يُعَد فقدان العذرية تجربةً مختلفة عن أي خبرة أخرى، ويصعُب عليك توقع ما سيحدث بالضبط. فحين تفكر في مثل هذا الأمور أو إذا أخبرتكِ إحدى صديقاتِك عن تجربتها الجنسية سيتبادر إلى ذهنك عدة تساؤلات وفضول لمعرفة إجابات مطمئنة حول: كيف سيكون ذلك الشعور؟ متى ينبغي عليك ممارسة الجنس للمرة الأولى؟ وكيف تكونان بأمان حين تفعلان ذلك لأول مرة؟

يختلف معنى العذرية وممارسة الجنس من شخص إلى آخر، سواء كان الحديث عن علاقة جنسية مع شخص مماثل في الجنس أم مع جنس مغاير، ولكن بعيدًا عن المفاهيم المختلفة لممارسة الجنس لدى مختلف الأشخاص، يشعر أكثرهم بالتوتر حيال فعل ذلك للمرة الأولى، هذا شعور طبيعي للغاية، لكن أحيانًا قد تُنشئ الإشاعات والخرافات المتداولة بين أصدقائك وعلى الإنترنت خوفًا لا داعي له، وسيساعدك فهمك لما قد يحدث عند ممارسة الجنس وبعده على تخفيف حدة هذه المخاوف.

في هذا المقال سنلقي نظرةً حول ما قد يحدث جسديًّا وعاطفيًّا عندما يفقد الشخص عذريته، وسنتناول بعض الخرافات الشائعة حول العذرية وممارسة الجنس، وسنتحدث أيضًا عن كيفية استعداد المرء لممارسة الجنس للمرة الأولى.

مفهوم العذرية

لن نجد تعريفًا واضحًا يحظى بالاجماع لمفهوم العذرية أو ممارسة الجنس، فقد يختلف المفهوم من شخص إلى آخر. فعندما يطلق الناس لفظ «بتول Virgin» على أحدهم فهم يقصدون عادةً الشخص الذي لم يمارس الجنس مع شخص آخر عن طريق الإيلاج، أي إدخال العضو الذكري داخل العضو الأنثوي التناسلي، ولكن هذا في الحقيقة تعريف واحد من عدة تعريفات.

فلا يمارس كل الناس الجنس عن طريق إيلاج القضيب في المهبل، ولهذا يرى البعض أن فقدان العذرية يشير إلى أول مرة يُمارس فيها أي نوع من الاتصال الجنسي، ما يشمل الجنس الفموي أو الشرجي أو باستخدام الأصابع أو الألعاب الجنسية، وفق هذا الرأي قد يحدث فقدان العذرية عدة مرات، إذ يفقد المرء عذريته في كل مرة يختبر نوعًا مختلفًا من الجنس. ويختلف مفهوم العذرية والممارسة الجنسية باختلاف الثقافات أيضًا.

ماذا سيحدث عندما تفقد عذريتك؟ - ممارسة الجنس لأول مرة - فقدان العذرية - ما التغييرات التي تطرأ على جسد الأنثى بعد أن تفقد عذريتها

ماذا يحدث للجسم عند ممارسة الجنس ؟

يلاحظ الناس عادةً تغيرات جسدية في أثناء ممارسة النشاط الجنسي، تتشابه بعض هذه التغيرات بين الذكور والإناث، في حين تتباين تغيرات أخرى بين الجنسين.

يُعزى الشعور الجيد في الجنس إلى عدة عوامل نفسية وجسدية، إذ يفرز الدماغ هرمونات تزيد من اللذة، ويؤدي إثارة آلاف النهايات العصبية الموجودة في الأعضاء التناسلية إلى الشعور بالمتعة. أيضًا يفرز الجسم هرمونات -قبل الجنس وفي أثنائه- تعمل على زيادة إفراز السوائل في مهبل المرأة وانتصاب قضيب الرجل، أيضًا تزيد الممارسة الجنسية تسارع نبضات القلب وازدياد حساسية الجسم تجاه اللمس.

هل ستشعر بالألم؟

ربما يشعرك الجنس بإحساس غريب في البداية كونه شعورًا غير مألوف، لكن ليس من المفترض أن تكون ممارسة الجنس للمرة الأولى مؤلمةً. لتجنب حدوث ألم أو عدم ارتياح، احرص على التواصل بصراحة تامة مع شريكك قبل الممارسة وفي أثنائها، موضحًا له ما يجدي معك نفعًا والأشياء غير المناسبة لك. إن شعرت بالألم أخبر شريكك ليتوقف أو حاولا استخدام طرق أخرى.

كي تحصل على أكبر قدر من المتعة وللحد من عدم الارتياح، خذ وقتك في المداعبات الجنسية مثل التقبيل واللمسات وتحسس المناطق الحساسة وإثارتها، إذ تعزز المداعبة الجنسية الشهوة، وتساعد على اختبار جنس أكثر متعة.

من الجدير بالذكر أنه وإن ساعدت المداعبة وحالة الإثارة الجنسية -بما تسببه من زيادة في السوائل المفرزة في المهبل- على حدوث احتكاك سلس وزلق بين المهبل والقضيب ذاتيًّا، يحتاج البعض إلى استخدام المُزلق لتجنب الاحتكاك غير المريح. يتطلب الجنس الشرجي أيضًا استخدام المُزلق، لأن المستقيم (الشرج) لا ينتج مُزلقًا ذاتيًّا مثلما يفعل المهبل.

وفقًا لإيميلي ناجوسكي المتخصصة في علم النفس والجنس، فإن المُزلقات سواءً المائية أو السليكونية الخالية من المياه من ضروريات فراش الشخص النشط جنسيًّا. توضح ناجوسكي في كتابها Come as You Are كيف أن المُزلقات تقلل الاحتكاك وتزيد المتعة، وتقلل من حدوث الألم والتمزقات: «تزيد المُزلقات فعالية طرق الحماية الجنسية كالواقيات أو الحواجز المطاطية بل تجعلهم أكثر متعة، المُزلق صديقك وسيجعل حياتك الجنسية أفضل».

ما غشاء البكارة، وماذا يحدث له عند ممارسة الجنس ؟

غشاء البكارة هو طبقة رقيقة مرنة تغلف فتحة المهبل. من أكثر الخرافات شيوعًا عن ممارسة الجنس المهبلي للمرة الأولى أنه عند فض غشاء بكارة الأنثى يحدث نزيف بنزول كمية كبيرة من الدماء يصاحبه الشعور بالألم.

يتخذ غشاء البكارة أشكالًا متعددة، بل إن بعض الإناث يولدن دون غشاء بكارة. قد يتمزق غشاء البكارة في أثناء ممارسة الجنس مُسببًا نزول كمية ضئيلة من الدماء، ويحتمل حدوث هذا أكثر إذا كان أقل مرونة -مثلما في مرحلة المراهقة- أو حين تكون فتحة المهبل ضيقة، وتكون كمية الدماء ضئيلة عادةً.

قد يظل غشاء البكارة سليمًا دون أن يتمزق عند ممارسة الجنس، فهو غشاء مرن وليس ضروريًّا أن يغلف كامل فتحة المهبل، إذ يحوي ثقبًا دقيقًا تخرج من خلاله دماء الحيض وغيرها من الإفرازات المهبلية.

أحيانًا يتمزق غشاء البكارة قبل ممارسة الجنس، نتيجة بعض الأنشطة الجسدية العنيفة مثل الرياضات العنيفة.

يعتقد البعض أن اهتراء غشاء البكارة دليل جازم على فقدان الفتاة لعذريتها، مع أنه يستحيل معرفة كون الفتاة مارست الجنس أم لا بفحص غشاء بكارتها، لأنه مثقوب طبيعيًّا غالبًا كما أسلفنا، إضافةً إلى تفاوت شكله وحجمه من فتاة إلى أخرى.

سنة 2019 نُشرت دراسة بريطانية أوصت الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية بعدم الاستناد إلى الفحص الطبي لغشاء البكارة لتقييم ممارسة الأنشطة الجنسية.

هل يمكن أن تسبب ممارسة الجنس تمزق العضو الذكري؟

ينتشر خوف بين عدد من المراهقين إزاء ممارسة الجنس بالإيلاج لأول مرة خوفًا من حدوث جرح في جزء حساس من القضيب يُسمى (لجام قلفة القضيب)، ويتسم هذا الجزء من القضيب بالرقة بالفعل، ويكون عرضةً للجرح إذا كان الشخص ممن يمارسون الجنس بإفراط أو لا يمارسون الجنس أساسًا، فقد ينجرح اللجام في أثناء ممارسة أنشطة عديدة غير الجنس مثل قيادة الدراجات.

قد يكون جرح اللجام مؤلمًا وقد يسبب نزيفًا محدودًا، لكن هذا الجرح يُشفى تلقائيًّا مثل أي جرح قطعي طفيف آخر. لو أُصبت بجرح اغسل منطقة الجرح بعناية وجففها برفق بمنشفة نظيفة، وتجنب الأنشطة التي قد تسبب إعادة فتح الجرح حتى يُشفى.

متى تمارس الجنس للمرة الأولى؟

في المجتمعات المنفتحة قد يشعر البعض الناس بالضغط كونهم -خلاف المنتشر- لم يمارسوا الجنس من قبل، فبعضهم يؤمن بوجود سن مناسب لذلك، أو ربما يعاني الضغط إذا شعر أن الجميع يفعل هذا دونه، ومع ذلك يأخذ أكثر الأشخاص وقتهم ليقرروا متى يريدون ممارسة علاقة جنسية، إن أرادوا بالأساس.

تُظهِر بيانات مراكز مكافحة الأمراض CDC سنة 2017 أن 47.8% من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة لم يمارسوا أي أنشطة اتصال جنسية مطلقًا.

لذا إن كنت قلقًا بشأن عدم ممارستك للجنس من قبل، فلا داعي للخوف، فلا يوجد سن محدد لبدء ممارسة الأنشطة الجنسية، التوقيت الصحيح هو عندما تشعر بأن ذلك مناسب لك، وإنك متحمس لاسكتشاف هذا الجانب منك. إذا لم تشعر من قبل بالرغبة في بدء ممارسة الجنس فأنت على أتم ما يرام، وإذا شعرت بأنك تود بدء حياتك الجنسية ثم قررت بعدها تجنب إحدى أنواع الأنشطة الجنسية أو عدد منها أو حتى جميعها، فترةً ما أو حتى إلى الأبد، فهذا أمر طبيعي أيضًا.

هل تنقل ممارسة الجنس للمرة الأولى أمراضًا جنسية؟

الإجابة نعم. في كل مرة تمارس الجنس -بدون استخدام أساليب الحماية- فأنت معرض للإصابة بالأمراض المنتقلة جنسيًّا، حتى للمرة الأولى.

بعض تلك الأمراض لا أعراض لها وربما لا يعلم الشخص أنه مُصاب بها، لذا يجب على كل من مارس الجنس -دون استخدامه لطريقة وقاية آمنة، بما في ذلك الجنس الفموي أو الشرجي- أن يخضع لفحوصات الكشف عن الأمراض المنقولة جنسيًّا.

عند الحديث عن كيفية الوقاية من الأمراض الجنسية ، فإن الوسيلة المُثلى هى استخدام طرق الحماية الجسدية كالواقي الذكري أو الأنثوي أو الحواجز المطاطية الرقيقة المخصصة للجنس الفموي. يمكن الحصول على مثل هذه الواقيات من الصيدليات أو يمكنك شراؤها عبر الإنترنت والاختيار بين الأنواع المختلفة التي تتيحها المواقع الإلكترونية المخصصة لذلك، وأكثر العلامات التجارية آمنة الاستخدام.

وفقًا لجمعية الصحة الجنسية الأمريكية ASHA فإن 1 من كل شخصين نشطين جنسيًّا يُصاب بمرض جنسي قبل بلوغه سن 25، وتصيب نحو نصف الأمراض الجنسية الأشخاص في سن 15- 24 عامًا.

أكثر الأمراض الجنسية شيوعًا هي:

  •  فيروس الورم الحليمي البشري
  •  داء المتدثرات
  •  السيلان
  •  الهربس التناسلي.

هل يمكن حدوث حمل بعد ممارسة الجنس للمرة الأولى؟

نعم، إن فعلتِ ذلك عن طريق إيلاج القضيب في المهبل. تتضمن الخرافات أنه من غير الممكن أن تحمل المرأة عندما تفقد عذريتها، لكن هذا غير صحيح، إن لم تستخدمي إحدى وسائل منع الحمل عند ممارستك للجنس بالإيلاج فقد تواجهين خطر حدوث الحمل غير المرغوب، حتى لو كانت المرة الأولى لكِ.

من طرق منع الحمل استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي وتناول حبوب تنظيم النسل أو أخذ جرعات منتظمة من حقن منع الحمل أو الاستعانة بطبيب لغرس جهاز مانع حمل داخل الرحم أو اللولب.

الرضائية الجنسية

العلاقة الجنسية الرضائية هي التي يوافق كلا الطرفين على المشاركة فيها. إن كان أحد الطرفين غير واثق من رغبته في ممارسة الجنس أو إذا غير أحد الطرفين رأيه في أثناء انخراطه مع الطرف الآخر، فيجب أن يكون قادرًا على التعبير عن هذا والتوقف أيضًا دون تداعيات.

لقضاء وقت ممتع في المرة الأولى ينبغي أن يشعر الطرفان بالراحة والأمان جسديًّا ونفسيًّا، إن شعرت بأنك دُفعت لفعل أشياء لا ترغب فيها أو أكثر مما تود فعله فلن تكون ممارسة الجنس أمرًا ممتعًا ولا آمنًا بالنسبة إليك.

إن كان أحدهم يرغمكِ على ممارسة الجنس فعليكِ أن تخبري شخصًا تثقين به أو أن تتواصلي مع الجهات المهتمة بحماية المرأة.

ماذا بعد؟

يشعر البعض أن خبرة فقدان العذرية ستكون تجربةً تغير مجرى حياتهم. في الحقيقة إن كل شخص يختلف في تذوقه للأمر عن الآخر، فقد يشعر البعض بالسعادة أو العاطفة أو الارتياح أو اللهفة، وربما لا يشعر غيرهم بأي استجابة عاطفية. لا يوجد رد فعل صحيح أو خاطئ لممارسة الجنس للمرة الأولى، فربما يتوقف شعورك على توقعاتك المُسبقة عن الأمر أو حسب طبيعتك الشخصية.

مثلًا يشعر الكثيرون أن ممارسة الجنس غيرت علاقتهم، ومن الممكن أن يتخذ هذا التغيير أشكالًا عدة وهذا أمر طبيعي، في حين قد يشعر البعض بمشاعر سيئة في أثناء ممارسة الجنس وبعده، إذا حدث ذلك تذكر أن هذا الأمر (أي المرة الأولى) يحدث مرةً واحدة لا أكثر، وأنها تجربة مضت ولا تعدو كونها محطة في قطار الحياة، وليس من الضروري أن تُشكل هويتك أو تغير مجرى حياتك. ستختبر لاحقًا علاقات جنسية مختلفة كلما تغير مستوى نضجك واحتياجاتك الجنسية.

الخلاصة

ليس محتمًا أن يكون فقدان العذرية واقعةً عصيبة، فيمكنك – عن طريق الإلمام بها وتوقع ما قد يحدث- أن تتهيأ نفسيًّا وجسديًّا لفعل الأمر بالطريقة التي تناسبك.

يشرع الناس في ممارسة العلاقات الجنسية في أعمار مختلفة، وبعض الناس لا يشعر برغبة في ذلك. وفي كل الأحوال لا تؤدي ممارسة الجنس إلى تغيرات جسمانية مرئية تبين إن كان المرء قد مارس الجنس قبلًا أم لا.

وختامًا، عندما تمارس الجنس -للمرة الأولى أو في كل مرة- تذكر أن ارتياحك ورضاك وموافقتك أمر ضروري، لا تنس أيضًا أن تخبر شريكك عما يجعلك مستمتعًا، واستخدم طريقة حماية كافية لتجنب حدوث أي حمل غير مرغوب فيه أو إصابتك بأية أمراض جنسية.


اقرأ أيضًا:

المساعدة بعد الاغتصاب و الاعتداء الجنسي

خرافات شائعة عن غشاء البكارة واختبار العذرية

عملية إعادة غشاء البكارة: كل ما عليك معرفته عنها

كيف تُصارح شريكك بعدم رغبتك في ممارسة الجنس ؟

ضعف النشوة الجنسية: الأعراض والأسباب والتشخيص والعلاج

ترجمة: فابيان أيوب

تدقيق: عبد الله كريم

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر