التهاب المثانة الخلالي هو مرض غير مفهوم بشكل جيد، يسبب على المدى الطويل آلامًا حوضية ومشاكل في التبول. يُعرف هذا المرض أيضًا باسم متلازمة المثانة المؤلمة أو متلازمة ألم المثانة. تؤثر هذه المشكلة على الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر بالدرجة الأولى، وهي أكثر شيوعًا عند النساء.

يمكن أن يكون لها تأثير كبير على نمط حياتك وعملك وصحتك العاطفية وعلاقاتك، ولكن يمكن تجربة عدد من العلاجات المختلفة للمساعدة في تخفيف الأعراض.

أعراض التهاب المثانة الخلالي

الأعراض الرئيسية لالتهاب المثانة الخلالي هي:

  •  ألم حوضي شديد (أسفل السرة).
  • رغبة قوية ومفاجئة بالتبول.
  •  الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد في كثير من الأحيان.
  •  الاستيقاظ عدة مرات خلال الليل للذهاب إلى المرحاض.
  •  قد يكون الألم أسوأ عندما تكون المثانة ممتلئة، ويمكن أن يخف مؤقتًا عند التبول.
  •  يمكن أن يكون الألم أسوأ خلال فترات أو بعد تناول أطعمة أو مشروبات معينة.

غالبًا ما تأتي الأعراض وتذهب على مراحل. قد يكون لديك حلقات تدوم لأيام أو أسابيع أو أشهر حيث تتحسن الأعراض، تليها أوقات تشعر فيها بالألم وتكون أسوأ.

متى يتوجب عليك رؤية الطبيب؟

يجب أن ترى الطبيب إذا كنت تعاني من آلام مستمرة في الحوض أو إذا لاحظت حدوث تغيير في عادات التبول.

يمكن أن يكون لهذه الأعراض عدد من الأسباب، لذلك من الجيد الحصول على تشخيص مناسب.

يمكن أن يحيلك طبيبك إلى أخصائي مستشفى مثل أخصائي أمراض المسالك البولية، وهو الأخصائي في الأمراض التي تؤثر على الجهاز البولي، لإجراء مزيد من الاختبارات، مثل تنظير المثانة، وتنظير المثانة هو إجراء لفحص داخل المثانة.

ما الذي يسبب التهاب المثانة الخلالي ؟

السبب الدقيق لالتهاب المثانة الخلالي غير واضح. على عكس الأنواع الأخرى من التهاب المثانة، ليس هناك التهاب واضح في المثانة ولا تساعد المضادات الحيوية على الشفاء منه.

تكون المثانة ملتهبة أو متقرحة أو بها ندوب أو قاسية عند بعض الأشخاص المصابين بالتهاب المثانة الخلالي.

هناك العديد من النظريات حول السبب المحتمل لهذه الحالة، تشمل:

  •  الأضرار التي لحقت ببطانة المثانة، والتي قد تعني أن البول يمكنه أن يسبب حدوث تهيج في المثانة والعضلات والأعصاب المحيطة.
  •  مشكلة في عضلات قاع الحوض المستخدمة للتحكم على التبول.
  •  مهاجمة الجهاز المناعي المثانة بطريق الخطأ.
  •  رد فعل تحسسي.

يمكن أن يكون أيضًا التهاب المثانة الخلالي هو أحد الأعراض لمشكلة أكثر انتشارًا، لأنه يرتبط بأمراض مثل الألم العضلي الليفي Fibromyalgia، ومتلازمة التعب المزمن Chronic Fatigue Syndrome، ومتلازمة القولون العصبي IBS ومرض الذئبة الحمامية.

الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في التهاب المثانة الخلالي:

يوصى عادةً بالقيام بتغييرات في نمط الحياة أولًا.

تشمل الأشياء التي قد تساعد في تحسين الأعراض:

  •  الحد من التوتر
  •  القيام بأي شيء يساعدك على الاسترخاء، مثل التمرينات الرياضية أو الحمامات الدافئة المنتظمة، يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض، وتشير الدلائل الحديثة إلى أن الوسائل المستندة إلى اليقظة، مثل التأمل، يمكن أن تكون ذات فائدة.
  •  تجنب بعض الأطعمة أو المشروبات (مثل الطماطم والكحول) إذا لاحظت أنها تزيد الأعراض سوءًا – لكن لا تُجرِ تغييرات كبيرة على نظامك الغذائي دون استشارة الطبيب أولًا.
  •  التوقف عن التدخين – المواد الكيميائية التي تستنشقها أثناء التدخين قد تهيج المثانة.
  •  التحكم في مقدار ما تشربه.
  •  حاول تقليل الكمية التي تشربها قبل الذهاب إلى السرير.
  •  أخذ فواصل منتظمة للذهاب إلى المرحاض.
  •  أخذ فواصل مرحاض منتظمة مخططة قد يساعد في إيقاف امتلاء المثانة.

قد تجد أيضًا أنه من المفيد الاتصال بمجموعة دعم، مثل جمعية التهاب المثانة الخلالي أو جمعية صحة المثانة البريطانية Bladder Health UK للحصول على معلومات ونصائح حول التعايش مع هذه المشكلة.

علاج التهاب المثانة الخلالي

لسوء الحظ، لا يوجد حاليًا علاج لهذه الحالة، وقد يكون من الصعب علاجها، على الرغم من أنه يمكن تجربة عدد من العلاجات، لكن لا يوجد علاج واحد يصلح للجميع، وهناك خلاف حول مدى فاعلية البعض منها.

قد تحتاج إلى تجربة العديد من العلاجات لإيجاد علاج مناسب لك. يمكن استخدام الأدوية والعلاجات الأخرى إذا لم تساعد التغييرات في نمط الحياة، وقد تكون الجراحة ضرورية كملاذ أخير.

العلاجات الدوائية

يمكن استخدام أقراص أو كبسولات لعلاج الأشخاص المصابين بالتهاب المثانة الخلالي.

تشمل هذه الأدوية:

  •  مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية – مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين.
  •  مضادات الهيستامين التي لا تحتاج إلى وصفة طبية – مثل لوراتادين وسيتريزين.
  •  مسكنات الألم القوية والمتوفرة بوصفة طبية – مثل أميتريبتيلين، والغابابنتين والبريغابالين.
  •  أدوية تولتيرودين، سوليفيناسين أو ميرابيغرون – تساعد على استرخاء عضلات المثانة.
  •  قد يساعد السيميتيدين – دواء يحتاج لوصفة طبية – عن طريق منع تأثير مادة تسمى الهيستامين على الخلايا في المثانة.
  •  يمكن أن يساعد عديد السلفونات البنتوزان Elmiron أيضًا على ترميم بطانة المثانة.
  •  يمكن أيضًا ضخ بعض الأدوية إلى المثانة مباشرةً باستخدام أنبوب رفيع يسمى القثطرة. هذه الطريقة معروفة باسم الأدوية داخل المثانة أو تقطير المثانة.

من الأمثلة على الأدوية التي تحقن داخل المثانة الليغنوكاين، وهو مخدر موضعي يخدر المثانة، وحمض الهيالورونيك أو كبريتات كوندرويتين، وهي أدوية قد تساعد في تجديد بطانة المثانة.

العلاجات الداعمة

يجد بعض الأشخاص أيضًا بعض العلاجات الداعمة مفيدة، ومنها:

  •  العلاج الطبيعي – قد يساعد تدليك عضلات قاع الحوض على تقليل الضغط على المثانة.
  • إعادة تدريب المثانة – إذ تتعلم تدريجيًا أن تكون قادرًا على تحمل المزيد من البول في المثانة قبل الذهاب إلى المرحاض.
  •  العلاج النفسي – لمساعدتك على التعامل مع الأعراض وتأثيرها على حياتك.
  •  تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد Transcutaneous electrical nerve stimulation (TENS) – وفي هذه الطريقة يُستخدم جهاز صغير يعمل بالبطارية لتخفيف الألم عن طريق إرسال نبضات كهربائية إلى جسمك.
  •  الجراحة والإجراءات الأخرى.

قد يوصى بالجراحة والإجراءات الأخرى إذا كانت لديك مناطق (آفات) غير طبيعية واضحة في المثانة أو عندما لا تنجح العلاجات الأخرى.

تشمل الإجراءات التي يمكن تنفيذها ما يلي:

  •  الكيّ Cauterisation – وفيه يتم كيّ القرحة داخل المثانة باستخدام تيار كهربائي أو ليزر.
  •  نفخ المثانة Bladder distension – وفيه يتم تمديد المثانة بالسوائل، التي يمكن أن تساعد في التشخيص وقد تخفف من الأعراض مؤقتًا.
  •  حقن الذيفان الوشيقي – إذ تُحقن مادة تسمى الذيفان الوشيقي (مثل البوتوكس) مباشرة في المثانة لتخفيف الأعراض بشكل مؤقت.
  •  التحوير العصبي Neuromodulation – إذ توضع في جسمك غرسات تحفز الأعصاب بالكهرباء لتخفيف الألم وتقليل الرغبة المفاجئة بالتبول.
  •  التكبير Augmentation – جعل المثانة أكبر باستخدام جزء من الأمعاء الدقيقة؛ يشمل هذا أيضًا إزالة أي مناطق أخرى ملتهبة في المثانة.
  •  في حالات نادرة جدًا، قد يكون من الضروري إزالة المثانة تمامًا (استئصال كامل المثانة). إذا تم ذلك، فسيحتاج جراحك إلى خلق طريقة بديلة للتبول.

عادةً ما يكون ذلك من خلال شق ثقب صغير في بطنك يسمى الفغرة Stoma، ولكن قد يتضمن ذلك تصنيع مثانة جديدة باستخدام جزء من الأمعاء الدقيقة (إعادة بناء المثانة).

اقرأ أيضًا:

سرطان المثانة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

حصيّات المثانة.. أسبابها، تشخيصها، علاجها

الورم الحبلي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

تدقيق: سلمى توفيق

مراجعة: اسماعيل اليازجي

المصدر