توجد عدة أسباب للإجهاض، لكن بعض الحالات قد تكون غير معلومة السبب. يحدث الإجهاض عادةً في أثناء الأشهر الثلاثة الأولى (الثلث الأول) من الحمل، نتيجة مشاكل في الجنين. نحو 3 من كل 4 حالات إجهاض تحدث في هذه الفترة، أما إذا حدث الإجهاض بعد مرور الثلث الأول من الحمل، فيكون ناتجًا عن الحالة الصحية للأم، أو عدوى أصابت الجنين أدت إلى تمزق كيس الجنين مبكرًا. وأحيانًا يكون السبب توسُّع عنق الرحم مبكرًا.

الإجهاض في الثلث الأول من الحمل

ينتج الإجهاض في الثُلث الأول غالبًا من عيوب في صبغيات (كروموسومات) الجنين.

مشاكل الصبغيات

الصبغيات هي وحدة بناء الحمض النووي. تحتوي الصبغيات على إرشادات مُفصّلة تتحكم في مجموعة واسعة من العوامل، بدءًا من كيفية تطور خلايا الجسم إلى لون عيني الطفل.

يؤدي حدوث خطأ ما عند الحمل إلى تلقى الجنين عددًا أكبر أو أقل من اللازم من الصبغيات. يكون السبب وراء ذلك غالبًا غير معلوم، لكنه يؤدي إلى عدم قدرة الجنين على التطور الطبيعي، ما يؤدي إلى الإجهاض.

حدوث الإجهاض لا يعني تكرره، إذ لا يرتبط بالضرورة بوجود مشكلة في الأم أو الأب.

مشاكل المشيمة

المشيمة هي العضو الذي يصل دم الأم إلى الجنين. إذا وُجدت مشكلة في تطور المشيمة فقد تؤدي إلى الإجهاض.

عوامل الخطر

قد يحدث الإجهاض المبكر من طريق الصدفة، لكن توجد عوامل معينة قد تزيد من خطر حدوثه:

عمر الأم:

  •  النساء دون 30 عامًا، يحدث الإجهاض في 1 من كل 10 حالات.
  •  النساء بعمر 35-39 عامًا، يحدث الإجهاض في 2 من كل 10 حالات.
  •  النساء أكبر من 45 عامًا، يحدث الإجهاض في 5 من كل 10 حالات.

أسباب الإجهاض في الثلثين الأول والثاني من الحمل - عيوب في صبغيات (كروموسومات) الجنين - وحدة بناء الحمض النووي - تطور خلايا الجسم

أيضًا قد تساعد عوامل الخطر التالية على حدوث الإجهَاض:

  •  السمنة.
  •  التدخين.
  •  استخدام أدوية غير ملائمة للحمل.
  •  فرط استهلاك الكافيين.
  •  تناول الكحوليات.

الإجهاض في الثُلث الثاني من الحمل

الحالات الصحية المزمنة

قد تؤدي بعض الحالات الصحية المزمنة إلى زيادة خطر التعرض للإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، خاصة إذا لم تُعالَج جيدًا. مثل:

  •  مرض السكري (إذا لم يُعالَج جيدًا).
  •  ارتفاع ضغط الدم الحاد.
  •  مرض الذئبة.
  •  أمراض الكُلى.
  •  فرط نشاط الغدة الدرقية.
  •  خمول الغدة الدرقية.
  •  متلازمة مضادات الشحوم الفسفورية antiphospholipid syndrome.

أيضًا تُعَد حالات العدوى التالية من عوامل الخطورة:

  •  الحصبة الألمانية.
  •  الفيروس المُضخم للخلايا.
  •  التهابات المهبل البكتيرية.
  •  فيروس نقص المناعة البشرية.
  •  المتدثرة الحثرية chlamydia.
  •  مرض السيلان.
  •  مرض الزهري.
  •  الملاريا.

التسمم الغذائي

قد يزيد التسمم نتيجة تناول طعام ملوث خطر الإجهاض، مثل:

  •  عدوى الليستريات: الأكثر شيوعًا في منتجات الألبان غير المبسترة، مثل الجبن الأزرق (الريكفورد).
  •  داء المقوسات: قد تحدث الإصابة به من طريق تناول اللحوم النيئة المصابة أو غير المطهية جيدًا.
  •  السالمونيلا: ينتج غالبًا من تناول البيض النيئ أو غير كامل النضج.

المواد الدوائية

تزيد بعض الأدوية خطر حدوث الإجهاض، مثل:

  •  ميسوبروستول misoprostol: يستخدم للوقاية من قرحة المعدة وعلاجها.
  •  ريتينويد retinoids: لعلاج التهاب الجلد (الإكزيما) وحب الشباب.
  •  ميثوتريكسات methotrexate: لحالات التهاب المفاصل الروماتويدي.
  •  مضادات الالتهاب اللاسترويدية، مثل إيبوبروفين ibuprofen: تُستخدم للألم والالتهابات.

استشيري الطبيب أو ممرضة التوليد أو الصيدلي قبل تناول الدواء للتحقق من أنه آمن في أثناء الحمل.

بنية الرحم

قد تؤدي مشاكل الرحم أو تشوهاته إلى الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل. من المشاكل المُحتمَلة:

  •  الأورام الليفية: نمو غير سرطاني في الرحم.
  •  شكل الرحم غير الطبيعي.
  •  ضعف عنق الرحم weakened cervix

ربما بسبب إصابة سابقة في هذه المنطقة، عادةً بعد إجراء عملية جراحية. قد يؤدي ذلك إلى فتح عنق الرحم مبكرًا، مُسببًا الإجهاض

  • متلازمة تَكَيُّس المبايض Polycystic ovary syndrome (PCOS)

هي حالة تكون فيها المبايض أكبر من المعتاد، بسبب تغيرات هرمونية. تُعَد هذه المتلازمة السبب الرئيسي للعقم، لأنها تقلل إنتاج البويضات. وتشير بعض الأدلة إلى ارتباطها بزيادة خطر الإجهاض أيضًا.

مفاهيم خاطئة عن الاجهاض

لا يوجد دليل على ارتباط خطر الإجهاض بالعوامل التالية:

  •  الحالة العاطفية للأم، مثل الإجهاد أو الاكتئاب.
  •  التعرض للصدمة أو الخوف.
  •  ممارسة التمارين (لكن يجب إجراء التمارين المناسبة تحت إشراف الطبيب).
  •  الرفع أو الجذب.
  • العمل الذي يتضمن الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
  •  ممارسة الجنس.
  •  السفر جوًّا.
  •  تناول الطعام الحار.

الإجهاض المتكرر

تخشى العديد من النساء اللائي تعرضن للإجهاض من تكرره. لكن الإجهاض غالبًا لا يحدث إلا مرةً واحدة. لا يحدث الإجهاض المتكرر إلا في واحدة من كل مئة حالة، أما باقي الحالات كلها فتواصل الحمل بنجاح.

اقرأ أيضًا:

النزف المهبلي أثناء الحمل: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

كل ما تحتاج إلى معرفته عن مقدمات الارتعاج (تسمم الحمل)

ترجمة: منار سعيد

تدقيق: فارس سلطة

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر