد تكون صالحة للسكن، والنجوم النيوترونية، والأجرام والظواهر الكونية الأخرى.

توضح فيونا هاريسون رئيسة قسم الفيزياء والرياضيات والفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: «يضع هذا التقرير رؤية طموحة وملهمة ومتطلعة للعقد القادم من علم الفلك والفيزياء الفلكية».

قد يعزز هذا التقرير البحث عن الحياة الفضائية الذي ازدادت وتيرته في السنوات الأخيرة، إذ ينفذ العديد من العلماء والمنظمات البارزة مشاريع تهدف إلى اكتشاف الحياة الذكية في الكون. في الشهر الماضي شرح علماء من جامعة أوبسالا في السويد بالتفصيل كيفية بحثهم عن علامات بنى فضائية هائلة تسمى كرات دايسون، للعثور على حياة فضائية فائقة الذكاء.

أضافت هاريسون: «بتغيير الطريقة التي نخطط بها لمشاريع الفضاء الاستراتيجية الطموحة، يمكننا تطوير حافظة واسعة من المهمات، لتحقيق أهداف مثالية، مثل البحث عن الحياة في الكواكب التي تدور حول نجوم جوار المجرة».

استبدال تلسكوب هابل الفضائي:

يمكن إطلاق «المرصد العظيم» المقترح جزئيًا ليحل محل تلسكوب هابل الفضائي، الذي يقترب تدريجيًا من نهاية عمره.

ويمكنه أن يستمد المعرفة من مهمة ناسا HabEx «مرصد الكواكب الخارجية الصالحة للسكن»، ومهمة LUVOIR «الماسح بالأشعة البصرية وتحت الحمراء وفوق البنفسجية».

وفقًا للعلماء الذين اقترحوا المشروع، فإنه سيكون كبيرًا بما يكفي لرصد الكواكب البعيدة والخافتة أكثر بعشرة مليارات مرة من نجومها.

أُطلق هابل عام 1990، وأجرى 1.5 مليون عملية مراقبة للكون منذ ذلك الوقت، لكن أدى الانقطاع الناجم عن وحدة التحكم في الطاقة في يونيو إلى توقف جميع العمليات أكثر من شهر بقليل.

كان ذلك إنذارًا أن أجهزة التلسكوب التي تتقدم في العمر ربما تستسلم في وقت ما من هذا العقد، لذا فإن المشاريع الطموحة مثل تلسكوب جيمس ويب، والآن التلسكوب العظيم، ستُطلق قريبًا، وتُقترح بديلًا لمرصد هابل ذي الخدمة الطويلة والأيقونية.

اقرأ أيضًا:

تيليسكوب هابل الفضائي يرصد ثوران بخار الماء على سطح قمر يوروبا

خليفة هابل: تيليسكوب جيمس ويب الفضائي يعبر أحد أهم إختباراته بنجاح

ترجمة: حلا بوبو

تدقيق: عبد الرحمن داده

المصدر