ما الذي يجب معرفته حول الحمل الهاجر؟


حتّى يحدثَ الحمل ينبغي أن يُطلقَ المبيض البويضةَ إلى نفير فالوب-Fallopian Tube حيث تبقى هناك 24 ساعةً إلى حينِ أن تلتقيَ بالنطفة التي من المفترض أن تُلقِّحَها. تبقى البيضة الملحقَّة ثلاثةَ أو أربعةَ أيامٍ في نفير فالوب قبلَ أن تتّجهَ إلى الرحم وتنغرسَ في بطانته، وتستمرُّ في النموّ إلى حينِ ولادة الطفل.

ولكن في حال انغرستِ البويضة في نفير فالوب أو في مكانٍ ما من جوف البطن سينتهي بها المطاف بحدوث ما يسمّى «الحمل الهاجر-Ectopic Pregnancy »، وفي هذه الحالة لا يمكن للحمل أن يستمرَّ مع الحاجة إلى إجراءاتٍ إسعافيّةٍ.

غالبًا ما يحدث الحمل الهاجر في الأسابيع الأولى من الحمل عندما تكونين غيرَ مُدرِكةٍ أنّكِ حاملٌ ولا توجد أيّةُ مؤشّراتٍ على وجود مشكلةٍ حتى.

الأعراض:

تكون الأعراض الأولى غالبًا عبارةً عن نزفٍ مهبليٍّ خفيفٍ وألمٍ حوضيٍّ، وقد تتضمّن الأعراض الأخرى:

  • غثيانًا وإقياءً مع ألمٍ
  • تشنُّجاتٍ بطنيةً حادةً
  • ألمًا في جانبٍ واحدٍ من الجسم
  • دوارًا وضعفًا
  • ألمًا في الكتف أو الرقبة أو المستقيم

يمكن أن يؤدّيَ الحمل الهاجر إلى تمزُّق نفير فالوب، والذي سوف يتسبّب بألمٍ شديدٍ ونزفٍ صاعقٍ في حال حدوثه. اطلبي الطبيبَ على الفور في حال تعرّضتِ لنزفٍ مهبليٍّ شديدٍ أدّى إلى حدوث دوارٍ وإغماءٍ وألمٍ في الكتف.

الأسباب:

قد لا تدرين أبدًا بوجود حملٍ هاجرٍ لديكِ، وإنَّ أحدَ الأسباب التي قد تؤدّي لحدوثه هو وجودُ خللٍ في نفير فالوب يمنع البويضةَ من الدخول إلى الرحم ويسبّب انغراسَها في نفير فالوب أو في مكانٍ آخرَ.

ومن المرجّح أن يحدثَ لديكِ حملٌ هاجرٌ إذا كان لديكِ أيٌّ ممّا يلي:

  • الداء الحوضيُّ الالتهابيُّ
  • أمراضٌ منتقلةٌ جنسيًّا
  • ندباتٌ من جراحاتٍ حوضيّةٍ سابقةٍ
  • قصّةُ حملٍ هاجرٍ سابقةٍ
  • ربط بوقين أو فكُّ رباطِ بوقين غيرُ ناجحٍ
  • الأدوية المخصبة
  • علاج العقم كالإخصاب في المختبر-In Vitro Fertilization (IVF)

ويحصل أيضًا في حال أصبحتِ حاملًا بوجود لولبٍ داخلَ الرحم-Intrauterine Device (IUD).

التشخيص:

في حال اعتقد طبيبك بوجود حملٍ هاجرٍ لديكِ فسوف يُجري بعضَ الاختبارات التشخيصيّة كاختبار الحمل وفحص الحوض، وقد يفحص الرحمَ والبوقين بالأمواج فوق الصوتيّة.

في حال التأكّد من وجود حملٍ هاجرٍ سيطرح الطبيبُ عليكِ العلاجَ الأنسبَ وفقًا لحالتكِ الطبيّة وخططكِ المستقبليّة بالنسبة للحمل.

العلاج:

لا تستطيع البويضة البقاءَ حيّةً خارجَ الرحم لذا ينبغي إزالتُها مع الأنسجة العالقة قبلَ أن تؤدّيَ إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ ويتمُّ ذلك دوائيًّا أو جراحيًّا.

  • العلاج الدوائيّ: في حال اكتشاف الحمل الهاجر في وقتٍ مبكّرٍ قبلَ أن يتمزّقَ البوق أو يتطوّرَ ويؤدّيَ لمضاعفاتٍ يمكن معالجتُه باستخدام حقن الميتوتركسيت-Methotrexate (تريكسال-Trexall) التي توقف نموَّ الخلايا ويمتصُّها جسمُكِ ببساطةٍ. يمكن علاج أغلب حالات الحمل الهاجر باستخدام الميتوتركسيت في حال اكتُشفَ في وقتٍ مبكّرٍ.
  • الجراحة: تتطلّب بعض الحالات إجراءً جراحيًّا. الإجراء الأكثر شيوعًا هو تنظيرُ البطن-Laparoscopy حيث يُجري الطبيب شقوقًا أسفلَ البطن ويُدخل أداةً رقيقةً ورفيعةً هي المنظار، ثمّ يُزيل محصولَ الحمل الهاجر. ينبغي إزالة البوق أيضًا في حال كان متمزّقًا. أمّا في حال وجود نزفٍ مهبليٍّ شديدٍ ناتجٍ عن التمزّق المفاجئ لنفير فالوب فسيُجري الطبيب شقًّا إسعافيًّا أكبرَ؛ وهذا ما يسمّى فتح البطن-Laparotomy.

بعدَ الحمل الهاجر:

هناك فرصةٌ لحدوث حملٍ طبيعيٍّ بعدَ الحمل الهاجر لكنّه قد يكون شاقًّا، ومن الأفضل مقابلة أخصّائيّ خصوبةٍ قبلَ ذلك وخاصّةً في حال استئصال أحد البوقين سابقًا.

وينبغي عليكِ استشارة طبيبكِ بخصوص المدّة التي يجب أن تنتظريها قبلَ حدوث حملٍ آخرَ، ويقترح بعض الأطباء الانتظارَ لمدّة ثلاثة إلى ستّة أشهرٍ حيث أنّ فرصَ حدوث حملٍ هاجرٍ آخرَ تكون مرتفعةً.


  • ترجمة: رغد القطلبي
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: محمد حمد

المصدر