ما فجوة الإنتاج؟

فجوة الإنتاج Output Gap هي الفرق بين الناتج الفعلي وبين الحد الأقصى للناتج المحتمل لاقتصاد ما، ويُعبَّر عنه بنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي GDP، وقد تكون إيجابيةً أو سلبية.

تعني الفجوة السلبية إن الناتج الاقتصادي الفعلي أقل من القدرة الإنتاجية الكاملة، أما الفجوة الإيجابية فتعني أن الإنتاج يفوق التوقعات، أي إن الإنتاج الحالي يفوق الحد الأقصى للقدرة الإنتاجية المعترف بها.

نقاط رئيسية:

  •  فجوة الإنتاج هي الفرق بين الناتج الفعلي للاقتصاد وبين الاحتمالية القصوى للإنتاج الاقتصادي، ويُعبر عنه بنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.
  •  تمثل فجوة الإنتاج الفارق بين الناتج المحلي الإجمالي الحالي (الفعلي) والإنتاج الأقصى (المحتمَل أو المتوقع).
  •  فجوة الإنتاج ليست مؤشرًا كافيًا لقياس كفاءة الاقتصاد.

فجوة الإنتاج - الفرق بين الناتج الفعلي وبين الحد الأقصى للناتج المحتمل لاقتصاد ما - Output Gap - نسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي GDP

حساب فجوة الإنتاج

تُحسَب فجوة الإنتاج بالمقارنة بين الناتج المحلي الإجمالي الفعلي والناتج المحلي الإجمالي المحتمل (أقصى كفاءة إنتاجية)، ويصعب حسابه لأنه يصعب تقدير المستوى الأمثل لكفاءة التشغيل الاقتصادي، ويختلف الاقتصاديون حول أفضل طريقة لحساب الناتج المحلي الإجمالي المحتمل، لكن يتفق أكثرهم على أن التوظيف الأقصى يعد مكونًا رئيسيًّا في الوصول إلى الإنتاج الأقصى.

أحد الأساليب المستخدمة لتوقع الناتج المحلي الإجمالي المحتمل هو بتفعيل خط اتجاه trend lineباستخدام إجمالي الناتج المحلي الفعلي للعقود السابقة، أو لوقت كاف للحد من تأثير النقص والزيادة، وبهذا يمكن تقدير الناتج المحلي الإجمالي المتوقع في الوقت الحالي أو في المستقبل القريب.

ويمكن حساب الفجوة الإنتاجية بعملية حسابية بسيطة، بطرح الناتج المحلي الإجمالي المحتمل من الناتج المحلي الإجمالي الفعلي، ثم قسمة الناتج على الناتج المحلي الإجمالي المحتمل.

الناتج الفعلي الإيجابي والسلبي

قد تُستخدَم فجوة الإنتاج الإيجابية أو السلبية مؤشرًا لقياس كفاءة الاقتصاد، لكنه في الحقيقة ليس مؤشرًا كافيًا.

تشير الفجوة الإيجابية في الناتج إلى ارتفاع الطلب على السلع والخدمات، ما يعد ظاهرةً مفيدة للاقتصاد. لكن الارتفاع المفرط للطلب قد يجعل الشركات والموظفين يتجاوزون الحد الأقصى لمستوى كفاءتهم تلبيةً لمستوى الطلب المرتفع. غالبًا تحفز الفجوة الإيجابية التضخم، لأن تكاليف العمالة وأسعار السلع تزداد استجابةً للطلب المتزايد.

أما الفجوة السلبية في الإنتاج فتشير إلى نقص الطلب على السلع والخدمات، ما قد يؤدي إلى عمل الشركات والموظفين بكفاءة أقل من المستويات القصوى. أيضًا تمثل الفجوة السلبية علامةً على ركود الاقتصاد، إذ تدل على معدل نمو منخفض لإجمالي الناتج المحلي، وركود محتمل قد يؤدي إلى انخفاض الأجور وأسعار السلع بسبب انخفاض الطلب الاقتصادي الإجمالي.

مثال من الواقع

بلغ إجمالي الناتج الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية 20.66 تريليون دولار في الربع الثالث من عام 2018، في حين بلغ إجمالي الناتج المحلي المُتوقَّع في الفترة ذاتها 20.28 تريليون دولار، ما يعني وجود فجوة إيجابية في الإنتاج تقارب 1.8%.

هذه النسبة مجرد تقدير للناتج المحلي، وقد يكون لمحللين آخرين تقديرات مختلفة، لكن يتفق أكثر المحللين على أن الولايات المتحدة كان لديها فجوةً إيجابية سنة 2018.

نتيجةً لذلك يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة باستمرار منذ 2016، إذ ارتفعت من 1% إلى 2.5% في نهاية 2018، وذلك استجابةً للفجوة الإنتاجية الإيجابية.

اقرأ أيضًا:

مجموعة السبع G-7: ما المقصود بها؟ وما دورها في الاقتصاد العالمي؟

رأس المال البشري: كيف ينظر أصحاب العمل إلى ما يمتلكه الموظفون من خبرات؟

ترجمة: سميح فطوم

تدقيق: غزل الكردي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر