إختفاء مياة نهر كولورادو الجوفية بمعدل صادم


بما أن الجفاف الجنوب غربي قد زادت حدته جاعلاً المياة المتواجدة على السطح شحيحة يلجأ ملايين الناس لمخزون المياة الجوفية بصورة متزايدة. اكتشفت دراسة حديثة أن المياة تخرج بمعدل أسرع مما يتم إنتاجه تحت الأرض.

طبقاً للدراسة فمن الفترة بين ديسمير عام 2004 وحتى نوفمبر 2013 نسبة 75% من المياة المفقودة من حوض نهر كولورادو كانت مياه جوفية. طبقاً لجهاز مراقبة الجفاف الأمريكي U.S Drought Monitor فالمنطقة تعاني من الجفاف منذ عام 2000.

يقول الباحثون أن النتائج تُظهر أن إستخدام المياة يجري بالفعل الآن لملء الفجوة بين إحتياجات الملايين من السكان والمزارعين وكمية المياه المتوفرة على سطح النهر.

lake-mead

يظهر بوضوح في هذه الصورة الحد الفاصل الذي يدل على إنخفاض معدل المياه في بحيرة (ميد) في نهر كولورادو، وهي أكبر مخزون مياه في الولايات المتحدة. هذه البحيرة بطول 180 كم.

“لقد وجدنا إعتمادٍ عالٍ وطويل الأمد على المياه الجوفية” صرح بذلك جاي فاميلييتي Jay Famiglietti العالم المتخصص بحلقات تجدد المياه في معامل وكالة ناسا الواقعة بباسادينا، كاليفورنيا.

أعلن الباحثون في 24 من يوليو أن مساحة الأراضي التي تُسقى من المياة الجوفية قد زادت منذ أن بدأت الدراسة في ديسمبر 2004.

تقدم الدراسة نظرة شاملة للمياة الجوفية المتواجدة في حوض نهر كولورادو وهو واحد من أكثر الأنهار المستخدمة والمراقبة في الغرب. يعتمد أكثر من 40 مليون مواطن على مياه النهر في الولايات المتحدة وحدها (حيث تستخدم المياه في المكسيك أيضاً) حسب تقديرات مؤسسة المسح الجيولوجية الأمريكية U.S. Geologic Survey.

“كنا نظن أن الوضع سيء لكن هذا صادمٌ حقاً” صرحت بذلك ستيفاني كاسل Stephanie Castle المتخصصة في دراسة مصادر المياه بجامعة كاليفورنيا بمنطقة إرفاين.

تمتد مساحة سطح نهر كولورادو على طول سبع ولايات: من وايومنج حتى كولورادو وإلى يوتاه، أريزونا، نيو ميكسيكو، نيفادا، وكاليفورنيا. كمية المياه الجوفية المختزنة تتواجد في في طبقات حاملة للماء aquifer وتُمتص للسطح عن طريق آبار. إن تم إمتصاص المياه من تلك الطبقات بمعدل أسرع من إنتاجها فستجف الآبار في النهاية.

كاسل وشركائها في الدراسة يتعقبون المياة الضائعة من حوض النهر مستخدمين قمري ناسا الصناعيين GRACE (المستخدمين لقياس الجاذبية والتجارب المناخية). يدور القمران حول الأرض مراقبين بدورهم التغيرات الطفيفة في جاذبية الأرض نتيجة زيادة أو نقصان نسبة المياه. المزيد من المياه يعني المزيد من الكتلة وهو ما يؤدي إلى شد جاذبية الأرض القمرين نحوها. (يتتبع القمران أيضاً الثلوج حيث أن المهمة الرئيسية لهم كانت مراقبة صفائج الجليد في القطب الشمالي والأنهار الجليدية الذائبة.)

أعلن الباحثون أنه منذ ديسمبر 2004 فقد حوض النهار حوالي 53 مليون فدان (65 كيلومتر مكعب) من المياة العذبة وهو ما يعادل بالتقريب ضعف أكبر مخزون فب المنطقة المتواجد في منخفض بحيرة نيفادا. كشفت الدراسة أن نسبة 75% من الكمية الكلية المفقودة -حوالي 41 مليون فدان (50 كم مكعب) هي مياه جوفية.

“نحن لانعرف كمية المياة الجوفية المتبقية لدينا لذا فلا نعرف متى ستنفذ” قالت كاسل مضيفةً “تلك المياه المفقودة لكمية كبيرة جداً.”


اعداد: جون فؤاد


مصدر 1 | مصدر 2