تمكنت شركة جديدة مدعومة من قبل بيل غيتس من الاستفادة بأكبر قدر من الطاقة أكثر من أي وقت مضى عن طريق الألواح الشمسية ذات المرايا؛ لتوليد حرارة كافية من أجل زيادة إنتاج الإسمنت والزجاج والمواد المعدنية التي كانت تعتمد عادةً على الوقود الأحفوري لإنتاجها.

تماشيًا مع التقدم التكنولوجي، أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي توليد هذه الحرارة بكفاءة عالية عن طريق حواسيب تتحكم بموضع المرايا؛ بكيفية تستقبل بها أكبر قدر ممكن من الحرارة المركزة.

صرحت شركة تُدعى هليوغن أنه بإمكان الأشعة المركزة على المرايا إنشاء فرن حراري تصل درجة حرارته إلى 1000 درجة مئوية، وهذا ما لم يحدث من قبل بالطرق التجارية. هذا يعني أن الطاقة الشمسية سوف تحل محل الوقود الأحفوري، ليس من أجل توليد الكهرباء فقط؛ إنما لمجموعة من الأعمال الصناعية أيضًا.

قال بيل غروس مؤسس شركة هليوغن والمدير التنفيذي فيها: «لدى العالم نافذة صغيرة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، وقد قطعنا شوطًا كبيرًا في توليد طاقة كهربائية نظيفة. لكن لا تمثل هذه الطاقة سوى أقل من ربع الطلب العالمي».

حققت شركة هليوغن قفزةً نوعيةً في مجال التكنولوجيا؛ فهي تعالج الـ75% المتبقية من الطلب العالمي على الطاقة، مثل استخدام الوقود الأحفوري في العمليات الصناعية ووسائط النقل بتكاليف منخفضة وحرارة عالية جدًا، وهذه فرصتنا الوحيدة لحل مشكلة التغيّر المناخي.

ألواح شمسية جديدة يمكنها توليد حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية من ضوء الشمس توليد حرارة كافية من أجل زيادة إنتاج الإسمنت والزجاج

إن إنتاج الطاقة عبر الألواح الشمسيّة المركزة ليست فكرةً جديدةً، لكن استطاعت شركة هليوغن أن تحقق ضعف درجة الحرارة التي وصلت إليها في السابق، ما يفتح مجموعةً من الآفاق الجديدة.

نحن نتحدث هنا حول الرؤية الحاسوبيّة (أحد مجالات علم الحاسوب)، وتتضمن استخدام أجهزة تصوير عالية الدقة لتحديد موضع كل مرآة، مدعومةً بخوارزميات معقدة لتحسين زاوية ميل كل منها.

من ناحية أخرى، فإن شركة هليوغن واثقة من قدرتها على توليد حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية عبر أنظمتها الخاصة، وهذا كافٍ لتوليد طاقة خالية من الوقود الأحفوري بنسبة 100%، مثل الهيدروجين والغاز الصناعي عبر عمليات تحليل غاز ثنائي أكسيد الكربون والماء.

لطالما تحدثنا عن الهيدروجين كطاقة نظيفة وصديقة للبيئة لتلبّي احتياجات وسائط النقل لدينا، في حين يمكننا استخدام الغاز الصناعي للتدفئة أو تحويله إلى وقود حيوي.

لكن المشكلة فيهما هي القدرة على إنتاجهما صناعيًا وبتكاليف منخفضة؛ لأن عمليات توليد الحرارة باستخدام الوقود الأحفوري مسؤولة عن انتشار حوالي 10% من انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون العالمية، تعدنا شركة هليوغن بوضع نظام يحد من انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون الذي تسببنا بانتشاره في الغلاف الجوي.

كل هذا يعني أننا بحاجة إلى مزيد من الاستثمار بالإضافة إلى إيجاد حلول لمشاكل تخزين الطاقة في الأيام التي لا تشرق الشمس فيها (ليست كل الشركات التي تعمل في صحراء كاليفورنيا مثل شركة هليوغن).

مع ذلك لسنا قادرين على الاستغناء الكامل عن الوقود الأحفوري على المدى القصير، لكن ربما اقتربنا من ذلك عبر تقنيات شركة هليوغن.

يقول بيل غيتس الرئيس السابق لشركة مايكروسوفت وهو أحد الداعمين الأوائل في مجال الطاقة الشمسية: «إن قدرة شركة هليوغن في الوصول إلى درجات الحرارة العالية المطلوبة في تطوّر مستمر، وهي تسعى للاستغناء عن الوقود الأحفوري يومًا ما».

لدينا الكثير من الابتكارات لنقوم بها إذا استطعنا التخلص الكامل من انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون

اقرأ أيضًا:

خلية شمسية هجينة بإمكانها انتاج الكهرباء من قطرات المطر

بعض الصخور هي ألواح شمسية طبيعية تحول الضوء إلى كهرباء

شركة تيسلا: سنغطي الأسطح بألواح شمسية مضمونة مدى الحياة

ترجمة: بلال الابراهيم

تدقيق: محمد وائل القسنطيني

المصدر