إذا لم يكن لديك أي أصدقاء على الإطلاق، أو كان لديك الكثير من المزيفين منهم، وإذا كنت تفتقد التشجيع الاجتماعي، فربما تكون قد مررت بشعور الوحدة، الذي أثقل كاهلك وسلامتك النفسية، ولكنه يبقى ليس الأسوأ، فالشعور بالوحدة قد يؤدي إلى تأثيرات جسدية أخرى، مثل: فقدان القدرة على النوم ليلًا، وفقًا لدراسة منشورة حديثًا.

لقد أجرى العلماء في الكلية الملكية بلندن دراسة على عادات النوم لنحو 2200 توأم بريطاني، لتحديد ما إذا كانت الوحدة مؤثرة في عادات النوم لديهم، تلك الوحدة التي تتسبب عن طريق العلاقات الاجتماعية غير المرضية، فالوحدة ليس فقط أن تجلس وحيدًا يوم الجمعة لتكون كذلك، فقد تمتلك عددًا كبيرًا من الأشخاص حولك وتشعر بالوحدة أيضًا.

ووجد الفريق أن الأشخاص الذين أبلغوا عن شعورهم بالوحدة، كانوا أكثر احتمالًا للشعور بعدم الارتياح، وعانوا من مشاكل في التركيز، وفي دراسة طولية، تم تقييم المشاركين (المولودين بين عامي 1994 و1995) في نقاط مختلفة من حياتهم، وأجاب كل مشارك عن أسئلة تخص العزلة والصحبة والشعور بالإهمال، وكانت الأسئلة عن طريق استبيانات ومقابلات منزلية، وقِيست جودة النوم لديهم أيضًا، متضمنة الوقت الذي يستغرقه حتى ينام، واضطرابات النوم، وعدد الساعات التي يبقى فيها نائمًا دون استيقاظ، ويقول الباحثون: “إن جودة النوم المتناقصة هي إحدى وسائل تأثير الوحدة على الجسد، ونتائجنا تشير إلى أهمية التدخل مبكرًا لحل أزمة الوحدة في الصغار، التي يمكنها أن تتطور إلى مشاكل جسدية بمرور الوقت”.

ونظرية الباحثين بشأن هذه النتائج هي أن الوحدة تقلل الشعور بالأمان لدى من يمر بها، مؤدية إلى هذه الليالي الخالية من النوم، وعرض الباحثون التاريخ المرضي للمشاركين، كونهم تعرضوا للتحرش الجنسي والإساءة إليهم أثناء الطفولة، ووجدوا أن التوائم التي تعرضت لهذه الأنواع من التحرش كانوا أكثر عرضة لفقدان القدرة على النوم بنسبة 70%، كما لاحظ الفريق أن الطلبة كانوا يدرسون في كلياتهم مدة طويلة، مما أثر بالتأكيد عليهم وزادهم شعورًا بفقدان الأمان.

ربما لست الوحيد الذي يشعر بالوحدة في هذه اللحظة، يشير استبيان في الولايات المتحدة أن ثلاثة أرباع الأمريكان يشعرون بالوحدة، وبالتأكيد أنه من المستحيل ألا تشعر بها، حتى إن الثلث الأخير قد ادعى أنه مر بها على الأقل مرة أسبوعيًا، وتشير دراسات أخرى أن الأشخاص المضطهدين يشعرون بالوحدة كثيرًا؛ لذلك كانت النساء أكثر شعورًا بها من الرجال، والفئات الأقل تعليمًا أكثر شعورًا بها من الأعلى تعليمًا، المتقاعدون أو غير الموظفين أكثر وحدة من غيرهم.

وفي دراسة أخرى أجراها الباحثون في جامعة شيكاغو، وجدوا احتمال أن يكون الشخص قد ولد على هذه الحال، فهناك خطر جيني يسبق الشعور بالوحدة، وقد يبدو أمرًا ضئيلًا بلا أهمية، ولكن الشعور المستمر بالوحدة قد يزيد من مستويات هرمونات التوتر كالكورتيزول، ويؤدي إلى تدهور في السلامة الإدراكية، وإن مكافحة هذه المشاعر تأخذ قدرًا من الوقت، ولكنك لا تحتاج إلى إقامة صداقة مع 30 صديقًا حتى تتخلص منه.

يقول جاكلين أولدز، المشارك في الدراسة: “إذا تمكن شخص وحيد من إقامة صداقة مع شخص واحد آخر، ستبدأ الوحدة بالاختفاء، فكل أنواع الأمور المخيفة تصير ممكنة، فقط إذا كان لديك صديقًا يشاركك القيام بها”.

مواضيع ذات صلة:


  • ترجمة: محمد إيهاب.
  • تدقيق: رجاء العطاونة.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر