أشار الباحثون إلى كويكب 130 إلكترا، أو اختصارًا إلكترا، المكتشف في القرن التاسع عشر على أنه أكثر كويكب مزدحم وجدوه على الإطلاق. إذ اكتشفوا أن له ثلاثة أقمار تابعة، ما يجعله أكثر نظام كويكبي متعدد نعرفه حتى اللحظة، ويوضح كيف من الممكن أن نجد أقمار كويكبات خافتة صعبة الرؤية في المستقبل.

كتب فريق من الباحثين بقيادة أنتوني بيردو من معهد الأبحاث الفلكية الوطني في تايلاند في بحثهم: «إلكترا أول نظام رباعي يُكتشف على الإطلاق، ويظهر هذا الاكتشاف الجديد أن استخدام الخوارزميات المخصصة لاختزال البيانات ومعالجتها في تصميم المعدات، قد يحسن خواص التباين لهذه المعدات».

ليس امتلاك الكويكبات لأقمار بالأمر الجديد رغم ندرة رصدها، فمن أصل 1100000 كويكب اكتشفناه، نعرف أن أكثر من 150 منها لها قمر واحد على الأقل.

اكتُشف كويكب إلكترا الذي يبلغ قطره نحو 260 كيلومترًا أول مرة عام 1873 في حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري، ولم يُكتشف قمره الأول المسمى 1 (S/2003 (130، حتى عام 2003 أي بعد 130 سنة من اكتشاف الكويكب، واكتُشف قمره الثاني 1 (S/2014 (130 عام 2014.

استغرق اكتشاف هذه الأقمار مدةً طويلة لسبب وجيه، فالكويكبات صغيرة، ومُضاءة بضوء خافت في أحسن الأحوال، وأي شيء أصغر يدور حولها سيكون أخفت وأبهت، وغالبًا ستحجبه الإضاءة الأقوى.

كلما صغر القمر واقترب من الكويكب صعبت رؤيته، ما يشبه إلى حد كبير السبب الذي يجعل رصد الكواكب خارج النظام الشمسي التي تدور حول نجوم أخرى أمرًا صعبًا.

يبلغ قطر S/2003 (130) 1 ستة كيلومترات، ويبعد عن إلكترا 1300 كيلومتر وسطيًّا، أما S/2014 (130) 1، فقطره كيلومتران فقط، وبعده المداري 500 كيلومتر.

كويكب إلكترا وأقماره الثلاثة:

يسمى القمر المكتشف حديثًا S/2014 (130) 2، وهو أصغر وأقرب إلى الكويكب من نظيريه، إذ يبلغ قطره 1.6 كيلومترًا، وبعده المداري الوسطي 340 كيلومترًا، وإضاءته أخفت 15000 مرة من كويكب إلكترا.

استخدم بيردو وزملاؤه للعثور على هذا القمر بيانات أرشيفية من أداة أبحاث الكواكب الخارجية عالية التباين الطيفي والقطبي (SPHERE) المرتبطة بتلسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي الضخم، وأدخلوا هذه البيانات ضمن مسار اختزال البيانات المطور حديثًا، لإزالة التشويش من البيانات الأولية بفعالية عالية.

استعملوا أيضًا خوارزميات معالجة البيانات، للمساعدة في نمذجة التوهج المحيط بالكويكب الذي يسمى (الهالة) وإزالته، فحالما عبرت البيانات هذه المراحل، ظهر القمر الصغير الثالث لإلكترا.

رغم تمكن الفريق من الحصول على بعض المعلومات الأساسية حول S/2014 (103) 2، فما يزال هناك مجال كبير من الشك بخصوص حركته حول إلكترا، إضافةً إلى عدم امتلاكنا الكثير من المعلومات عن كيفية تشكل هذه الأنظمة.

وجدت دراسة أُجريت العام الماضي أن قمري كويكب يسمى (كليوباترا)، قد تكوّنا من الغبار الذي أطلقه الكويكب ذاته، لكننا لا نعلم مدى شيوع هذه العملية مقارنةً بالآليات الأخرى لتشكل الأقمار.

تتضمن تلك الآليات انطلاق صخور من كويكب إلكترا نتيجة اصطدام، أو حتى التقاط الكويكب لصخور صغيرة عابرة ضمن مجال جاذبيته.

كتب الباحثون: «يفتح اكتشاف أول نظام كويكبات رباعي مجالًا بسيطًا لفهم آليات تشكل هذه الأقمار».

فضلًا عن ذلك، يمكن استخدام تقنياتهم في الدراسات المستقبلية لإيجاد المزيد من أقمار الكويكبات ما قد يوضح هذه الظاهرة أكثر.

نشر البحث في دورية (Astrophysical Journal (Letters.

اقرأ أيضًا:

وصول عينة ذات لون أسود غريب من كويكب ريوغو إلى الأرض

تفعيل نظام رصد الكويكبات المحتمل اصطدامها من قبل وكالة ناسا

ترجمة: إيهاب عيسى

تدقيق: ميرفت الضاهر

المصدر