إن الشعور بالخوف أو القلق بشأن حشوات النخر أمر شائع، فقد تؤلم في بعض الحالات، ولكن معظمها لا يؤلم إلا قليلًا، مع بعض الانزعاج أو عدم الراحة في أثناء عملية تطبيقها. إذا كنت تتجنب فحص أسنانك بسبب خوفك من الألم، فخذ نفسًا عميقًا واقرأ، لأننا سنلخص إجراء حشو النخور ونعلِمك بالألم أو الانزعاج المتوقع.

ما الذي يحدد مقدار الألم الذي ستسببه الحشوة؟

في حالة وجود نخر، غالبًا يوصي الطبيب بحشوه في أسرع وقت ممكن، إذ توضع حشوات الأسنان لتقليل الألم الناتج عن النخور والقضاء على احتمال الإصابة بإنتانات خطيرة. وإذا تركت دون علاج، فقد يصل النخر إلى لب السن، ما يسبب ألمًا شديدًا، وقد تؤدي النخور غير المعالجة أيضًا إلى إجراءات أكثر توغلًا، مثل معالجة قنوات الجذر أو القلع.

عندما يحشى النخر، يزيل طبيب الأسنان التسوس الموجود ويعيد السن إلى شكله الطبيعي، ما يجعل الفم أكثر صحة وراحة. يطلع طبيب الأسنان مرضاه على التوقعات ومدى اتساع الإجراء اعتمادًا على عوامل عدة، وفيما يلي بعض العوامل التي قد تؤثر في مقدار الألم الذي تسببه الحشوة.

حجم وعمق النخر:

تسوس الأسنان تدريجي، فهو يبدأ على شكل بقع بيضاء ناتجة عن فقدان كميات صغيرة من المعادن في مينا الأسنان، ويمكن وقفه عبر المحافظة على نظافتها أو العلاج بالفلورايد، ولكن إذا ضعفت مينا الأسنان أكثر، فقد يتطلب حشوة.

النخور الصغيرة التي تُكتشف مبكرًا هي الأسهل والأسرع في الإصلاح، وقد لا تسبب انزعاجًا إن لم تكن عميقة، فقط يجب العلم أن التخدير الموضعي لا يخدر أنسجة الأسنان، إنما يخدر اللثة نفسها لكي لا تسبب الإبرة ألمًا أو إزعاجًا في أثناء الحقن.

يعاني بعض الأشخاص من رهاب الإبر، ويخشون الحصول على الحقنة أكثر من أي جزء آخر من الإجراء، ولكن بعضهم الآخر ببساطة لا يحبذون الإحساس بالخدر الذي يبقى في الخد واللسان بعد حشو النخر.

قد يكفي هلام التخدير الموضعي في بعض الحالات لإزالة الانزعاج تمامًا على اللثة، وقد يوقف طبيب الأسنان الحفر ويزود المريض بحقنة مخدر إذا شعر بالألم.

تتطلب النخور العميقة إزالة المزيد من التسوس وتستغرق وقتًا أطول لملئها، إضافة إلى تلك النخور العميقة القريبة من النهايات العصبية للسن التي قد تسبب مزيدًا من الألم في أثناء الإجراء.

موقع النخر:

هنالك ثلاثة أنواع من النخور:

  •  نخور سطحية ناعمة، وتتشكل على جانبي الفم.
  •  نخور الحفر أو الشق، وتحدث على السطح الطاحن للأضراس.
  •  نخور الجذر، التي تتكون بالقرب من جذر السن.

غالبًا، تعالج نخور الجذر الصغيرة بسهولة باستعمال التخدير، وأغلبها تعالج بسهولة إن اكتشفت مبكرًا.

يغطي جذر السن مادة تسمى الملاط قد تتحلل بسرعة أكبر، وقد تتحلل الجذور المكشوفة بسبب انحسار اللثة بسرعة، لأن الجذور ليست قوية مثل مينا الأسنان. تشيع هذه الأنواع من النخور في حالة الإصابة بأمراض اللثة، التي قد تؤدي إلى انحسارها وتعريض سطح الجذور الناعم.

عدد النخور:

قد يوصي طبيب الأسنان بحشو كل النخور مرة واحدة في حالة وجودها كلها في منطقة واحدة من الفم، ما يؤدي إلى انزعاج إضافي بسبب فترات الإجراء الأطول، إذ يجب إبقاء الفم مفتوحًا في أثناء فترة الإجراء الطويلة، ما يسبب ألمًا في الفك أو التقيؤ، مع احتمالية الحاجة إلى تخدير إضافي.

كم من الوقت يستغرق الحشو؟

عادةً، تستغرق الحشوات الصغيرة من 20 إلى 30 دقيقة حتى تكتمل، ولكن النخور الأعمق أو المتعددة تتطلب وقتًا أطول لملئها.

وهذا هو الإجراء النموذجي المتوقع للحشو:

  1.  يجفف طبيب الأسنان المنطقة المراد علاجها، ثم يطبق هلامًا مخدرًا.
  2.  يحقن الطبيب فور تخدير اللثة مخدرًا موضعيًا مثل الليدوكائين، ولن يؤلمك ذلك إذا كان طبيب الأسنان متمرسًا، ولكن قد تشعر بقرصة أو لسعة بينما يصبح المخدر فعالًا في منطقة الأسنان واللثة والفك.
  3.  يزيل طبيب الأسنان النخر باستعمال قبضة الحفر، وقد يجد الكثير من الناس صوت الجهاز بصفته أسوأ جزء من التجربة، لذا قد يساعد الاستماع إلى الموسيقى أو الكتب الصوتية أو البودكاست باستخدام سماعات الرأس في إخفاء الصوت وتقليل التوتر.
  4.  تُعقم الحفرة وتحشى فور إزالة التسوس، وقد تتطلب الحشوات العميقة القريبة من اللب وضع بطانة لحماية العصب.
  5.  بعد وضع الحشو في مكانه، يفحص طبيب الأسنان اللدغة للتأكد من أنها متساوية، ثم يلمع السن.

أنواع حشوات الأسنان

لا يؤثر غالبًا نوع الحشوة في طول الإجراء ومقدار الألم الناجم عنه، وتشمل مواد الحشو:

  •  الراتنج المركب (الكومبوزيت): من أكثر حشوات الأسنان استخدامًا، يوضع في طبقات تتصلب في السن عبر استخدام الأشعة فوق البنفسجية، ولونها كلون الأسنان وتبدو طبيعية، مصنوعة من راتينج الأكريليك والزجاج المصقول، ولكنها ليست متينة مقارنة ببعض مواد الحشو الأخرى، وقد تستغرق وقتًا أطول لتوضع في السن، لذلك لا يوصى بها دائمًا للحشوات العميقة، ويستغرق هذا النوع من الحشو أيضًا وقتًا أطول من حشوات الأملغم.
  •  الأملغم: هي حشوات رمادية فضية، تُصنع من معادن متعددة، متضمنة الزئبق والفضة والنحاس والقصدير، وهي أقل تكلفة من الراتينج المركب وقد تستمر فترة أطول. وقد جعلت المخاوف بشأن سمّيّة الزئبق هذه الحشوات أقل شيوعًا. لا يوجد دليل سريري على أن حشوات الأملغم تؤدي إلى التسمم بالزئبق، وقد صرحت جمعية طب الأسنان الأمريكية بأنها آمنة، ولكن هنالك جدلًا مستمرًا حول سلامتها، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن حشوات الأملغم تؤدي إلى التسمم بالزئبق مع مرور الوقت.
  •  الذهب: هذه الحشوات متينة ولكنها باهظة الثمن ومرئية جدًا في الفم، وتتطلب زيارات عدة، فبعد إزالة التسوس، يصنع قالب مطابق لها، لتطبّق الحشوة في السن في موعد لاحق.
  •  الزجاج الشاردي: أقل متانة وتستخدم لأسنان الأطفال والحشوات المؤقتة، يطلق الزجاج الشاردي أيضًا الفلورايد الذي يساعد في منع التسوس الإضافي للأسنان.

يجب مناقشة طبيب الأسنان حول إيجابيات وسلبيات كل منها، متضمنةً المتانة والمظهر والسلامة.

ما هي أنواع التخدير المتوفرة؟

صممت مواد التخدير لإزالة أو تقليل الألم وحالة عدم الراحة.

قد يفضل طبيب الأسنان نوعًا محددًا، لذا يجب سؤاله عن نوع المخدر الذي يستخدمه وسبب كونه الأفضل لهم. وفيما يلي بعض المواد الشائعة المستخدمة في التخدير:

  •  ليدوكائين: هو أحد أكثر المواد الهلامية المخدرة شيوعًا، تستخدم بصفتها مخدرًا عن طريق الحقن.
  •  بنزوكاين: يستخدم أيضًا في شكل هلام مخدر عند البالغين والأطفال فوق سن الثانية.
  •  ادرينالين: قد يساعد هذا المكون -الذي يضاف لبعض الحقن- المخدر ويزيد من فعاليته ومدته.

يجب إعلام طبيب الأسنان في حالة وجود حساسية تجاه إحدى هذه المواد أو أي نوع آخر.

وقد يستخدم أكسيد النيتروز أو المعروف بغاز الضحك في تقليل التوتر، وقد يقلل الألم، ولكنه يستخدم أساسًا لتقليل الخوف والتوتر.

هل يوجد ألم بعد إجراء الحشوة؟

قد يعقب العملية بيوم أو يومين شعور غير مريح بالأسنان، أو قد تكون الأسنان حساسة. الانزعاج الخفيف أمر طبيعي ومؤقت، ولكن يجب إعلام طبيب الأسنان فورًا في حالة التورم الشديد أو ظهور صديد، فقد يشير هذا إلى وجود إنتان أو الحاجة إلى علاج إضافي، مثل معالجة قناة الجذر.

قد تتفاقم أي حساسية أو ألم خفيف في حالة أكل أو تناول مشروب ساخن جدًا أو شديد البرودة، وقد يؤدي استنشاق الهواء البارد أيضًا إلى شعور بعدم الراحة أو الوخز، إضافةً إلى الإحساس بجفاف أو طراوة اللثة بضعة أيام، خاصة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط.

ما هي علامات التحذير من وجود نخر؟

تشمل علامات التحذير من التسوس ما يلي:

  •  بقع بيضاء.
  •  بقع سوداء.
  •  حساسية أو ألم دون سبب واضح عند العض على السن، أو عند تناول أو شرب شيء ساخن أو بارد أو حلو.
  •  ثقوب أو حفر واضحة.

تظهر النخور ببطء ولا تسبب الألم دائمًا.

يجب التوجه إلى الطبيب عند ملاحظة أي علامات تحذيرية للتسوس، فكلما عولج النخر مبكرًا، قل احتمال تسببه بالألم.

كيف يمكن منع التسوس؟

أفضل طريقة لتجنب آلام التسوس هي تجنب التسوس بحد ذاته، وفيما يلي بعض النصائح للوقاية من تسوس الأسنان:

  •  يجب استخدام الفرشاة والخيط مرتين في اليوم على الأقل.
  •  يجب استعمال معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
  •  تجنب تناول الأطعمة السكرية التي تساعد على تسوس الأسنان.
  •  تجنب المشروبات الغازية أو غيرها من المشروبات السكرية.
  •  تجنب الحلويات الصلبة أو العلكة التي تحوي سكرًا.
  •  مراجعة طبيب الأسنان لإجراء فحوصات منتظمة.

الخلاصة:

قد يكون حشو النخر أمرًا مرهقًا، ولكنه ليس مؤلمًا دومًا. تحشى النخور السطحية الصغيرة في أقل من 30 دقيقة مع القليل من الألم أو عدم الراحة، ولكن النخور العميقة القريبة من لب السن أكثر إيلامًا وتستغرق وقتًا أطول للحشو. هنالك خيارات عدة لنوع الحشو المستخدم ونوع التخدير الضروري، لذا يجب التحدث مع طبيب الأسنان حول أفضل الخيارات.

اقرأ أيضًا:

كل ما يمكنك معرفته عن حشو الأسنان وخطواته

ألم الأسنان: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: عمار يوسف

تدقيق: سمية بن لكحل

مراجعة: حسين جرود

المصدر