بينما يتبارى العلماء لتحديد ما إذا وُجدَت حياة على المريخ أم لا، يُظهر البحث الذي أجراه الأستاذ الفخري بجامعة أوهايو، ويليام روموسر William Romoser أننا نملك أدلةً بالفعل، علمًا أن الصور مقدمة من عدة مركبات مستكشفة للمريخ. أمضى د.روموسر، المتخصص في علم الأربوفيروسات arbovirology وعلم الحشرات العام/الطبي، سنوات عديدة في دراسة صور المريخ المتوفرة على الشبكة.

تظهر الصورة عينة يبدو أن رأسها قد استدار تجاه آلة التصوير. بناءً على مقياس الصورة الكاملة التي استخرجت منها هذه العينة، يقدر طولها بنحو 20 بوصة. حقوق الصورة: تحليل د. وليام روموسر (William Romoser)

تظهر الصورة عينة يبدو أن رأسها قد استدار تجاه آلة التصوير. بناءً على مقياس الصورة الكاملة التي استخرجت منها هذه العينة، يقدر طولها بنحو 20 بوصة. حقوق الصورة: تحليل د. وليام روموسر (William Romoser)

leg:رجل/ compound eye:عين مركبة/ thorax: صدر/ abdomen بطن/ head: رأس : Figure 1

وجد روموسر العديد من الأمثلة على أشكال شبيهة بحشرات ذات بنية مشابهة للنحل، ووجد أيضًا أشكالًا شبيهة بالزواحف، وجد كليهما بشكل متحجر وشكل حي. عرض روموسر النتائج التي توصل إليها يوم الثلاثاء 19 نوفمبر في الاجتماع الوطني للجمعية الأمريكية لعلم الحشرات Entomological Society of America في سانت لويس، ميزوري.

وقال روموسر: «وُجدَت حياة على سطح المريخ وما تزال»، مشيرًا إلى أن الصور تظهر كلًا من كائنات مستحجرة وكائنات حية، ويتابع: «يوجد تنوع جلي ضمن الأحياء المريخية الشبيهة بالحشرات التي تبدي العديد من السمات المشابهة للحشرات الأرضية وتؤول على أنها زمر متقدمة، على سبيل المثال: وجود الأجنحة، وانثناء الجناح للتحليق، وعناصر الساق ذات البنى المختلفة».

قال روموسر إنه بينما تبحث المركبات المستكشفة للمريخ عن مؤشرات للنشاط العضوي، وخاصة المركبة المستكشفة كيوريوسيتي، توجد صور تظهر بوضوح الأنواع الشبيهة بالحشرات والأنواع الشبيهة بالزواحف. وتظهر العديد من الصور الأخرى أمثلةً مصورةً يمكن فيها انتقاء ما يلي من المنطقة المحيطة بها:

فصوص الجسم المفصلية والساقين وقرون الاستشعار والأجنحة. ويبدو أن إحدى هذه الصور تظهر إحدى الحشرات في هبوط مفاجئ حاد، تمامًا قبل أن تتوقف وتصل إلى الأرض.

دُرِست الصور الفردية بعناية أثناء تغيير المعاملات الفوتوغرافية مثل السطوع والتباين والتشبع والانعكاس ..إلخ. لم يُضف أي محتوى ولم يُحذف أي محتوى. تضمنت المعايير المستخدمة في بحث روموسر: الغياب المفاجئ عن البيئة المحيطة، ووضوح الهيئة، وتناظر الجسم، وتفصص أجزاء الجسم، وتكرر الشكل، والبقايا الهيكلية، ورصد الأشكال التي تكون على مقربة من بعضها البعض، والوضعيات المعينة، ووجود دليل على الحركة، والطيران، والتفاعل الظاهر كما تشير إليه المواضع النسبية، والعيون اللامعة. ووجد أن هذه المعايير تتسق ووجود أشكال حية.

head: رأس/ thorax: صدر/ wing: جناح/ abdomen: بطن : Figure 2

head: رأس/ thorax: صدر/ wing: جناح/ abdomen: بطن : Figure 2

الحشرة الأحفورية المزمعة مقلوبة على ظهرها والرأس نحو الأعلى، بالإضافة إلى بنى مختارة وموضحة بمسميات. حقوق الصورة: تحليل د. وليام روموسر
وقال روموسر: «أفاد تحديد ووصف صورة واضحة لشكل معين في تسهيل التعرف على صور أخرى أقل وضوحًا لكنها صالحة، وهي صور لنفس الشكل الأساسي. يكفي الهيكل الخارجي والملحقات المفصلية لتحديد هويتها على أنها من المفصليات.

ثلاث أجزاء للجسم، وزوج واحد من قرون الاستشعار، وستة أرجل. ذلك كافٍ تقليديًا لتحديد الهوية على أنها «حشرة» على الأرض، فيجب أن تكون هذه الخصائص صالحةً أيضًا لتحديد هوية كائن شبيه بالحشرات على كوكب المريخ. بناءً على هذه الأسس، يمكن رؤية أشكال تشبه المفصليات والحشرات في صور المركبات المستكشفة للمريخ».

وقال روموسر إن سلوك الطيران كان واضحًا في العديد من الصور. تشبه هذه المخلوقات على نحو غير دقيق النحل الطنان أو النحل النجار على الأرض. تظهر صور أخرى هذه «النحلات» وكأنها تستظل أو تعشش في الكهوف. وتظهر صور أخرى مخلوقًا مستحجرًا يشبه الثعبان.

أمضى روموسر، الذي كان أستاذًا في علم الحشرات في جامعة أوهايو لمدة 45 عامًا وشارك في تأسيس معهدهم للأمراض المدارية Tropical Disease Institute، وأمضى نحو 20 عامًا باحثًا زائرًا في الأمراض المنقولة (عن طريق الحشرات الناقلة) في معهد الأبحاث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكيU.S. Army Medical Research Institute of Infectious Diseases. ألف روموسر وشارك في تأليف أربع طبعات من الكتاب التعليمي واسع الاستخدام: «علم الأنتومولوجيا» أو «علم الحشرات» بين عامي 1973 و1998.

أشار روموسر إلى أن تفسير الصور بمخلوقات شبيهة بالحشرات ومخلوقات شبيهة بالزواحف كما وصفها قد يتغير في المستقبل مع تطور المعرفة بالحياة على المريخ، ولكن حجم الأدلة الكبير مقنع.

وقال: «يوحي وجود أحياء عديدة الخلايا على المريخ بوجود مصادر وعمليات تغذية، وسلاسل الغذاء وشبكاته، ومياه، بصفتها عناصر تعمل في محيط بيئي قابل للحياة، وإن كان صعبًا لكنه كافٍ لدعم الحياة.

رُصدت أمثلة توحي بوجود مياه راكدة أو مجاري مائية صغيرة ذات عروق واضحة، ورصدت صخور صغيرة مغمورة وصخور كبيرة منبثقة ضمن السطح البيني لـلغلاف الجوي والمياه وكان كلاهما غير واضح كما كان متوقعًا، ومنطقة الضفة الرطبة ومنطقة أكثر جفافًا خارج المنطقة الرطبة. أُبلغ عن وجود المياه على المريخ عدة مرات، بما في ذلك المياه السطحية التي اكتُشفت بواسطة مجموعة من الأدوات على مركبات فايكنغ Viking وباثفايندر Pathfinder وفينيكس Phoenix وكيوريوسيتي».

وأضاف: «يوفر الدليل المقدم هنا على وجود حياة على المريخ أساسًا قويًا للعديد من المسائل البيولوجية والاجتماعية والسياسية الهامة. وهو يعطي مبررًا قويًا لإجراء المزيد من الدراسة».

هامش:

علم الأربوفيروسات arbovirology: هو أحد فروع علم الفيروسات virology الذي يدرس الأربوفيروسات arbovirus أي الفيروسات التي تنتقل عن طريق البعوض، أو القراد، أو أنواع أخرى من الحشرات المفصلية، وفقًا للمصدرين اللغويين 1 و2

اقرأ أيضًا:

ربما سيكون الإنسان الأول على سطح المريخ امرأة

ما السبب في اختبار تقنيات قاعدة المريخ على القمر أولًا؟

ترجمة: رولان جعفر

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر