وُصِفت الأخبار الزائفة حول جائحة كوفيد 19 بأنها وباء معلوماتي infodemic؛ إذ تنتشر الأخبار الزائفة حاليًا بسرعة وسهولة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الفورية.

قد تحتوي هذه الرسائل على أخبار عديمة الفائدة أو غير صحيحة، أو حتى معلومات ونصائح مؤذية، قد تعوق استجابة الصحة العامة وتزيد الاضطراب والانقسام الاجتماعي.

من المُربِك أن بعض الأخبار الزائفة قد تحتوي أيضًا شيئًا من الصحة، ما يُصعب على المتلقي التمييز. قد تنتشر الأخبار الزائفة أيضًا في نطاق العائلة والأصدقاء الموثوق بهم، بمن فيهم الأطباء والممرضين!

ربما لم يقرأوا القصة كاملةً قبل مشاركتها، أو ألقوا نظرةً خاطفة عليها؛ لذلك قبل أن تقرر مشاركة موضوع ما تأكد من قراءته جيدًا، واتخاذ بعض الخطوات لتحديد مدى دقته.
إذا كانت الرواية تدّعي أن ما تُقدمه من نصائح أو أدلة مؤكد أكثر من سواه، فالأمر يدعو للشك.

يبحث الناس عن اليقين في وقت كثُر فيه الشك والقلق والذعر؛ لذا من الطبيعي أن تحظى المعلومات المُطمئِنة التي توفر حلولًا سهلة بقبول أوسع، لكنها -لسوء الحظ- غالبًا ما تُطرح بطريقة خاطئة.

وإذا كانت القصة أكثر إثارةً للدهشة أو الانزعاج من سواها، فإن الأمر يستدعي الاستيثاق؛ إذ ستحاول الأخبار الكاذبة أن تجذب اهتمامك عبر تضخيم القصة الحقيقية والمبالغة فيها.

عم يجب أن نبحث؟

إليك بعض النصائح البسيطة لتجنب الأخبار الزائفة حول فيروس كورونا - الأخبار الزائفة حول جائحة كوفيد 19 - أخبار عديمة الفائدة أو غير صحيحة

  •  المصدر:

ابحث دومًا عن المصدر. إذا كانت المصادر تحت عنوان (وفقًا لخبراء تايوانيين) أو (أطباء يابانيين) أو (جامعة ستانفورد)، فعليك التحقق من المواقع الرسمية لهذه المصادر، للتحقق من أن القصة مذكورة هناك فعلًا. إذا كان المصدر (صديق لأحد أصدقائك) فهي شائعة، ما لم تكن تعرف الشخص المذكور معرفةً شخصية.

  •  الشعار Logo:

تأكد من مطابقة شعار المنظمة المذكور في الرسالة الشعار الموجود على موقعهم الرسمي.

  •  الإملاء السيئ:

يتلافى الصحفيون والمنظمات الموثوقة الأخطاء الإملائية واللغوية في رسائلهم. إضافةً إلى أن أي رسالة مكتوبة بأحرف كبيرة بالكامل (بالإنجليزية) أو تحتوي على علامات تعجب كثيرة يجب أن تثير شكوكك.

  •  حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الزائفة:

تنتحل بعض الحسابات الزائفة حسابات حقيقية مشهورة، مثل الحساب الزائف لقناة BBC، الذي نشر خبر إصابة الممثل دانييل رادكليف بفيروس كورونا. تسعى المنصات الإعلامية لتعقب هذه الحسابات الزائفة باستمرار للإبلاغ عنها وغلقها، وتوثيق الحسابات الحقيقية منها. تعرف على الآلية المطلوبة وحاول المشاركة في ذلك.

  •  التشجيع المفرط على المشاركة:

كن حذرًا إذا ضغط عليك الناشر لإعادة مشاركة رسالته، فهذه هي طريقة عمل الرسائل الزائفة.

  •  استخدم مواقع التحقق من الأخبار:

تُسلط مواقع مثل APFactCheck و Full Fact الضوء على الأخبار الزائفة الشائعة. يمكنك كذلك أن تستخدم محرك البحث للتحقق من عدم تصنيف المقال بأنه خبر مزيف على المواقع الإعلامية الرئيسية.

بمن يجب أن نثق؟

تُعَد المواقع الحكومية الرسمية وموقع منظمة الصحة العالمية الرسمي أفضل مصدر للمعلومات الصحية حول جائحة كوفيد 19، فالمصادر الرئيسية أفضل عمومًا من المقالات الإخبارية.

حتى الرسائل الحكومية والمواقع الإعلامية الرسمية قد تخطئ أحيانًا، لكنها عمومًا أجدر بالثقة من مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل مجهولة المصدر.

يُعَد موقع The Conversation من أكثر المصادر الموثوقة، لأن كل محتواه يدونه أكاديميون خبراء في مجالاتهم.

يحاول بعض المحتالين ترويج وسائل وقاية وعلاجات خاطئة بين الناس ليستلبوا أموالهم، مثلًا دعا المدعي العام في نيويورك إلى وقف الادعاءات القائلة بأن معجون الأسنان والمكملات الغذائية والدهانات يمكنها الوقاية من كوفيد 19 أو علاجه.

قد تكون العواقب أخطر من خسارة بعض المال؛ إذ أعلنت إيران وفاة 44 شخصًا بسبب التسمم بالكحول، نتيجة تناول الكحول -غير المشروع هناك- بعد تضليلهم بأنه قد يعالج كوفيد 19.

للأسف لا تُقدِّم النصائح الأساسية الصحيحة المتوفرة حتى الآن حلًا نهائيًّا للمشكلة.

اغسِل يديك باستمرار بالماء والصابون (استعض عنهما بالكحول حال عدم توافرهما)، وتجنب ملامسة وجهك، واعطس أو اسعل في مرفقك، أو في منديل وارمِه في سلة مهملات مُبطنة بكيس.
تجنب الحشود والأماكن العامة، وحافظ على مسافة كافية بينك وبين الآخرين، ولا تسافر إلا للضرورة القصوى.

تنفذ العديد من الحكومات الآن إجراءات يجب اتباعها لحماية صحة الجميع، تشمل حظر السفر والحجر الصحي، خاصةً في الأماكن الأكثر تضررًا.

قد نقع جميعًا في خطر الشائعات؛ لذلك فكر مرتين حول الرسائل المُتداوَلة حاليًا، وساهم في إرشاد عائلتك وأصدقائك إلى النصائح الصحيحة.

اقرأ أيضًا:

كيف يمكن الكشف عن فيروس كورونا الم

نصائح عملية للوقاية من فيروس كورونا.. الوقاية بسيطة ولسنا بحاجة إلى الهلع

ترجمة: رياض شهاب

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر