الهربس النُطاقي أو Shingles هو عدوى تصيب عصبًا منفردًا وسطح الجلد الذي يُزوده العصب بالإحساس. يسببه فيروس جدري الماء النطاقي (varicella zoster virus)، وهو نفس الفيروس الذي يسبب الحماق – جدري الماء (chickenpox). يمكن لأي شخص تعافى مسبقًا من الحماق أن يُصاب بالهربس النطاقي.

يُقدر وجود نحو مليون حالة للهربس النطاقي كل سنة في الولايات المتحدة الأمريكية، وواحد من كل 3 أشخاص يظهر لديهم الهربس النطاقي خلال فترة حياتهم. من المستحيل أن تحدث الإصابة بالهربس النطاقي إن لم تتعرض سابقًا للحماق أو فيروس جدري الماء النطاقي الذي يسببه.

فحين تتعرض له، يبقى الفيروس كامنًا لسنوات. لا يعاني معظم البالغين الذين يحملون الفيروس الكامن من تفشٍ للمرض أو أي مشاكل أخرى. بالرغم من ذلك، قد يتكرر ظهوره ويعاود نشاطه مرات عدة عند بعض الأشخاص.

يُعتبر الهربس النطاقي أشيع في المرضى الذين تعدوا سن 50 عامًا. مع ذلك فقد يعود الفيروس ليظهر في المرضى من جميع الأعمار الذين سبق لهم وأصيبوا بالحماق.

حقائق سريعة حول الهربس النطاقي

إليك بعض النقاط حول الهربس النطاقي؛ لتفاصيل أدق ومعلومات أكثر تجدها في هذا المقال.

  •  يصاب في الولايات المتحدة كل عام ما يقدر بمليون حالة هربس نطاقي.
  •  حوالي شخص من 3 أشخاص يصاب بالهربس النطاقي خلال فترة حياتهم.
  •  الهربس النطاقي هو عدوى تصيب العصب المزوّد بالإحساس لمنطقة الجلد وتسبب الألم ويصحبها طفح جلدي موضعي.

الأعراض

تشمل أعراض الهربس النطاقي الألم، وحساسية الجلد، وطفحًا جلديًا، تظهر عادة في جهة واحدة من الجسم

تشمل أعراض الهربس النطاقي الألم، وحساسية الجلد، وطفحًا جلديًا، تظهر عادة في جهة واحدة من الجسم

الألم هو أشيع أعراض الهربس النطاقي. يمكن أن يكون ألمًا مستمرًا طفيفًا أو حارقًا أو يشبه العض أو ألمًا حادًا يشبه الطعنة يأتي ويذهب.

قد يصحبه طفح جلدي مع بثور، يظهر عادةً على شكل شريط (band) متمايز أو أكثر، تدعى قسيمات جلدية (dermatomes). كما يمكن أن تظهر على الوجه بشكل شريط، أو تتقسم أرباعًا على الوجه.

توازي هذه القسيمات عصبًا حسيًا واحدًا. وهذا هو السبب في كون العدوى تصيب آفات جلدية منعزلة، بدلًا من طفح جلدي ينتشر في كامل الجسم، كما تسبب ألمًا عصبيًا.

في العادة يتخذ الهربس النطاقي الشكل التالي:

  •  ألم حاد يسبب الخدر والتنميل والحكة في جزء محدد من الجلد في جهة واحدة من الجسم.
  •  يظهر طفح جلدي بين اليوم الأول والخامس من بدء الألم.
  •  تظهر بقع حمراء تتحول بعدها إلى بثور مثيرة للحكة ومليئة بسائل.
  •  يبدو الطفح أشبه بالحماق لكنه فقط في شريط الجلد الذي يغذيه العصب المصاب.
  •  قد يشمل الطفح الوجه، العينين، الفم، وكذلك الأذنين في بعض الحالات.
  •  تندمج البثور في بعض الأحيان مشكلة شريطًا صلبًا وأحمر اللون يشبه حرقًا شديدًا.
  •  في الحالات النادرة (عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة) قد يصبح الطفح أوسع ويشبه طفح الحماق.
  •  في حال أصاب الهربس النطاقي العين، يسمى حينها بالهربس النطاقي البصري optical shingles. يغزو الفيروس العصب البصري ويسبب التهاب عين مؤلمًا وفقدانًا للبصر إما مؤقتًا أو دائمًا.
  •  قد تظهر بثور جديدة لمدة تصل إلى أسبوع.
  •  قد تلتهب الأنسجة الرخوة تحت الطفح وحوله.
  •  تجف البثور مع الوقت وتشكل جلبة (قشور تشبه الجرب) (scabs) أو أكالًا (قشور صلبة) (crusts) خلال 7 إلى 10 أيام. في هذه المرحلة لا يعود الطفح معديًا.
  •  قد تظهر ندوب طفيفة حيث كانت البثور.
  •  تستمر فترة الهربس النطاقي من أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

في بعض الحالات يظهر الطفح دون ألم، وفي البعض لا يتجلى الطفح بالرغم من وجود ألم شريطي.

أعراض أخرى:

  •  حمى.
  •  صداع.
  •  فتور.
  •  غثيان.
  •  ألم في العضلات وضعف فيها.
  •  قشعريرة برد.
  •  اضطراب في المعدة.
  •  صعوبة في التبول.
  •  إعياء.
  •  ألم في المفاصل.
  •  تورم في الغدد (العقد الليمفاوية).

من النادر أن يؤدي الهربس النطاقي إلى ذات الرئة، أو التهاب الدماغ encephalitis، أو الموت. يحدث هذا عادة في المرضى ذوي المناعة الضعيفة.

في حال أصاب الطفح الوجه، قد تشمل الأعراض ما يلي:

  •  صعوبة في تحريك بعض عضلات الوجه.
  •  تدلي الجفون.
  •  فقدان السمع.
  •  شلل حركة العين.
  •  مشاكل في الطعم.
  •  مشاكل في الرؤية.

لا يعاني معظم الناس من أي مضاعفات للهربس النطاقي، لكن هناك احتمالية حدوث الآثار طويلة الأجل هذه:

  •  ألم عصبي تالٍ للهربس postherpetic neuralgia، يصيب من 10-20% من المرضى المصابين بالهربس النطاقي.
  •  اعتلال الأعصاب الحركية الطرفية ويحدث في 5-10% من الحالات.
  •  التهاب جلدي.
  •  التهاب الدماغ encephalitis.
  •  التهاب النخاع المستعرض transverse .myelitis
  •  بقع بيضاء نتيجة لفقدان الصبغة في منطقة الطفح.
  •  متلازمة رامزي هانت Ramsay Hunt syndrome.
  •  مشاكل في العين.
  •  ضعف.

انتقال المرض

لا يمكن أن ينتقل الهربس النطاقي من شخص إلى آخر، إلا أنه يمكن لفيروس جدري الماء النطاقي الانتقال من شخص مصاب بالهربس النطاقي في حالته النشطة إلى شخص آخر لم يسبق له الإصابة بالحماق. وفي هذه الحالات سيُصاب الشخص بالحماق، لا بالهربس النطاقي.

لا ينتقل الهربس النطاقي عبر السعال أو العطس، بل عبر الاحتكاك المباشر بالسوائل الآتية من البثور، ولا يكون المرض معديًا قبل ظهور البثور وبعد تشكل الأكال crusts.

الهربس النطاقي أقل قدرة على العدوى من الحماق. وينخفض خطر عدوى الفيروس إن شفي الطفح.

علاج الهربس النطاقي

لا يوجد سبيل حاليًا للقضاء على فيروس الهربس النطاقي من الجسم.

إلا أن هناك طرائق للتخفيف من الأعراض:

  •  حافظ على الطفح جافًا ونظيفًا لتقليل خطر العدوى.
  •  ارتدِ ملابس واسعة ومريحة.
  •  تجنب وضع الكريمات (المراهم) المضادة للبكتيريا أو الضمادات المرطبة، إذ تبطئ عملية الشفاء.
  •  في حال وجبت تغطية الطفح، استخدم ضمادات غير رطبة للحيلولة دون تفاقم وضع الجلد.
  •  تساعد مضادات الهيستامين أحيانًا في وقف الحكة أثناء الليل.

قد يصف الطبيب أدوية مهدئات للألم.

في بعض الحالات، قد يوصف مضاد للفيروسات لوقف تكاثر الفيروس، ولتقليل شدة المرض وفترته.

اللقاح

يدرأ اللقاح كلا المرضين الحماق والهربس النطاقي.

 لقاح الحماق:

أمسى التحصين ضد فيروس جدري الماء النطاقي موصىً به في الولايات المتحدة الأمريكية ومن ضمن اللقاحات الروتينية فيها. هو لقاح على جرعتين، يعطى مرة بين عمر 12 و15 شهرًا ثم مرة أخرى بين عمر 4 و 6 سنوات.

 لقاح الهربس النطاقي:

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية لقاح زوستافاكس Zostavax vaccine للأشخاص الذين يبلغون 60 سنة وما فوق. هذه المجموعة العمرية هي الأكثر عرضة للإصابة بالهربس النطاقي ومضاعفاته.

ولأن التحصين بدأ في مرحلة الطفولة، فإن حالات الهربس النطاقي انخفضت بشكل ملحوظ.

يجب على بعض الأشخاص عدم أخذ اللقاح، أو يتعين عليهم مناقشة ذلك مع الطبيب، ومنهم:

  •  شخص سبق له التعرض لحساسية شديدة بسبب الجيلاتين، أو المضاد الحيوي النيومايسين، أو أي مكون آخر للقاح الهربس النطاقي.
  •  شخص له جهاز مناعة ضعيف.
  •  امرأة مهيئة للحمل أو حامل بالفعل.

الأسباب

الهربس النطاقي الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج فيروس جدري الماء الحماق البثور آفات جلدية طفح جلدي حساسية الجلد العصب الحساس

يسبب الهربس النطاقي نفس الفيروس المسؤول عن الحماق ؛ فبعد التعافي من الحماق ، يبقى الفيروس في الجسم، ويظل كامنًا في الجهاز العصبي المركزي.

ينتمي فيروس جدري الماء النطاقي إلى مجموعة الفيروسات المسماة بفيروسات الهربس؛ ولهذا سُمي المرض herpes zoster.

باستطاعة جميع فيروسات الهربس الاختفاء في الجهاز العصبي، حيث تبقى هناك إلى أجل غير مسمى. وتحت الظروف المناسبة، يعاود الفيروس نشاطه، أو يستيقظ من سباته، وينتقل مرتحلًا إلى الألياف العصبية مسببًا عدوى جديدة ونشطة.

في معظم الحالات، لا يتجلى سبب بدء الفيروس بالتضاعف مسببًا الهربس النطاقي.

أحد الاقتراحات تشير أن الهربس النطاقي يحدث حين يضعف شيء ما الجهاز المناعي، فيُحفز ذلك الفيروس ليعاود نشاطه.

تشمل المحفزات المحتملة لظهور الهربس النطاقي:

  •  كبر السن.
  •  بعض الأمراض، تتضمن سرطانات محددة والإيدز.
  •  علاجات السرطان، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، كونها تضعف مقاومة الإنسان للمرض.
  •  التوتر أو الصدمات.
  •  بعض الأدوية، خاصة أدوية كبح المناعة، والتي يستعملها المرضى بعد عملية نقل أعضاء.
  •  الأطفال الذين أصيبوا بالحماق في عمر الرضاعة أو من كانت أمهاتهم مريضات بالحماق أثناء المرحلة الأخيرة من الحمل.

مآل وآفاق المرض

يختفي الهربس النطاقي خلال أسبوعين إلى أربعة، ويتعافى تمامًا معظم الأشخاص الذين يتمتعون بالصحة والشباب.

يحتاج حوالي 1-4% من الأشخاص المصابين بالهربس النطاقي المكوث في المستشفى لعلاج المضاعفات، 30% منهم ذوو مناعة ضعيفة.

يقدر أن هناك 96 حالة وفاة كل عام مرتبطة بشكل مباشر بفيروس جدري الماء النطاقي؛ يحدث معظمها في كبار السن البالغين وأولئك الذين يملكون جهاز مناعة ضعيفًا.

اقرأ أيضًا:

الفيروسات المرتبطة بالجدري ما زالت تشكل خطرًا على البشر

الجدري عند الراشدين والمراهقين

جدري الماء من الالف الى الياء

التهاب الجلد التماسي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

البقع الداكنة على الجلد: الأسباب وكيفية علاجها

ترجمة: لُبيد الأغبري

تدقيق: علي قاسم

المصدر