اقترحت دراسة جديدة أن عملية القلب المفتوح تكون أكثر نجاحًا عند إجرائها في فترة ما بعد الظهيرة، لكن قبل إلغاء موعد جراحتك الصباحي تابع معنا قراءة المقال.
يقترح البحث أن خطر المشاكل القلبية الكبيرة التابعة للجراحة يتضاعف حال إجرائها صباحًا على عكس فترة الظهيرة، وكل ذلك متعلق بالنظم القلبي أو ما يعرف بالساعة البيولوجية.
طبيب القلبية في جامعة ليل الدكتور دافيد مونتين يقول: «قد وجدت دراستنا أن الأذية الناتجة عن الجراحة القلبية شائعة بشكل أكبر بين الأشخاص الذين خضعوا للجراحة في وقت الصباح».

الساعة البيولوجية هي ما يؤثّر على ردّ فعل المريض في هذا النوع من العمليات.
النظم القلبي هو ساعة داخلية تتحكم بدورات عدة وبسلوكيات النوم واليقظة وحرارة الجسم واللياقة الرياضية خلال الدورة النهارية الليلية.
يظن الباحثون أن نتائجهم تفسّر قوة العضلة القلبية وتحمّلها لضغط الجراحة بصورة أفضل بعد الظهيرة.
إن خطر النوبة أو السكتة القلبية أعلى في وقت الصباح من الناحية الإحصائية لأن القلب والرئة يعملان بأقصى جهدهما في وقت الظهيرة.

ولاختبار ذلك بحث العلماء في السجلات الطبية لـ 600 مريض تقريبًا ممن خضعوا لجراحة تبديل الصمامات، إذ خضع نصفهم للجراحة صباحًا والنصف الآخر بعد الظّهر، ووجدوا أن من عانوا من حوادث قلبية ممن أجروا الجراحة بعد الظهر خلال 500 يوم أقل مقارنة مع من أجروها صباحًا.
وأجرى الأطباء تجربة سريرية مدتها عام واحد لـ 88 مريضًا خضعوا للجراحة في الصباح أو الظهيرة بشكل عشوائي لتبديل صمامات القلب، وكشفت نتائجهم قلة الأذى في النسج وسرعة ترميمها لمن خضع للجراحة بعد الظهيرة، كما أظهرت النتائج أن مورثات عديدة مرتبطة بالنظم القلبي كانت أكثر نشاطًا عندهم، مما يظهر تأثر القلب بساعتنا البيولوجية.
والسؤال البديهي هو: بما أن القلب يتأثر بالساعة البيولوجية، فهل يتأثر الجراحون بها أيضًا.

تجادل الجراحون حول ذلك وأقرّوا أن معدلات النجاة لم تتأثر.
إذن، في حال تم تعيين جراحة قلبية لك صباحًا، فهل عليك إلغاؤها؟ والجواب: بالطبع لا، فأنت تحتاجها بشكل مؤكد.
إذن، فيمَ يمكننا الاستفادة من نتائج هذا البحث؟

يقترح باحثو الدراسة أن هذا الاكتشاف يساعد في تحديد أوقات خاصة لبعض الجراحات الأكثر خطورةً، على سبيل المثال لمن يعاني من السمنة أو النمط الثاني من الداء السّكريّ، لأن هؤلاء يظهر لديهم خطر متزايد للمضاعفات بعد الجراحة ونتائج الدراسة تزيد من فرصة نجاح العمليات الجراحية حقيقةً.


  • ترجمة: طارق برهوم
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • المصدر