يُعتبَر خلل تنسج عنق الرحم أو خلل التنسج العنقي حالةً تمر فيها خلايا عنق الرحم السليمة ببعض التغييرات غير الطبيعية. يشمل عنق الرحم الجزء السفلي من الرحم، والذي يربط الرحم بالمهبل. يتسع هذا الجزء أثناء الولادة للسماح بمرور الجنين. لا تُعتَبر الخلايا غير الطبيعية سرطانيةً في خلل تنسج عنق الرحم ، ولكنها قد تتطور إلى سرطان إذا لم تُكتشف مبكرًا وتُعالج. انخفض معدل الإصابة بخلل التنسج مع استخدام لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). ويُقدر انخفاض أحد أنواع فيروس الورم الحليمي البشري في فئة الشابات في الولايات المتحدة بأكثر من 60%.

وفقًا لـِ(مركز سيدني كيميل الشامل للسرطان – Sidney Kimmel Comprehensive Cancer Center)، في جامعة جونز هوبكنز: تُصاب كل عام في الولايات المتحدة ما بين (250,000 – 1 مليون) امرأة بخلل التنسج العنقي، وغالبًا ما يظهر عند النساء بين سن (25 – 35) عامًا.

ما الذي يسبب خلل تنسج عنق الرحم ؟

يسبب فيروس شائع يُسمى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) خللًا في تنسج عنق الرحم، ينتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي، وتوجد مئات السلالات منه، يُصنف بعضها باعتباره قليل الخطورة مسببًا الثآليل التناسلية. بينما يُعد البعض الآخر منها عالي الخطورة مسببًا تغيرات في الخلايا، متحولةً لخلل تنسج والسرطان.

أسباب خلل تنسج عنق الرحم علاج خلل تنسج عنق الرحم أعراض الورم الحليمي البشري علاج الورم الحليمي البشري المهبل الجهاز التناسلي

وفقًا لما نُشر في (مجلة الجمعية الطبية الأمريكية – Journal of the American Medical Association) (JAMA): تُقدر نسبة النساء الأمريكيات اللاتي ثبتت إصابتهن بفيروس واحد أو أكثر من سلالات فيروس الورم الحليمي البشري بنحو 26.8%.

هل هناك عوامل خطر لحدوث خلل تنسج عنق الرحم ؟

يمكن أن تؤدي العديد من عوامل الخطر لخلل في تنسج عنق الرحم، وترتبط بعضها مباشرةً بمخاطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري مثل:

● وجود مرض يثبط الجهاز المناعي.

● تناول الأدوية المثبطة للمناعة.

● تعدد الشركاء الجنسيين.

● الولادة قبل سن 16.

● ممارسة الجنس قبل سن 18.

● تدخين السجائر.

إذا كنتِ نشطةً جنسيًا، فقد يقلل الواقي الذكري من خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، ولكن يستطيع الفيروس البقاء حيًا على الجلد المحيط بالأعضاء التناسلية التي لا يغطيها الواقي الذكري.

تشخيص خلل تنسج عنق الرحم

لا توجد عادةً أعراض لخلل التنسج العنقي، ولكن قد يحدث في بعض الأحيان نزيف غير طبيعي. في حالة عدم وجود أعراض، تكون التغيرات الخلوية غير مرئية للعين المجردة وعادةً ما تُكتَشف بالفحص الدوري خلال اختبار لطاخة عنق الرحم (لطاخة بابانيكولاو – Pap Test).

تكشف نتائج لطاخة عنق الرحم عن (آفة داخل الظهارة الحرشفية – Squamous Intraepithelial Lesion) – (SIL) في حال وجودها، ما يعني وجود تلف داخل الأنسجة الخلوية أو خلل تنسج فيها.

هناك أصناف مختلفة من (SIL)، يشمل:

● آفات داخل الظهارة الحرشفية منخفضة الدرجة (LSIL).

● آفات داخل الظهارة الحرشفية عالية الدرجة (HSIL).

● احتمال وجود سرطان.

● (خلايا غدية غير نموذجية – Atypical Glandular Cells) – (AGUS).

تُشفى الآفات داخل الظهارة الحرشفية منخفضة الدرجة (LSIL) من تلقاء نفسها في العديد من الحالات. قد يوصي الطبيب بإجراء اختبار لطاخة عنق الرحم للمتابعة بعد عدة أشهر لمراقبة التغيرات الخلوية. إذا شعر الطبيب بالقلق أو كنت تمتلكين تغييرات عالية الدرجة، فقد يُجرى تنظير مهبلي.

التنظير المهبلي: إجراء داخلي يسمح للطبيب بفحص عنق الرحم عن كثب، إذ يوضَع محلول الخل على عنق الرحم ثم يُستخدم ضوء خاص، لإبراز أي خلايا غير طبيعية.

يمكن للطبيب بعد ذلك أخذ خزعة (قطعة صغيرة) من نسيج عنق الرحم، وإرسالها إلى المختبر لإجراء مزيد من الفحوصات. إذا أظهرت الخزعة وجود خلل في التنسج، تُصنف بعد ذلك على أنها (ورم داخل الظهارة العنقية – Cervical Intraepithelial Neoplasia) – (CIN).

توجد ثلاث أصناف من الـCIN:

● عسر تنسج خفيف (1 CIN).

● عسر تنسج معتدل (2 CIN).

● عسر تنسج شديد، أو سرطان لابد (3 CIN).

السرطان اللابد: سرطان لم ينتشر بعد تحت الطبقة السطحية من الأنسجة.

علاج خلل تنسج عنق الرحم

يعتمد علاج خلل تنسج عنق الرحم على شدة الحالة. قد لا يُعالح خلل التنسج الخفيف على الفور؛ إذ يمكن أن يُشفى دون علاج، وقد يتطلب الأمر تكرار لطاخة عنق الرحم كل ثلاثة إلى ستة أشهر.

بالنسبة للنوع (2 CIN) أو (3 CIN)، يمكن أن يشمل العلاج:

● (الجراحة البردية – cryosurgery)، عن طريق تجميد الخلايا الشاذة.

● العلاج بالليزر.

● (الاستئصال بالمخثر الكهربائي – Loop Electrosurgical Excision Procedure) (LEEP)، والذي يزيل الأنسجة المصابة باستخدام الكهرباء.

● خزعة مخروطية، إذ تُزال قطعة مخروطية الشكل من عنق الرحم من موقع الأنسجة الشاذة.

عادةً ما يُكتشف خلل التنسج العنقي عبر اختبارات عنق الرحم الدورية. وعادةً ما تعود الإجراءات العلاجية بالنفع، ولكنه قد يعود إذا لم يقدم أي علاج، وقد يتفاقم خلل التنسج بشكل أكثر حدة، وقد يتحول لسرطان.

هل يمكن الوقاية من خلل التنسج العنقي؟

في حين أن الامتناع عن ممارسة الجنس هو الطريقة الوحيدة القاطعة لمنع حدوث خلل التنسج العنقي، يمكن القيام بعدد من الإجراءات لتقليل خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري وخلل تنسج عنق الرحم:

● استخدام الواقي الذكري أو أي حماية أخرى عند ممارسة الجنس.

● الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري إذا كنتِ ممن تتراوح أعمارهم بين (11 – 26).

● تجنب التدخين.

● عدم ممارسة الجنس حتى عمر 18 على الأقل.

تحدثي مع الطبيب حول نشاطك الجنسي، وحول والخطوات التي يمكنكِ اتخاذها للتقليل من خطر الإصابة بخلل التنسج العنقي.

اقرأ أيضًا:

سرطان عنق الرحم

ما المتوقع عند اجرائك اول اختبار لعنق الرحم ؟

هل يمكن أن يحدث حمل بعد استئصال الرحم؟

ما هو تاثير استئصال الرحم على الحياة الجنسية عند المراة ؟

الحمل العنقودي الأعراض والعلامات والعلاج

ترجمة: بشر معلولي

تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر