عندما نتحدّث عن الأمور الغامضة أو المظلمة والتي تبدأ بكلمة مظلم، تحتل المادة المظلمة المرتبة الأولى في استدعاء انتباه الناس.

فالطاقة المظلمة على صعيد آخر، تشكل 68.3% من كتلة الكون، في حين تحتل المادة المظلمة المرتبة الثانية بنسبة 26.8%، في حين تشكّل المادة الطبيعية 4.9% فقط، مع هذا، فنحن على الأغلب لن نتمكن من رصد أو (التقاط) أي جسيم من الطاقة المظلمة.

ربما يرجع السبب في هذا إلى أن الطاقة المظلمة – غالبًا – هي الطاقة الموروثة في الفضاء والناتجة غالبًا عن (الرغوة الكمومية) والتي تتكون من جسيمات افتراضية تظهر وتختفي فجأة من الوجود.

كما يذكرنا آينشتاين، فإن الطاقة من هذه الجسيمات لها كتلة.

عندما حاول علماء الفضاء أن يقيسوا كثافة الطاقة المظلمة في الفضاء، اكتشفوا أنها تقريبًا 10^-9 جول لكل متر مكعب، وهي قيمة مجهرية ولكنها مؤثرة في نفس الوقت.

عمومًا، هذه القيمة المرصودة، والمعروفة باسم الثابت الكوني، لا تقترب حتى من تلك القيمة المتوقعة من نظرية الحقول الكمية.

كما تم ذكره بالتفصيل في الكتاب: النسبية العامة، مقدمة للفيزيائيين:

«تتضمن أبسط الحسابات جمع كل طاقات النقطة صفر (أقل الطاقات الممكنة كميًا لأي نقطة)عند جمع كل تلك الطاقات لكل الحقول المعروفة في الطبيعة.

هذا يعطي جوابًا أكبر من الحدود العلياالموضوعة عن طريق المشاهدات الكونية ب 10^120 مرة. هذا ربما يكون أسوأ افتراض نظري في تاريخ الفيزياء!

لا أحد يعرف كيف يجعل من هذه النتائج منطقية. بعض الآليات الفيزيائية عليها التواجد لكي يكون الثابت الكوني صغير جدًا».

سواء هذا، أو أن فهم علماء ميكانيكا الكم للحقول، وبالتالي، يصبح الكون برمته خاطئًا! ولكن هذا غير مرجّح، حيث هنالك العديد من المشاهدات التي تدعم النظريّات الحالية.

وبالتالي، يبدو الفيزيائيون أنهم في ورطة، وهم يحاولون القيام بالتعديلات النظرية لتضييق الفجوة الكبيرة بين القيم، ولكن أفضل نظرياتنا في ميكانيكا الكم قرّبت الفارق حيث رفعت من تقدير تأثير الطاقة المظلمة بنحو 10^60 مرة.

«نعم، ليس لدينا فكرة» هذا ما أقر به عالم الفلك نيل تايسون في كتابه : فيزياء الفضاء للناس الذين في عجلة من أمرهم.

ثم أكمل : «ليس الأمر أننا لا نعلم شيئًا على الإطلاق، فالطاقة المظلمة تتبع أكثر الطرق أمانًا على حد علمنا، قوانين النسبية العامة».

تتّفق كثافة الطاقة المرصودة للفراغ بشكل مذهل مع النموذج الأساسي للانفجار العظيم، والذي يعد مسؤولًا عن إشعاع الخلفية الكونية، وفي قلب النموذج تكمن النسبية العامة، إحدى أنجح النظريات التي تم طرحها على الإطلاق.

لذلك وفي حرب الطاقة المظلمة مقابل ميكانيكا الكم، تتفوق الطاقة المظلمة بلا شك.


  • اعداد: أسماء الدويري.
  • تدقيق: أسمى شعبان.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر