التهاب المفاصل الارتكاسي


التهاب المفاصل الارتكاسي، الذي يُشار إليه بمتلازمة رايتر، هو شكل من الالتهابات التي تصيب المفاصل والعين والإحليل «الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم»، والجلد.

ويتم تمييز المرض من خلال عدة أعراض تصيب أعضاء مختلفة من الجسم، وربما تظهر في وقت واحد أو لا تظهر.

وقد تظهر الأعراض بسرعة وبشدة وقد تكون أبطأ، ولكن مع توقف ثم عودة ظهور مفاجئ.

ويصيب التهاب المفاصل الارتكاسي في المقام الأول الذكور النشيطين جنسيًا في عمر 20 إلى 40 سنة.

والأشخاص المصابين بفيروس الإيدز على وجه التحديد «فيروس نقص المناعة المكتسبة» مُعرضون لخطورة الإصابة بالمرض.

ما الذي قد يُسبِّب التهاب المفاصل الارتكاسي؟

سبب المرض لازال غير معروف، ولكن تقترح الأبحاث بأن الاستعداد الوراثي قد يكون سببًا جزئيًا له، حيث أظهرت تحاليل الدم لدى 75% من المصابين وجود الواسم الجيني «HLA-B27».

ومعظم حالات الإصابة بالتهاب المفاصل الارتكاسي لدى الذكور النشيطين جنسيًا تتبع الإصابة الجرثومية بالكلاميديا التراخومية أو المُيورة الحالة لليوريا، وهما مرضان منتقلان بالاتصال الجنسي.

وتتطور الأعراض في الحالات الأخرى لدى الأشخاص تبعًا لعدوى جرثومية معوية ببكتيريا الشيغيلا، السلمونيلا، اليرسينيا، العطيفة (التسمم الغذائي).

ولا يوجد أي تدابير وقائية لالتهاب المفاصل الارتكاسي حاليًا سوى استعمال الواقي الذكري خلال ممارسة الجنس.

أعراض التهاب المفاصل الارتكاسي

إن أوائل أعراض التهاب المفاصل الارتكاسي هي ألم أثناء التبول وخروج إفرازات من القضيب في حال وجود التهاب في الإحليل (مجرى البول).

وقد يحدث إسهال في حال إصابة الأمعاء، وبعد ذلك بـ 4 إلى 28 يومًا يحدث التهاب المفاصل الذي يصيب مفاصل أصابع اليدين والأقدام، الكاحلين، الركبتين والورك.

وعادةً ما يصاب واحد أو اثنين من هذه المفاصل في نفس الوقت، وتتضمن الأعراض الأخرى:

• تقرحات في الفم
• التهاب في العين
• تقرُّن الجلد السيلاني «بقع من الجلد المتقشر على الراحتين، الأخمصين، الجذع أو فروة الرأس».
• آلام في الظهر بسبب التهاب المفصل العجزي الحرقفي.
• آلام بسبب التهاب الأربطة والأوتار في مواقع ارتباطها بالعظام «التهاب الارتكاز».

تشخيص التهاب المفاصل الارتكاسي

قد يكون تشخيص التهاب المفاصل الارتكاسي معقدًا بسبب حدوث هذه الأعراض كلٌ على حِدة بفاصل عدة أسابيع بينها.

وقد يشخص الطبيب حدوث التهاب المفاصل الارتكاسي عند حدوث التهاب في العين والتهاب في المسالك البولية في وقت واحد أو بفاصل زمني قصير وتستمر لشهر أو أكثر.

لا يوجد اختبار محدد لتشخيص التهاب المفاصل الارتكاسي، ولكن قد يتحقق الطبيب من وجود إفرازات إحليلية للأمراض المنتقلة بالجنس.

ويمكن أيضًا أن تُختبر عينات البراز بحثًا عن علامات العدوى. واختبارات الدم لدى مرضى التهاب المفاصل الارتكاسي غالبًا ما تكون إيجابية للواسم الجيني
«HLA-B27» مع ارتفاع في تعداد الكريات البيضاء وسرعة تثقل الكريات الحمراء «ESR» وكلاهما من علامات الالتهاب.

ولا يكشف التصوير بالأشعة السينية للمفاصل خارج الظهر عادةً عن حدوث تشوهات إلا في حالة حدوث نوبات متكررة من المرض لدى المريض.

وبالنسبة لصورة الأشعة السينية فإن المفاصل التي تعرَّضت للالتهاب بشكل متكرر تظهر مناطق من التنخر العظمي، وعلامات ترقق عظام أو نابتة عظمية.

كما قد تُظهِر المفاصل في الظهر والحوض «مفاصل العجزي الحرقفي»، تشوهات أو أضرار ناتجة عن التهاب المفاصل الارتكاسي.

علاج التهاب المفاصل الارتكاسي

تحتاج معالجة العدوى الجرثومية بالكلاميديا مثلًا المضادات الحيوية، وعادةً يُعالج التهاب المفاصل الارتكاسي بمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كالنابروكسين، الأسبيرين أو الإيبوبروفين.

كما يُعالج التهاب العين والطفح الجلدي بالستيروئيدات.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إصابة مزمنة، فتوصف أدوية أخرى لهم كالميثوتريكسات.

ويُحوَّل المرضى الذين يعانون من التهاب مفاصل مزمن إلى معالج فيزيائي، ويمكن نصحهم بممارسة التمرينات الرياضية.

ما هي التوقعات للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الارتكاسي؟

إن تشخيص التهاب المفاصل الارتكاسي يختلف.

فهناك أشخاص يتعافون في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر، وحوالي النصف تتكرر لديهم الحالة لعدة سنوات.

ويحدث لدى بعض الناس مضاعفات قد تشمل التهاب عضلة القلب، التهاب مع تشنج في العمود الفقري، الزرق، العمى التدريجي، تشوهات القدمين أو تراكم السوائل في الرئتين.


إعداد: رغد القطلبي
تدقيق: هبة فارس
المصدر