العلاج النفسي التجريبي هو طريقة علاجية تستخدم أدوات تعبيرية وأنشطة مثل: لعب الأدوار والتمثيل والفنون والأعمال اليدوية والموسيقى والعناية بالحيوانات والتخيُّل الموجه، وأشكال مختلفة من إعادة إحياء مواقف عاطفية لعلاقات من الماضي أو الحاضر وإعادة تمثيلها أو عيشها مرة أخرى.

يُركِّز الشخص الخاضع للعلاج على تمثيل التجربة وعيشها مرة أخرى فيبدأ بتحديد المشاعر التي رافقت التجربة مثل شعوره بالنجاح أو خيبة الأمل أو المسؤولية أو تقدير الذات، ليُطلق بعد ذلك -بمساعدة مُعالِج تجريبي مُدرَّب- المشاعر السلبية التي رافقت هذه التجربة لكنها بقيت مكبوتةً أو عالقةً في أعماقه ولم يعبِّر عنها مثل مشاعر الألم أو الغضب أو الخزي.

متى يُستخدم العلاج النفسي التجريبي؟

يُستَخدَم العلاج التجريبي عادة في معالجة الصدمات النفسية واضطرابات الأكل والاضطرابات السلوكية والسيطرة على الغضب والتعافي من مشاعر الحزن أو خسارة شخص عزيز، وتعاطي المخدرات، وأنواع الإدمان الجسدي أو السلوكي على اختلافها، وأنواع السلوك القهري مثل لعب القمار.

ويُنصَح به أيضًا للراغبين بالتخلص من المشاعر السلبية أو الحزينة أو المؤلمة التي خلَّفتها تجارب الماضي، ليغيَّروا طبيعة علاقاتهم الحالية أو المستقبلية ويستفيدوا من قدراتهم استفادةً كاملة.

يتوفر العلاج التجريبي في بيئات فردية أو طبية أو سريرية، ويتضمَّن برامج العلاج النفسي والتعافي وإعادة التأهيل، مع إمكانية دمجه مع الطرق التقليدية الأخرى في العلاج النفسي.

العلاج النفسي التجريبي - طريقة علاجية تستخدم أدوات تعبيرية وأنشطة مثل: لعب الأدوار والتمثيل والفنون والأعمال اليدوية والموسيقى

ما النتائج المُتوقَّعة من هذا النوع من العلاج؟

لا يقتصر العلاج التجريبي بالضرورة على شكل محدد من العلاج، فقد يركِّز المُراجع على أنواع مُختلفة من العلاجات واستراتيجيات التَدخُّل والتجارب العملية بالإضافة إلى العلاج النفسي بالكلام.

ويستطيع المُراجع -بمساعدة المُعالِج- الاستفادة من هذه التجارب للولوج إلى مشاعره الداخلية العميقة وإبداعاته وأفكاره الباطنة وتفاعلاته مع الآخرين، ليتعلَّم في الوقت ذاته كيف يتخذ القرارات براحة أكبر مع تقدُّمه في الحياة وتحرير نفسه من القيود القديمة.

يركِّز المُعالِج النفسي على وعي المُراجع وإدراكه لما يمر به في جلسات العلاج ويساعده على فهم مشاعره. وقد تدور محادثات علاجية بين المُعالِج والمُراجع في أثناء تأدية المُراجع للنشاطات العلاجية أو في جلسات علاجية منفصلة.

ما آلية العلاج النفسي التجريبي؟

تقول إحدى الفرضيات الأساسية في العلاج التجريبي إن «إدراك المرء هو ما يحدد سلوكه» ويستطيع المرء تغيير إدراكه للواقع بعيش المشاعر السلبية المكبوتة مرةً ثانية وتحريرها من الماضي، ليُعزِّز قدرته على اختبار المشاعر الإيجابية مثل الحب والتسامح والهدوء في حاضره.

ويتَّخذ العلاج التجريبي أشكالًا عمليَّة عدة، ويركَّز دومًا على المُراجع بمعنى أن تؤخَذ تفضيلات المُراجع في عين الاعتبار عند اختيار طريقة العلاج. فقد يفضِّل أحد المرضى مثلًا المعالجة باستخدام الحيوانات الأليفة، بينما يختار غيره التعبير عن مشاعره بالنحت أو بالتمثيل.

ما الصفات المُثلى للمعالِج النفسي التجريبي؟

يُنصَح المرضى الذين يرغبون بالحصول على جلسات علاجية خاصة بالبحث عن طبيب مُجاز وذي خبرة، حاصل على تدريب إضافي في إحدى طرق العلاج التجريبي مثل العلاج النفسي بالفن أو الدراما النفسية «السيكودراما»، من المهم طبعًا بالإضافة إلى الشهادات العلمية أن يشعر المُراجع بالراحة النفسية والرغبة بالعمل مع المُعالِج.

لا بد أيضًا من اختيار المراكز العلاجية المُرَخصة ذات السمعة الحسنة وأن يكون جميع العاملين فيها مؤهلين لتقديم الرعاية النفسية والصحية للمرضى.

اقرأ أيضًا:

العلاج النفسي النسوي

العلاج النفسي بالفن

ترجمة: حسام شبلي

تدقيق: وئام سليمان

مراجعة: آية فحماوي

المصدر