نقص العدلات هو اضطراب دموي يتميز بانخفاض مستوى العدلات (الخلايا المتعادلة) في الدم، وهي أحد أنواع كريات الدم البيضاء، التي تحمي الجسم من الأخماج (العدوى)، ومن ثم لا يستطيع جسمك مقاومة الجراثيم لعدم وجود عدد كاف منها، إذ تؤدي قلتها إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من العدوى.

أنواع نقص العَدلات:

توجد أربعة أنواع من نقص العدلات:

1- نقص العدلات الخَلقي:

يظهر هذا النوع منذ الولادة، ويؤدي إلى انخفاض مستوى العدلات في الدم، ويُعرف نقص العدلات الخلقي الشديد بمتلازمة كوسمان. قد تكون العدلات منعدمةً تمامًا في بعض الحالات، ما يرفع خطر الإصابة بالالتهابات الخطيرة عند الرضع وصغار السن.

2- نقص العَدلات الدوري:

يسبب هذا النوع تفاوت عدد العدلات في دورة تتكرر كل 21 يومًا، فيهبط عدد العدلات من الطبيعي إلى المنخفض.

يظهر هذا النوع من نقص العَدلات منذ الولادة، ويتميز باستمراره عدة أيام، تتبعها مستويات طبيعية للعدلات حتى نهاية الدورة، ثم تتكرر من جديد.

3- نقص العدلات المرتبط بالمناعة الذاتية:

يصنع الجسم في هذه الحالة أضدادًا (أجسامًا مضادة) تقاوم العدلات وتقتلها، ما يسبب نقص العدلات. ويتطور هذا النوع في أثناء حياة الإنسان.

4- نقص العَدلات مجهول السبب:

يظهر هذا النوع في أي وقت من العمر، وقد يؤثر في أي شخص.

أعراض نقص العدلات:

تتنوع أعراض المرض، وتتراوح بين خفيفة وشديدة، وتشتد الأعراض كلما انخفض مستوى العدلات في الدم.

تتضمن الأعراض النموذجية:

  •  حمى.
  •  التهاب رئوي.
  •  أخماج الجيوب الأنفية.
  •  التهاب الأذن الوسطى.
  •  التهاب اللثة.
  •  التهاب السُّرَّة.
  •  خراجات الجلد.

نقص العدلات: الأسباب والعلاج - اضطراب دموي يتميز بانخفاض مستوى العدلات (الخلايا المتعادلة) في الدم - أحد أنواع كريات الدم البيضاء

قد يسبب مرض نقص العدلات الخَلقي الحاد أعراضًا خطيرة، وتصاحبه غالبًا عدوى جرثومية، وقد تتطور العدوى في الجلد أو الجهاز الهضمي أو التنفسي.

أما أعراض نقص العَدلات الدوري، فتتكرر في دورات كل 3 أسابيع، وقد تزداد الأخماج عند انخفاض مستوى العدلات في الدم.

تتضمن أعراض نقص العَدلات المرتبط بالمناعة الذاتية ومجهول السبب أخماجًا والتهابات، وتكون عادةً أقل شدةً من الأنواع الخَلقية.

أسباب نقص العدلات:

  •  المعالجة الكيميائية.
  •  المعالجة الشعاعية.
  •  تناول بعض الأدوية.

أسباب أخرى قد تسبب مرض نقص العدلات:

  •  متلازمة شواشمان-دياموند: اضطراب وراثي يصيب عدة أعضاء بالجسم، ويتميز غالبًا بضعف نخاع العظام وقصور إفرازات البنكرياس.
  •  داء اختزان الغليكوجين (الداء الغليكوجيني): اضطراب وراثي نادر يؤثر في مستويات سكر الدم.
  •  ابيضاض الدم (اللوكيميا).
  •  الأمراض الفيروسية.
  •  فقر الدم اللاتنسجي الحاد.
  •  فقر دم (فانكوني).
  •  اضطرابات نقي العظم.

استنادًا إلى المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، فإن أكثر من يعانون نقص العَدلات الخَلقية الشديدة لا يوجد لديهم تاريخ عائلي للمرض.

الأشخاص المعرضون للخطر:

تزيد العلاجات الكيميائية والشعاعية من إمكانية الإصابة بنقص العدلات، إضافةً إلى بعض الحالات الأخرى، مثل:

  •  السرطان.
  •  ابيضاض الدم.
  •  ضعف المناعة.

مع أن نقص العدلات مجهول السبب يصيب المرضى بجميع الأعمار، يُعَد الأشخاص بعمر 70 عامًا فأكثر أكثر عرضةً للخطر. وتتساوى احتمالية إصابة الرجال والنساء.

تشخيص نقص العَدلات:

يستخدم الطبيب الاختبارات والفحوص التالية بغرض تشخيص المرض:

  •  العد الدموي الشامل: لقياس عدد الخلايا العدلة في الدم.
  •  قد تُستخدم فحوص العد الدموي الشامل للتحقق من التغيرات في عدد العدلات 3 مرات أسبوعيًا لمدة 6 أسابيع.
  •  يُستخدَم الفحص الدموي للأجسام المضادة للتحقق من نقص العَدلات المرتبط بالمناعة الذاتية.
  •  قد يستخدم الطبيب رشافة نقي العظم لفحص خلاياه.
  •  تُستخدم خزعة نقي العظم بالمثقب لفحص الجزء العظمي من نخاع العظم.
  •  الاختبار الجزيئي والوراثي الخلوي لدراسة بنية الخلايا.

علاج نقص العدلات:

يمكن معالجة معظم حالات نقص العدلات بالعامل المنبه لمستعمرات الخلايا المحببة، وهي تركيبة مطابقة للهرمون الذي يحفز نخاع العظم لإنتاج الخلايا المحببة، ومن ثم يمكنه زيادة عدد الخلايا العدلة في الدم، ويُعطى عادةً من طريق الحقن تحت الجلد يوميًا.

تتضمن المعالجة أحيانًا زرع نقي العظم، وذلك عند فشل العلاج بالعامل المنبه لمستعمرات المحببات، أو وجود إصابة باللوكيميا (ابيضاض الدم).

قد تُستخدم العلاجات الآتية أيضًا لمعالجة الأخماج التي قد تحدث نتيجةً للمرض:

  •  المضادات الحيوية.
  •  الأدوية المضادة للالتهاب.
  •  الستيرويدات القشرية.
  •  السيتوكينات.
  •  القشرانيات السكرية.
  •  الأدوية المثبطة للمناعة.
  •  نقل خلايا الدم البيضاء.
  •  الفيتامينات.

التوقعات:

قد يستمر مرض نقص العَدلات شهورًا أو سنوات، إذا استمر أقل من 3 أشهر يُسمى نقص العَدلات الحاد، ويصبح مزمنًا إذا استمر فترةً أطول. قد تُسبب حالة انخفاض مستوى العدلات في الدم أنواعًا من العدوى الخطيرة، التي قد تكون مهددةً للحياة إن لم تُعالَج.

يزيد نقص العَدلات الخَلقية الحادة خطر الإصابة باضطرابات أخرى، فتنخفض كثافة العظام في نحو 40% من المصابين بنقص العدلات الخلقية، ما يجعلهم أكثر عرضةً لخطر الإصابة بتخلخل العظام، وفقًا للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب. يُصاب كذلك نحو20 % من المرضى في سن المراهقة بابيضاض الدم أو أمراض الدم ونخاع العظام.

يساعد علاج نقص العدلات على عيش حياة طبيعية، ويتطلب اتخاذ بعض الإجراءات والتدابير لتحقيق ذلك:

  •  مراقبة نقي العظم سنويًا.
  •  إجراء فحوص العد الدموي الشامل شهريًا.
  •  الدعم المعنوي.
  •  العلاج النفسي.

هل يمكن تجنب الإصابة بنقص العدلات؟

لا تُعرف طرق وقاية محددة من نقص العدلات، لكن الشبكة الوطنية الأمريكية لنقص العدلات توصي ببعض النصائح للحد من مضاعفات المرض المحتملة:

  •  المحافظة على نظافة الفم جيدًا، من طريق الفحص المنتظم للأسنان، واستخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا.
  •  الاستمرار في تلقي اللقاحات اللازمة والحديثة.
  •  الحصول على الرعاية الطبية عند تجاوز الحمى 38.5 درجة مئوية.
  •  غسل اليدين جيدًا.
  •  العناية بالجروح والخدوش.
  •  استخدام مضادات الجراثيم والفطريات وفقًا لإرشادات الطبيب.
  •  استشارة الطبيب قبل السفر إلى الخارج.

قد تساعدك هذه التدابير الوقائية على الحد من المضاعفات المحتملة لنقص العدلات. تحدث مع طبيبك عند ظهور أي أعراض لديك، واعرف دائمًا كيفية الوصول إلى طبيبك أو المستشفى.

اقرأ أيضًا:

ما هي العدلات ووظيفتها وعلى ماذا يدل ارتفاعها ؟

كريات الدم البيضاء: أنواعها، مهامها، تأثير نقصانها وزيادتها

ترجمة: سارة إيليا وسوف

تدقيق: أنس شيخ

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر