إحدى أهم الجامعات الطبيّة اليابانيّة تقوم بشكلٍ منظمٍ بحظر المتقدمات الإناث من دخول الكلية منذ ثمان سنوات وذلك بحسب تقارير وكالاتٍ محليّةٍ.

معهد خاص يُصنف كأحد أفضل الكليّات الطبيّة في البلاد، كليّة الطب في طوكيو، تُخفّض بشكلٍ آليٍ درجات فحص القبول للمتقدمات الإناث منذ العقد الماضي، في محاولةٍ لجعل نسبة الطالبات الإناث أقل من 30% في كل صفٍ، وذلك بحسب تقريرٍ لصحيفة يوميوري.

عامل رياضيّ محدد كان يُطبق على نتائج كل المتقدمات الإناث ليُخفضها بنسبة 10% إلى 20%.

سُرِبت تفاصيل عن هذا التلاعب خلال تحقيقٍ تعرّض له أعلى المسؤولين في كليّة طوكيو الطبيّة، والذين صوبت تجاههم سهام النقد بعد قبولهم بعض الرشاوي من مسؤولٍ في وزارة التعليم.

استقال كل من ماساهيكو أوسوي رئيس مجلس أمناء الجامعة ومامورو سوزوكي رئيس الجامعة بعد تعرضهما لاتهاماتٍ تُشير إلى زيادة درجات ابن المسؤول الوزاري لضمان معقدٍ له في الجامعة.

من بين 1019 متقدمةٍ في عام 2018 تم قبول 30 فقط -أقل من 3%- و 9% من المتقدمين الذكور حصلوا على القبول.

كيوكي تانيبي وهو العضو التنفيذي في الجمعية المشتركة للنساء العاملات في مجال الطب صرّحت لصحيفة (The Japan Times) بأنّ هناك بعض المعاهد الطبيّة الأخرى والتي رُبّما يكون لديها نفس السياسات حيال تمييز طلبات الإناث المتقدمات.

بحسب بياناتٍ حديثةٍ من منظمة التعاون الاقتصاديّ والتنمية، فإنّ النساء يشكلن ربع ممارسي مهنة الطب في اليابان وتُعد هذه النسبة من أقل نسبةٍ مقارنةً مع 34 دولةً أقامت عليها المنظمة دراسة مختصة.

إذن لماذا تحاول دولة تعاني من نقص في الأطباء الذين يعالجون السكان المسنين أن تمنع المتقدمات من التدريب الطبيّ؟

بحسب مصدر فضّل عدم ذكر اسمه تحدث إلى صحيفة يوميوري: «إنّ إدارة الكليّة تعتقد أنّ الطالبات الإناث في آخر المطاف سيتركن مهنة الطب ويتجهن نحو الولادة وتربية الأطفال».

وأضاف المصدر: «هناك تفاهم خفي حول قبول عدد أكبر من الطلاب الذكور وإنّ ذلك يُعد الحل الوحيد لمكافحة نقص العدد في الأطباء الذي تعاني منه اليابان، ولكن بالتأكيد هذه سياسة شريرة جدًا».

الحق يُقال فإنّ الطبيبات يتركن عملهن في مجال الطب بنسبةٍ أعلى من أقرانهم الذكور -تحديدًا عندما يصبحن أمهاتٍ- ولكن يعتقد العديد من الناس أن رفض المتقدمات الإناث هو رد فعلٍ غير مناسبٍ وغير مقبولٍ.

يقول الدكتور يوسوكو تسوجاوا وهو الأستاذ المساعد في كليّة الطب في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: «هناك خلل تنظيميّ في المجتمع اليابانيّ إذ أنّنا لا نساند أمهاتنا، لكنّها أسوأ طريقةٍ لإصلاح المشكلة».

في دراسةٍ واسعة الانتشار نُشرت في العام الماضي وجد الدكتور تسوجاوا أنّ المرضى الذين تتم معالجتهم بواسطة الطبيباتٍ الإناث لديهم نسب متدنية في إعادة الدخول إلى المستشفى من أولئك الذين يعالجون بواسطة الأطباء الذكور وذلك في المستشفى نفسه.

يعرف الدكتور تسوجاوا أنّ هذه النتائج لا يمكن تطبيقها على اليابان، ولكنّه يعتقد أنّه من غير الحكمة أن يتم استبعاد الطبيبات المُستقبليات.

يقول تسوجاوا: «الاستمرار بانتقاء المتقدمين إلى الكليّات الطبيّة بينما تواجه اليابان أزمة شيخوخة سيضر بالبلاد على المدى الطويل، وحتى وإن كانت نسب ترك النساء اليابانيات لمهنة الطب أعلى من نسب الذكور فإنّ هذا ليس دور الكليّات الطبيّة لحل هذا الأمر، بل مهمة هذه الكليات هي تدريب الأطباء مهما كان جنسهم، فمهمتهم ليست في التأكد من مثاليّة هذه القوى العاملة اليابانيّة».


  • ترجمة: مازن سفّان
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: كنان مرعي
  • المصدر