هل يمكن لكوكب ضئيل ذي جاذبية ضعيفة أن يؤوي حياة؟ ذكر فريق من العلماء في جامعة هارفارد أنهم استطاعوا إيجاد أصغر كتلة ممكنة لكوكب والتي إذا نقصت عن تلك القيمة سيتسبب نقص قوة الجاذبية في فقدان الغلاف الجوي والمياه السائلة. وجد فريق العلماء أن الكواكب الصغيرة المتمتعة بتلك الخصائص المهيأة للحياة قد تبلغ كتلتها 2.7% من كتلة كوكب الأرض، وهو ما يزيد قليلًا عن ضعفي كتلة القمر وبالكاد يساوي نصف كتلة كوكب عطارد.

إذا افترضنا كوكبًا يقع خارج حدود المجموعة النجمية -أي في النطاق الصالح للحياة لأحد النجوم- في المسافة المناسبة ليكون قادرًا على الاحتفاظ بالمياه في صورتها السائلة، فإذا كان قريبًا جدًا سيستقبل كميات كبيرة من الإشعاع من النجم، وإذا كان بعيدًا سيصبح باردًا فلا يمكن وجود المياه في صورتها السائلة.

ذكر عالم الفلك قنسطنطين أرنشيدت، الكاتب الرئيسي للورقة البحثية الخاصة بالموضوع المذكور والتي نُشرت في المجلة الفيزيائية الفلكية: «عندما يفكر الناس بخصوص الحد الداخلي والخارجي للمنطقة الصالحة للحياة، يفكرون فيها من ناحية المسافة فقط، أي مدى قرب الكوكب من النجم، ولكن في الواقع هناك عدد من المتغيرات الأخرى بخصوص القابلية للحياة، من بينها كتلة الكوكب».

علماء هارفارد يرجحون أن الكواكب الصغيرة جدًا قد تدعم وجود حياة - ما هي الكواكب التي يمكن أن تدعم وجود حياة عليها خارج المجموعة الشمسية

وجد العلماء في حال كانت الكواكب الخارجية كبيرة بما يكفي، فإن هناك ما يكفي من تأثير الاحتباس الحراري للمحافظة على درجة حرارة الكوكب المناسبة بصرف النظر عن موقعه في المنطقة الصالحة للحياة.

يرجع ذلك إلى أن الغلاف الجوي لتلك الكواكب الصغيرة نسبيًا قد يتمدد للخارج بفضل الجاذبية المنخفضة، والذي يساهم بدوره في امتصاص الكوكب للمزيد من الإشعاع المنبعث من النجم، وبالتالي استقرار درجة الحرارة على سطح الكوكب.

المثير للإنتباه، أن البحث قد يستبعد العوالم الجليدية بالغة الصغر في مدار كوكب المشتري إذ أنها صغيرة جدًا، فقد أثارت تلك الأقمار الجليدية اهتمام العلماء بشأن احتمالية وجود حياة بفضل المحيطات العملاقة الموجودة تحت سطحها.

ولكن البحث اقترح أنه ربما يوجد الكثير من الأماكن الأخرى التي لم نكتشفها بعد، وقد تمتلك الحجم المناسب.

اقرأ أيضًا:

دراسة تشير إلى احتمال وجود كواكب مناسبة للحياة أكثر من الأرض

هل تذكرون كواكب Trappist الشبيهة بنظامنا الشمسي؟ تفاجأ العلماء بأنها أقرب لاستضافة الحياة مما كانوا يعتقدون

ترجمة: شريف فضل

تدقيق: مينا خلف

المصدر