هل زيادة عدد سنوات لعبك لكرة القدم الأمريكية، تزيد من احتمالية إصابتك بأمراض الدماغ؟


يقول باحثون في جامعة بوسطن في كلية الطب أنهم قادرونَ على إظهار أن التهاب الدماغ من جرَّاء الرضوض التي يتعرض لها اللاعبون أثناء لعب كرة القدم الأميريكية قد تؤدي إلى الاعتلال الدماغي الرضِّي (مرض دماغي ضموري مخرِّب).

وأضاف الباحثون أنه كلما زادت ممارسة الرياضات الاحتكاكية فإن احتمال الإصابة باعتلال الدماغ الرضي يصبح أكبر.

يقول الكاتب الرئيسي للدراسة جوناثان تشيري وهو طالبٌ اختصاصي للزمالة العصبية في كلية الطب في جامعة بوسطن: (إن الدراسة توفر أدلةً على أنَّ لعب كرة القدم الأميريكية لفترةٍ طويلةٍ قد يؤدي إلى التهابٍ دماغيٍّ طويل الأمد، وهذا الالتهاب الدماغي بدوره قد يؤدي إلى اعتلال الدماغ الرضِّي).

يقول تشيري لمجلة الجامعة: (على الرغم من أنَّ الالتهاب يحمي الدماغ بعد الإصابة فورًا، إلا أنَّ دراستنا تقترح أنه بعد عدة سنواتٍ من لعب كرة القدم، قد يتطور الالتهاب الدماغي إلى اعتلالٍ دماغيٍّ رضِّي).

إن اعتلال الدماغ الرضِّي هو مرضٌ عدوانيٌّ، ينشأ نتيجة الرضوض المتكررة على الدماغ مثل الارتجاجات المتكررة أو حتى التأثيرات تحت الارتجاجية، التي تُشخَّص فقط عند تشريح الجثة.

لهذه الدراسة قام الباحثون بتحليل 66 دماغ لاعبٍ محترفٍ من لاعبي فريق الكلية للمحترفين ودماغ 16 شخصًا غير رياضيّ بحثًا عن أذية تمسُّ الخلايا الدماغية أو التهابٍ أو انتباجٍ.

تحقق الباحثون أيضًا من الفترة الزمنية التي قضاها كل لاعبٍ في الرياضة مقارنةً بدرجة الالتهاب وشدة اعتلال الدماغ الرضّي ودرجة الخَرَف.

باستخدام نموذجٍ حاسوبيٍّ، قال فريق تشيري أن أولئك الذين لعبوا كرة القدم الأميريكية لفترةٍ أطول عانوا من الالتهاب بدرجةٍ أكبر.

لكن لم تقدر الدراسة على إيجاد دليلٍ مباشرٍ عن أسباب وآثار حدوث هذا الالتهاب.

ونُشرت الدراسة في دورية Acta Neuropathologica Communications

قال باحثوا جامعة بوسطن أنهم اكتشفوا حالةً متقدمةً من اعتلال الدماغ الرضّي عند لاعب كرة القدم المحترف السابق كيفن تورنر الذي توفي في شهر مارس بعمر 46 عام.

قال الباحثون أن الأذى الذي حلَّ بدماغه هو ما أدَّى إلى وفاته جراء مرض التصلُّب الجانبي الضموري أو ما يسمى بداء Lou Gehrig’s

كان تورنر اللاعب السابق لفريق نسور فيلاديلفيا، المدعي الأساسي في الشكوى القضائية المرفوعة ضد بطولة كرة القدم الوطنية طبقا للتقرير المنشور.

ويريد الباحثون في الأيام القادمة أن يعرفوا هل يُمكنُ أن يقي علاجُ التهابِ الدماغ ي من اعتلال الدماغ الرضّي أو أن يُقلل من شدته.

أضاف تشيري أيضًا: (أنَّ التهاب الدماغ قد يُستخدم كواسِمٍ حيويٍّ للمساعدة في الكشف عن المرضى المعرضين للإصابة باعتلالِ الدماغ الرضّي).

أكَّد باحثوا جامعة بوسطن 87 إصابةً باعتلالِ الدماغِ الرضّي من أصل 91 لاعبًا في بطولة كرة القدم الأميريكية الوطنية في السنة الماضية.

يلعب التهاب الدماغ أيضًا دورًا في أمراضٍ أخرى مرتبطةٍ بالدماغ مثل داء الزهايمر وداء باركنسون والتصلُّب الجانبي الضموري.


المترجم : كمال سلامي
تدقيق : بدر الفراك

المصدر