هنالك العديد من الفوائد للولادة في وضعيّة القرفصاء أو الركوع أو أنّ تجثين على ركبتيكِ ويديكِ، مقارنةً بأن تكونين مستلقيةً على ظهركِ.

فقد أظهرت الأشعة السينيّة أنّ المنفذ الحوضي سيكون أعرض عندما تكونين مسلتقيّة على  يديكِ وركبتيكِ، والذي سيساعد في تقليل وقت الولادة.

وتظهر الأدلّة أنّ الاستلقاء على الظهر خلال الولادة سيزيد من وقت الولادة، وسيبطئ التقلّصات، ومع هذا فإنّ غالبية النساء في الولايات المتحدة تلد بهذه الوضعيّة.

إذًا كيف انتهى الأمر للبشر أن يلدوا بهذه الوضعيّة؟

حسنًا، كان هناك ملك منحرف جنسيًا يستمتع بمشاهدة نسائه تلد بهذه الوضعيّة في القرن السابع عشر في فرنسا.

ولم تنتشر الولادة بهذه الوضعية إلّا قبل 200 عام، والملك لويس الرابع عشر هو السبب.

كتب الأستاذ لورين دونديس (Lauren Dundes) في المجلة الأمريكيّة للصحة العامة: «قبل ذلك الوقت، يظهر التاريخ أنّ الولادة بوضعيّة الوقوف بصورة مستقيمة كانت تستخدم بصورة واسعة».

كان للملك لويس الرابع عشر 22 طفلًا في حياته التي عاشها ما بين عاميّ (1638-1715).

باعتباره ملكًا، كان لديه العديد من الأسباب الجيّدة للحصول على العديد من الأطفال، خصوصًا لأنه احتاج لوريث مضمون للعرش، ولكن كما يبدو كان يحبّ رؤية نسائه وعشيقاته يدفعون أطفاله.

وكتب لورين: «استمتع لويس بمشاهدة نسائه تلد، وكان يصاب بالإحباط بسبب النظرة المبهمة للولادة عندما تتم بإستخدام مقعد الولادة، وبسبب هذا فقد اخترع وضعية جديدة.

وأصرّ أيضًا على أنّ يكون الطبيب المولِّد ذكرًا».

يدّعي الباحثون أنه كان يحب المشاهدة لأسباب منحرفة جنسيًا، طبقًا للدراسة.

فقد تأثّر الجماهير بالملك، الذي شجّع على وضعيّة الولادة هذه، وقد انتشرت في وقتها من هناك.

أضاف لورين: «إنّ تأثير سياسة الملك غير معلوم، على الرغم من أنّ التصرّف الملكي كان من المؤكد قد أثّر على الجمهور إلى حدٍ ما.

ومطالبة الملك لويس الرابع عشر المزعومة للتغيير قد تزامنت مع التغيير في وضعيّة الولادة ومن الممكن أن يكون هذا عاملًا مساهمًا في انتشار الوضعيّة الجديدة».

ومنذ ذلك الوقت سادت الوضعيّة الجديدة، على الرغم من سلبياتها.

ولا تزال تستخدم حتى وقتنا الحاضر في البلدان الغربيّة، كل ذلك لأنّ قبل مئات السنين كان هنالك ملك يحبّ المشاهدة!


  • ترجمة: سنان حربة.
  • تدقيق: صهيب الأغبري.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر