1.(العد Acne vulgaris) هو الاسم الطبي لحبّ الشباب، وتُشير هذه الحالة المرضية إلى البثور مختلفة الأشكال والأحجام التي قد تظهر في أماكن وأوقات مختلفة في الجسم، وخصوصًا عند المُراهقين في الوجه والظهر والأكتاف.

وفي حين تُعالج الحالات الخفيفة بأدوية ومراهم بسيطة؛ تحتاج الحالات الشديدة لمشورة طبيب الأمراض الجلدية (dermatologist).

2. المرحلة الأولى من حبّ الشباب أو الآفة البدئيّة يُطلق عليها البثور الأوليّة (Comedones) وتحدث في الجُريب الشعري (hair follicle) عندما ينسدُّ هذا الجُريب بالخلايا الميتة المتوسّفة وبالمفرزات الدهنيّة، وعندما تحدث هذه الظاهرة على نطاق واسع في الجسم يكون حب الشباب قد بدأ في الظهور.

3. عندما تنفتح البثور الأوليّة وتخرج الخلايا الجلدية الميتة والمفرزات الدهنية إلى السطح يظهر حب الشباب ذو الرؤوس السوداء (Blackheads)، وسبب اللون الأسود هو الخمج أو الالتهاب الموضعي الذي يحدث في فوهة الجريب الشعري المفتوح، ويمكن علاج هذا النوع من حب الشباب بالعديد من الأدوية التي تتوفّر في الصيدليات دون وصفة طبيّة.

4. وعلى العكس تمامًا، فعندما تبقى البثور الأوليّة مغلقة وتبقى الخلايا الميتة والزيوت محتبسة ضمن الجريب الشعري يحدث ما يُعرف بحب الشباب ذو الرؤوس البيضاء (Whiteheads)، وعلاج هذه الحالة أيضًا سهل ببعض الأدوية الشائعة.

5. عندما تشتد الحالة الالتهابية في البثور الأوليّة تظهر الحطاطات (Papules) ذات اللون الأحمر أو الوردي، ويشير ظهورها عادة لتطوّر حب الشباب من المرحلة الخفيفة أو البسيطة إلى متوسطة الشدة، وأحياناً قد تترك هذه الحطاطات بعد شفائها نُدبًا دائمة.

6. إذا استمرت الحدّثيّة الالتهابيّة تظهر البثرات (Pustules) ذات اللون الأحمر أيضًا، وتُفرز هذه البثرات مادة قيحيّة بيضاء أو صفراء.

وينصح الأطباء المرضى بعدم حكّها أو ثقبها، وعادةً تتركُ البثرات بعد شفائها ندبًا دائمة أو بقع صغيرة سوداء اللون.

7. في مرحلة مُتقدّمة تظهر العُقيدات (Nodules) وتمتد عميقًا تحت الجلد وتسبّب ألمًا موضعيًّا شديدًا، وعندما تصل الأمور لهذا الحدّ يجب مراجعة أخصائي الأمراض الجلدية للعلاج؛ لأنَّ الأدوية البسيطة لن تكون كافية حينها.

8. من الأنواع الشديدة والمتطورة من حب الشباب الحويصلات (Cysts) وهي كؤيسات صغيرة مليئة بالقيح تشبه الدمامل، وتؤدي لألم وسوء حالة عامة أحيانًا، وعند ظهور العُقيدات أو الحويصلات نكون قد وصلنا إلى المرحلة الخطيرة من حبّ الشباب، ويجب مراجعة طبيب الأمراض الجلدية فورًا.

يمكن تصنيف حبّ الشباب إلى ثلاثة درجات :

9. ففي حبّ الشباب الخفيف (Mild Acne) تكون الآفات الموجودة أقل من 30 وتنحصر فقط في البثور ذات الرؤوس السوداء والبيضاء أو الحطاطات، وكما قلنا فالعلاج في هذه المرحلة يقتصر على الأدوية البسيطة المتوفّرة في أغلب الصيدليّات ويحدث التحسّن في غضون 8 أسابيع عادة.

10. حب الشباب المعتدل أو المتوسط(Moderate Acne) يمكن أن يصل عدد الآفات الموجودة لقرابة 100 ولكنَّ أنواعها تبقى فقط كما في الدرجة الخفيفة (بثور ذات رؤوس بيضاء وسوداء وحطاطات)، وهنا لابأس بمراجعة طبيب الجلدية لأخذ المشورة الطبيّة.

ومن المثير للدهشة أنَّ حب الشباب في هذه المرحلة تزداد شدته وعدوانيّته أثناء العلاج قبل أن يحدث الشفاء التام، والذي قد يستغرق عدّة أسابيع.

11. حبّ الشباب الشديد أو العُقيدي (Severe Nodulocystic Acne)، يتميّز بظهور الحويصلات والعقيدات ذات المحتوى القيحي وبحدوث حالة التهابيّة شديدة، وقد يلجأ الطبيب هنا إلى حقن بعض الأدوية ضمن العقيدات نفسها كالكورتيزونات، بالإضافة للعلاجات الدوائية الأخرى.

12. حالة خاصة من حب الشباب تُدعى بالعدّ الكُبيّ (Acne Conglobata)، وهي من أشد أنواع حب الشباب وأخطرها، وتتميّز بظهور عدد كبير من العُقيدات القيحيّة في مختلف أنحاء الجسم وخاصّةً على الكتفين والظهر، وتظهر عادةً عند الرجال مُضعفي المناعة أو الذين يتناولون السيتروئيدات بشكل دائم، وعند ظهور هذه الحالة يجب مراجعة طبيب الأمراض الجلدية بأسرع وقت.

13.كذلك فهناك نوع خاص من حب الشباب “الميكانيكي” (Acne Mechanica)، حيث تُحرّض العديد من العوامل الفيزيائيّة حدوثه، ومن أهمّها الحرارة والضغط والرض الجلدي وبعض أنواع الرياضة.

ولا يُشكّل هذا النوع مُشكلةً طبيّة خطيرة عادةً.

14.يشمل العلاج الموضعي لحب الشباب مجموعة من المراهم والكريمات التي تستخدم عادةً في الدرجات الخفيفة والمتوسّطة، وقد تحوي هذه الكريمات العديد من المواد الدوائية كالمُقشّرات (البنزوات وحمض الصفصاف وأملاح الفضّة)، أو حتى المضادات الحيوية.

15. أمّا العلاج الجهازي (Systemic Therapy) فهو عبارة عن أدوية تُأخذ فمويّاً أو عن طريق الحقن، وتُستخدم في الدرجات الشديدة من حب الشباب.

وعلى رأس قائمة هذه الأدوية المضادات الحيوية وأحيانًا مضادات الأندروجين.


  • إعداد: د. محمد الأبرص
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير : حسام صفاء
  • المصدر