يتمدد الكون بمعدل سريع للغاية، وبالرغم من ذلك لا تعطي الطريقتان المستخدمتان في تحديد معدل التمدد نفس الأرقام، ما سبب العديد من المشكلات للكثير من علماء الفلك عبر السنين. ولحل تلك المعضلة، بحث علماء الفلك عن طرق بديلة لتحديد معدل التمدد، وتستخدم الآن طريقة جديدة لتحديد معدل التمدد من خلال استخدام مجموعة من المواد التي نتجت عن اصطدام أول نجم نيوتروني يدعى (GW170817).

أما عن اصطدام نجم نيوتروني بآخر، فإنهما ينتجان كمًّا كبير من الطاقة في شكل موجات جاذبية، والتي رُصدت عن طريق ثلاثة مراصد – اثنان من (LIGO) وواحد من (Virgo) – وحدث ذلك في أغسطس عام 2017.

وكانت هذه أول مرة يرصد فيها الحدث وترصد فيها إشارات موجات جاذبية عن طريق المراصد الثلاثة جميعهم، ما سمح لعلماء الفلك حينها من جعل المصدر مثلث الشكل خلال مساحة صغيرة في السماء، متبوعة بواسطة التلسكوبات العادية.

عن طريق الدمج بين المعلومات المأخوذة من موجات الجاذبية والبيانات التي حصلنا عليها من خلال التلسكوبات الراديوية، كنا قادرين على تحديد قياس معدل التمدد في الكون.

وجد فريق من الباحثين قيمة مقدارها 70.3 كيلومترًا في الثانية لكل ميغابارسك، ومع ذلك، كان عدم اليقين كبيرًا ليشمل كلا القيمتين في مركز التوتر الحالي، وفقا لما ذكر بالجريدة العلمية (Nature Astronomy).

فما الفائدة من ذلك؟

تملك تلك الطريقة إمكانيات مستقلة عن تلك الموجودة في النماذج الحالية، ما يعني أنها لا تتأثر بالافتراضات التي تدخل في تفسيرنا للكون، كما أنها جيدة أيضًا لاستنادها إلى حدث واحد.

يُقدر الباحثون أنه بحوالي 15 حدثًا مشابهًا لـ GW170817 مع بيانات راديوية من الممكن أن تتضمن حلًا مقترحًا للتوتر في حالة التمدد.

فقد حصل الفريق البحثي على طاقة قدرها ما بين 50 و100 جيجاوات دون أي ملاحظات تابعة لها، والتي من الممكن أن تسبب تشتتًا ما، ويعتبر ذلك أمرًا واعدًا، إذ وجد كلٌ من (LIGO) و(Virgo) أحداثًا كثيرة منذ إعادة تشغيلهما في أبريل، ومن حينها، استطاعا رصد اصطدام آخر لنجم نيوتروني ثانٍ.

ولكن لسوء الحظ، لم يكن هناك سوى مرصدين فقط متصلين في ذلك الوقت بالتحديد، ولذلك لم يتمكنا من تحديد الحدث بدقة. على الرغم من ذلك، يبدو أنه من المحتمل تواجد الكثير من الأحداث والتصادمات في المستقبل، والتي من الممكن رصدها مستقبلًا بشكل أفضل.

اقرأ أيضًا:

تصادُم مع نجم نيوتروني قريب من الأرض قد يتسبب في كارثة للكوكب

لأول مرة: أمواج الجاذبية تمكننا من رصد اصطدام النجوم النيترونية

ترجمة: عمر ونيس

تدقيق: عبدالرحمن بن خليفة

المصدر