«ممارسة التمارين الرياضية ليست حقًا مهمة لخسارة الوزن»

لقد أصبحت هذه الجملة رأيًا عامًا في منظّمة فقدان الوزن.

يقول الكثير: «يعتمد كُل شيء على اتّباع النظام الغذائي، لا تقلق كثيرًا على ممارسة التمارين الرياضية».

تسلّلت هذه الفكرة في خضم نظريات لا حصر لها عن اتّباع نظام غذائي لفقدان الوزن، واكتسبت شعبية بسرعة، مع وجود مقال واحد فقط شيّد 60 بحثًا لدعم ونشر هذه النظرية مثل الحريق الهائل.

الحقيقة هي أنك بالتأكيد تستطيع -ويجب عليك – أن تمارس الرياضة كطريقة لفقدان الوزن.

إذن لماذا يقول شخص غير ذلك؟

لمدة 10 سنوات، كنت أدرس عن محاولات فقدان الوزن الفاشلة وبحثتُ في ظاهرة مئات الملايين من الناس الذين شرعوا في محاولات لإنقاص الوزن، ثم استسلموا.

في هذه الأثناء، تظل ممارسة الرياضة هي العادة الأكثر شيوعًا بين الأشخاص المشهورين الذين لديهم القدرة على الحفاظ على فقدان الوزن مع مرور الوقت.

في الواقع، 90% من الأشخاص الذين يفقدون وزنًا كبيرًا، يمارسون الرياضة على الأقل ساعة واحدة يوميًا، كمعدل متوسط.

كيف بدأت الأسطورة، والتناقضات؟

هناك بعض الأسباب التي تجعل التمارين الرياضية لفقدان الوزن تحصل على نقد سيئ:

أوّلًا: يتطلّع الجمهور -في جزء كبير منه- إلى نتيجة سريعة، وتستفيد صناعة النظام الغذائي وفقدان الوزن من رغبة المستهلك في التوصّل إلى حل فوري.

لقد أظهرت العديد من الدراسات أن التمارين الرياضية تغيّر تركيبة جسمك، وتحسّن عملية الأيض الاستراحي وتستبدل ذوقك الغذائي.

هذه الحقائق العادية والبسيطة قد صمدت أمام اختبار الزمن، ولكن دون أن يلاحظها أحد إلى حدّ كبير مقارنة مع معظم منتجات النظام الغذائي الهائلة (التغيير من خلال التمرين مع مرور الوقت أكثر ترويجًا من «التطهير» خلال مدة 5 أيام).

علاوة على ذلك، يعتبر العديد من الناس أن ممارسة التمارين الرياضية ساعة واحدة في اليوم هو شيء غير معقول أو لا يمكن فعله، ويجدون أنفسهم يبحثون عن حلّ أسهل في مكان آخر.

ثانيًا: المجهول.

قام الأطباء وأخصّائيو التغذية بعمل نتيجة ضعيفة في شرح العلاقة بين ممارسة الرياضة والعادات الغذائية، ربما لأنها غالبًا ما تتواجد كعادات منفصلة.

ممارسة الرياضة تغيّر عاداتنا الغذائية بشكل مباشر، ما يعني أنّنا في الواقع لدينا وقت هيّن لاتخاذ خيارات صحية عند المشاركة في ممارسة الرياضة مع مرور الوقت.

ودون ممارسة التمارين الرياضية، فإن التغييرات المفاجئة في العادات الغذائية (خاصة إذا كانت نتيجة تحديد السعرات الحرارية) يصعب للغاية الحفاظ عليها من قِبَل أخصائيي الحميات الغذائية.

بالإضافة إلى ذلك، كلّما أطلنا المدة في اتخاذ هذه الخيارات الصحية، زادت احتمالية أن تصبح عادة.

على سبيل المثال، عندما تقرّر أنثى تبلغ من العمر 42 عامًا ويبلغ طولها 5 أقدام و4 بوصات (164.5 سم) وتزن 240 رطلًا (109 كيلوغرامات) أن تفقد وزنها بنفسها، فمن المرجّح أن تواجه صعوبة في تبديل خياراتها الغذائية فجأة إلى الخضار وأسماك مشوية، معظمها بسبب أنها سوف تشعر بآلام الجوع الساحقة (ولكن أيضا لأسباب أخرى، مثل بدء التعب، الألم، الاكتئاب والتهيّج، من بين أمور أخرى).

ومع ذلك، إذا أخذنا هذا الشخص نفسه وزدنا قدرته/قدرتها على ممارسة التمارين الرياضية إلى نقطة حرجة، فإن هذه الخيارات تصبح أكثر سهولة لتحمّلها.

ثالثًا: قدرة محدودة.

قُلّصت التدريبات في الأصل بعد سلسلة من الدراسات التي شملت الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة أو البدانة الذين يتطلعون إلى إنقاص الوزن ولديهم قدرة محدودة على ممارسة التمارين الرياضية.

إن مطالبة شخص لديه قدرة محدودة على ممارسة التمارين الرياضية لإنقاص الوزن باستخدام التمارين الرياضية هو مثل إخبار شخص ما بإفراغ بركة مليئة بالماء باستخدام كوب بلاستيكي.

لا يمكن تحقيق ذلك في أي فترة زمنية معقولة.

لذا، فعندما تقيس مقدار الوزن الذي يمكن «حرقه» بمرور الوقت، فإن النتيجة ليست كبيرة، لأن معظم المرضى المستقرّين يمكنهم حرق 500 سعرة حرارية أو أقل في الأسبوع.

ونتيجة لذلك، فإن الاستنتاج المتزعزع بأن التمرين أقل أهمية لفقدان الوزن ظهر مثيرًا للعيان بسرعة، بالرغم من أن الشيء المفقود من هذا المنطق هو أن الناس يمكنهم تغيير قابليتهم لممارسة الرياضة.

عندما ترتفع القدرة على ممارسة التمارين الرياضية لفرد مستقر من ناحية أُخرى ويقترب من شخص ضعيف، فإن القدرة على فقدان الوزن وممارسة التمارين تتغيّر بشكل كبير.

إذا أعطيت رجل دلوًا، مثل إعطاء دلو للشخص في مثال تفريغ حوض السباحة، أو حتى خرطومًا، فإن ما يفصل بين العديد من الملتزمين بالحميات الغذائية عن نظرائهم الضعيفين والذين يحسبون معظم محاولات فقدان الوزن التي تمّت تجربتها وفشلت هي القدرة على ممارسة رياضة العدو لمدة 30 دقيقة دون انقطاع، أو ركوب دراجة لمدة 60 دقيقة.

علاوة على ذلك، بمجرّد أن يحقّق الشخص نقطة معيّنة في ممارسة التمارين، تصبح تجربة التمارين أكثر متعة، ويمكن أن تكون التجربة مرحة.

لذلك، هل يمكنك اعتبار ممارسة الرياضة طريقة لفقدان الوزن؟ إطلاقًا.

بالطبع فإن تحديد السعرات الحرارية ستؤدّي إلى فقدان الوزن على المدى القصير، ولكن من الصعب للغاية على الناس الحفاظ على هذا الالتزام ليمتد فترات طويلة من الوقت، ومعظمهم إمّا ينتهي بالاستسلام أو استعادة الوزن المفقود.

ومع ذلك، فإن التمارين هي طريقة مجرّبة وصحيحة لجعل التغييرات بالحميات الغذائية أكثر احتمالًا.

التركيز على التمرين وتغيير القدرة على التمرين يجعل من الأسهل في نهاية المطاف اتخاذ خيارات غذائية أفضل والتمتّع بحياة نظيفة، وهو ما يعني في النهاية فقدانًا كبيرًا للوزن يمكن الحفاظ عليه مع مرور الوقت.

ديفيد برولوجو، أستاذ مساعد بقسم الأشعة وعلوم التصوير، جامعة إيموري.


  • ترجمة: زينب عباس
  • تدقيق: علي فرغلي
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر