استخدام الميثامفيتامينات يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الشباب


أظهرت دراسة جديدة أن استخدام الميثامفيتامينات يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الشباب.

ارتبط استخدام الميثامفيتامين بشدة بالسكتة الدماغية الناجمة عن نزيف في الدماغ، والمعروفة باسم السكتة الدماغية النزفية، خلافًا للسكتة الدماغية الإسكيمية (ذات نقص التروية) والتي تسببها جلطات الدم.

أظهرت الدراسة أيضًا أن السكتات الدماغية لدى الشباب الذين يتعاطون الميثامفيتامين تكون أكثر فتكًا من السكتات الدماغية لدى الشباب بشكل عام.

تعد هذه النتائج مثيرة للقلق نظرًا لارتفاع نسبة متعاطي الميثامفيتامين في جميع أنحاء العالم. قال الباحثون في دورية علم الأعصاب وجراحة المخ والأعصاب والطب النفسي في العدد الصادر يوم 23 أغسطس/آب: «مع زيادة تعاطي الميثامفيتامين، وخاصة الأشكال شديدة الفعالية، ازدادت الأمراض والأضرار المرتبطة بالميثامفيتامين بين الشباب خاصةً» ومن المرجح أن الإفراط في تعاطي الميثامفيتامين أسهم في زيادة معدل الإصابة بالسكتة الدماغية بين الشباب في العقود الأخيرة.

قام الباحثون بتحليل بيانات من 77 تقريرًا سابقًا عن الصلة بين استخدام الميثامفيتامين والسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا. وشملت هذه البيانات تقارير عن شخص واحد فقط أو عدد قليل من المرضى، فضلًا عن تقارير لمجموعات أكبر من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات غير المشروعة أو أُصيبوا بسكتة دماغية.

وبصفة عامة، أظهرت التقارير وجود صلة بين تعاطي الميثامفيتامين والسكتة الدماغية (النزفية بشكل خاص). على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت على أكثر من 3 ملايين مريض عولجوا في مستشفيات ولاية تكساس أن الشباب الذين يفرطون في تعاطي الأمفيتامينات (بما في ذلك الميثامفيتامين) كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية بخمس مرات مقارنة مع الشباب الذين لم يتعاطوا هذا النوع من المخدرات.

بالإضافة إلى ذلك، بحثت الدراسة في 89 حالة من الشباب الذين تعاطوا الميثامفيتامين وأُصيبوا بسكتة دماغية. نحو 80% من هذه السكتات الدماغية كانت نزفية. وذكر التقرير أن هذا المعدل أعلى بكثير من معدل السكتة النزفية بين عامة السكان الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا، إذ أن 40% إلى 50% من السكتات الدماغية كانت نزفية.

ما يقارب ثلث الشباب الذين يتعاطون الميثامفيتامين والذين تعرضوا لسكتة دماغية نزفية تُوفوا جراءها. وأضافت الدراسة أن هذا المعدل أعلى بكثير من معدل الوفيات بين الشباب في عموم السكان الذين يعانون من السكتة الدماغية التي تبلغ حوالي 3%.

تترافق السكتة الدماغية النزفية مع تشوهات الأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم والالتهاب الوعائي. وأضاف الباحثون أن الاستخدام المتكرر للميثامفيتامين رفع ضغط الدم لدى المستخدمين الذين لديهم ضغط دم طبيعي.

يجب على الشباب الذين يتعاطون الميثامفيتامين والأطباء الذين يعالجونهم أن يكونوا على دراية بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المرتبطة بهذه المخدرات. وينبغي أن يكون المتعاطون أيضًا على علم بالأعراض المبكرة للسكتة الدماغية. قد يواجه بعضهم أعراضًا مثل الصداع وصعوبات في الكلام واللغة ومشاكل في الرؤية قد تكون مؤقتة في البداية ولكن قد تتحول في وقت لاحق إلى سكتة كاملة.

وقال الباحثون: «يجب التركيز على زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية بشكل خاص لدى الشباب الذين قد يتعاطون الميثامفيتامين ومجتمعاتهم، فهذا قد يشجعهم على طلب المساعدة والحصول على العلاج لمشكلة تعاطي المخدرات».


  • ترجمة: ديانا نعوس
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر