ألم الظهر شائع جدًا، ويؤثر في ملايين الناس حول العالم.

وهو أيضًا سبب أساسيّ للعجز، والغياب عن العمل.

يمكن لعوامل كثيرة أن تسبب ظهور آلام الظهر، مثل وضعية الوقوف، وكثرة الجلوس، واكتساب الوزن، والبدانة.

ترى الجمعية الوطنية للاضطرابات العصبية والسكتات الدماغية أن 80% من البالغين يصابون بآلام الظهر مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم.

أظهرت دراسة أمريكية تضاعف عدد المصابين بآلام الظهر بين عامي 1992 و2006، وقد كانت الزيادة أكبر لدى النساء.

قد يكون ألم الظهر مزمنًا أو حادًّا. ويستمر ألم الظهر الحاد بين يومين وأسبوعين، ويزول وحده.

يتطور ألم الظهر السفلي الحاد لدى 20% من المصابين إلى ألم الظهر السفلي المزمن.

ألم الظهر المزمن يدوم ثلاثة أشهر أو أكثر.

قد يكون ألم الظهر نتيجة حالات مرضية معينة، مثل تخلّل العظام (Osteoporosis) والسرطان.

قياس آثار ألم الظهر

أراد الباحثون في مركز بوسطن الطبي أن يعرفوا تأثير آلام الظهر على النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40-80 سنة.

نُشرت الدراسة في “مجلة الطب العام الداخلي”، وقد تضمنت 8000 من النساء المسنّات، واستمرت لمدة 14 سنة.

وقال قائد الدراسة إريك روسن: «على حد علمنا، هذه هي الدراسة الوحيدة التي تهدف إلى قياس العجز بعد قياس آلام الظهر.

هذا يساعد على إجراء تحليل مستقبلي لآلام الظهر التي تستمر فترات طويلة، ما سيساعدنا على معرفة العلاقة بين آلام الظهر والوفاة».

في البداية تتبّع الباحثون النساء قيد الاختبار لمدة سنتين، وكانوا يسألونهن عن نشاطاتهن اليومية باستمرار، وقد أبدت بعض النساء عجزًا عن القيام بأمور عادية جدًا، مثل المشي، وتحضير الطعام، والحركة المتكررة.

بعض النشاطات، مثل المشي لمسافات قصيرة وتحضير الطعام، فسّرت العلاقة بين الموت وآلام الظهر في 50% من الحالات.

بينما مراقبة سرعة المشي، والنهوض المتكرر عن الكرسي فسرت 27% و 24% من الحالات السابقة على الترتيب.

نصف اللواتي خضعن للتجربة تعرّضن للوفاة أثناء الاختبار، و65% من النساء اللواتي يعانين آلام ظهر مزمنة توفين أثناء فترة المراقبة، مقارنة مع نسبة وفاة 54% لدى اللواتي لا يعانين آلام ظهر مزمنة.

احتمال أعلى للوفاة

تشير نتائح الدراسة السابقة إلى احتمال وجود علاقة قوية بين آلام الظهر والوفاة.

ورغم عدم وضوح العلاقة السابقة، يظن الباحثون أن هناك عوامل لها علاقة بآلام الظهر وتسبب الوفاة.

ويقول روسن: «تقلّل آلام الظهر من قدرتنا على القيام بالنشاطات اليومية، ولكن الكبار في السن يتجنبون عادة هذه النشاطات خوفًا من عودة آلام الظهر أو تفاقم الآلام.

وإن تجنبك للنشاطات أو عدم قيامك بها، يسبب زيادة في الوزن، ما يزيد من احتمال الوفاة باكرًا».

تزداد نسبة الأشخاص المسنين بشكل كبير، إذ يقدر اليوم عدد الأشخاص فوق سن 65 عامًا بنحو 8% من مجمل عدد السكان، وسيبلغ هذا العدد 17% بحلول عام 2050!
وفي ضوء هذه الإحصائية، أصبح تحسين الصحة الجسدية للمسنين لزيادة عمرهم هدفًا أساسيًا لمؤسسات الصحة والكثير من الأبحاث.

الهدف من هذه الدراسة هو معرفة ما إذا كان علاج آلام الظهر سيقلل من العجز، وسيحسن نوعية الحياة، وأخيرًا يطيل العمر.

نحتاج الكثير من الدراسات الأخرى لمعرفة الآثار طويلة المدى لآلام الظهر على حياة الإنسان، ولكن تفتح هذه الدراسة الطريق لكثير من الأبحاث الأخرى التي ستضع علاجات، وإستراتيجيات مناسبة للتعامل مع آلام الظهر.


  • ترجمة: عيسى ضومط
  • تدقيق: رزان حميدة
  • تحرير: محمد سفنجة
  • المصدر