بينما يستقر الساكن الجديد للمريخ، يعمل العلماء على ثلاث مركبات ستهبط على سطحه ومركبتان مداريتان على الأقل لتنضمّا إلى الفريق العلمي للكوكب الأحمر.

هبطت المركبة الفضائية التابعة لناسا (إنسايت – InSight) على السهول الحمراء يوم الإثنين، وهي تبعد أقل من 640 كيلومترًا (400 ميل) عن مركبة (كريوسيتي – Curiosity) الروبوت الوحيد العامل على المريخ.

وذلك مساوٍ للمسافة بين سان فرانسيسكو وباسادينا في كاليفورنيا (مركز التحكم في بعثات المريخ).

يجب على إنسايت (وهي ثامن مركبة قد هبطت بنجاح على المريخ) أن تعمل عامين بالحفر ومراقبة الزلازل حتى يحين وقت وصول المركبات الآخرى من الولايات المتحدة وأوروبا والصين.

ستبحث مركبة (المريخ 2020) التابعة لوكالة ناسا عن الصخور التي قد تحمل أدلة على وجود حياة ميكروبية قديمة لتضعها في مكان آمن وتعود بها إلى الأرض في بداية عام 2030.

سوف تبحث ضمن دلتا نهر كانت مبللة من قبل في منطقة تسمى جيزرو كريتر (Jezero Crater).

كما ستقوم مركبة إكسومارس (ExoMars) الأوروبية الروسية بالبحث عن أي حياة سابقة محتملة عن طريق حفر بعض الأمتار للبحث عن البقايا الأحفورية الكيميائية.

وقد تحطمت مركبة فضائية والتي كانت جزءًا من مهمة إكسومارس في عام 2016 على أرض المريخ.

كما سيرسل مشروع المريخ 2020 الصيني مركبة مدارية ومركبة هبوط.

وتسعى دولة الإمارات العربية المتحدة في ذات الوقت لإرسال أول مركبة فضائية لها إلى المريخ في عام 2020 تدعى مكوك (الأمل).

أيضًا أعلنت وكالة ناسا بعد ثلاثة أيام فقط من هبوط إنسايت برنامجًا جديدًا للرحلات القمرية.

اختارت وكالة الفضاء تسع شركات أمريكية للتنافس على إجراء تجارب علمية وتكنولوجية على سطح القمر.

الإطلاق الأول يمكن أن يكون في العام المقبل.

تريد ناسا أن ترى كيف تسير الأحداث قبل تجربة شيء مماثل على سطح المريخ.

إذ تسعى وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لإطلاق محطة مدارية بالقرب من القمر تحمل رواد فضاء، وستكون بمثابة «نقطة انطلاق للهبوط على سطح القمر» كما وصفها مدير إدارة الطيران والفضاء في ناسا جيم بريدنشتاين، وستوفر تجربة مهمة قريبة جدًا الأرض قبل الشروع في رحلة مدتها بين سنتين وثلاث سنوات إلى المريخ.

وصفَ بريدنشتاين الرحلة المأهولة إلى المريخ في منتصف عام 2030 كهدف «عدواني جدًا».

وقال بريدنشتاين بعد هبوط مركبة إنسايت: «الحقيقة أن أمتنا الآن ملتزمة للغاية بهدف الوصول إلى المريخ واستخدام القمر كأداة لتحقيق هذا الهدف في أسرع وقت ممكن».
وقال زورباخين: «سيكون المريخ المكان الثاني لهبوط الإنسان بعد القمر».

يقول بروس بانردت العالم المشرف على إنسايت في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: «إن ما يجعل المريخ جذابًا للاستكشاف الآلي الآن والاستكشاف البشري لاحقًا هو سهولة الوصول إليه نسبيًا». إذ تستغرق الرحلة ستة أشهر ذهابًا أو إيابًا عندما يكون كوكبا المشتري والأرض في أقرب نقطة بينهما (يقتربان كل سنتين).

الظروف هناك قاسية لكنها قابلة للسكن نسبيًا ويصفها بانردت: «كأن تعيش في القارة القطبية الجنوبية لكن دون ثلوج».

ورغم ذلك قد يكون المريخ أحد أكثر الأماكن المحتملة لاستضافة الحياة خارج الأرض.

ربما كان قمر كوكب المشتري (أوروبا) قد استضاف حياة سابقًا أو ما يزال، ولكن الوصول إليه سيستغرق وقتًا أطول وتكلفة أكبر بكثير، إذ قال بانردت أنه «من الصعب تحقيق مثل هذه المهمة في أي وقت قريب».

وقال بانردت: «إن مهمة البحث عن الحياة في قمر أوروبا التابع للمشتري قد تُطلق كل عقد من الزمن في حين أنه من المنطقي إطلاق مركبات آلية إلى المريخ كل عامين.

وذلك يعني خمس بعثات إلى المريخ مقابل كل بعثة لقمر أوروبا».

يوجد حاليًا على المريخ مركبتان فضائيتان تعملان على سطحه هما إنسايت وكريوسيتي وستة أقمار صناعية تدور حوله قد أُطلقت من الولايات المتحدة وأوروبا والهند.

تعتبر الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي نجح في مهمة هبوط وتشغيل مركبة فضائية على سطح المريخ.

تجولت مركبة كريوسيتي على سطح الكوكب الأحمر منذ عام 2012.

وكانت مركبة ناسا الفضائية الأقدم قد تعطلت حيث عَملَت حتى شهر حزيران من عام 2018 عندما قامت عاصفة غبارية بتعطيلها.

تقدم مركبة إنسايت في سياق البحث عن الأسرار الجيولوجية والبيولوجية في أعماق المريخ صورًا مذهلة لموقعٍ «لم تسبق رؤيته لأي إنسان من قبل» كما أوضح مايكل واتكينز.

تخبرنا هذه الصور أنه من أجل تحقيق مثل هذه العلوم يجب أن نكون جريئين ومستكشفين.

سيتم إطلاق مركبة ناسا (المريخ 2020) في 17 تموز من عام 2020. وستهبط في 18 شباط عام 2021.


  • ترجمة: حبيب بدران
  • تدقيق: مرح منصور
  • تحرير: محمد سفنجة
  • المصدر