تُشكل رضوض الجهاز البولي التناسلي 10% من مجمل الرضوض، وتتميز بأن نسبة كبيرة منها صعبة الكشف وتحتاج إلى وسائل تشخيصية كثيرة إضافةً إلى خبرة الطبيب الفاحص.

يُعامل مريض رض الجهاز البولي مثل أي مريض حرج في قسم الإسعاف، ويشمل التدبير الأولي السيطرة على النزف والصدمة ومراقبة العلامات الحيوية مع أخذ قصة مفصلة عن كيفية حدوث الرض وإجراء فحص سريري شامل لكل الجسم. عند الاشتباه بأذية في السبيل البولي التناسلي غير مهددة للحياة مع علامات حيوية مستقرة يمكن إجراء المزيد من الاستقصاءات المخبرية والشعاعية لتأكيد تشخيص الأذية ومعرفة امتدادها.

التشخيص

يعد تصوير البطن والحوض بالطبقي المحوري مع حقن مادة ظليلة أفضل وسيلة لتقييم أذيات الجهاز البولي، أما تصوير البطن بالإيكو فقد تراجع استخدامه في السنوات الأخيرة لأنه لا يُقدم أي فوائد إضافية في تقييم رضوض الجهاز البولي الشديدة.

يشير وجود الدم على فوهة الإحليل إلى حدوث أذية في الإحليل وتمزقه. يمنع تركيب قثطرة بولية عند حدوث التمزق، بل يجب إجراء صورة ظليلة للإحليل بالطريق الراجع لتحري وجود أي أذية فيه. قد نلجأ أحيانًا لتصوير المثانة بالطريق الراجع لتقييم أذيات المثانة والتحقق من وجود أي ثقب فيها، في حين أن التصوير الظليل للجهاز البولي قد تضاءل دوره حديثًا في تقييم رضوض الجهاز البولي.

تجرى الاستقصاءات المخبرية لتقييم مرضى رضوض الجهاز البولي، وأهمها دراسة البول لتحري وجود كريات حمراء تدل على النزف وقياس خضاب الدم والزمرة الدموية للمريض، إضافةً لاستقصاءات أخرى بحسب الحالة العامة للمريض.

رضوض الجهاز البولي: الأسباب والعلاج - أذية في السبيل البولي التناسلي غير مهددة للحياة - أذيات الجهاز البولي - تصوير البطن بالإيكو

رضوض الكلية

تشكل أذيات الكلية 80% من رضوض الجهاز البولي، وتعد الكلية عضوًا محميًا جيدًا بواسطة عضلات البطن والظهر والأضلاع والفقرات وأعضاء البطن في الأمام.

تُسبب الرضوض الكليلة -غير المخترقة للجسم- على البطن 85% من أذيات الكلية، وتنجم هذه الرضوض عن حوادث السير والسقوط والرياضات العنيفة، في حين تُشكل الطلقات النارية وطعنات السكاكين أشيع أسباب الرضوض النافذة للكلية، وتجدر الإشارة إلى أن أغلب رضوض الكلية النافذة تترافق مع أذيات هامة في أعضاء البطن الأخرى.

تُصنف أذيات الكلية إلى خمس درجات بحسب شدة الأذية وامتدادها ضمن النسيج الكلوي وترافقها مع أذية أخرى في الأوعية الكلوية والحالب. البيلة الدموية من أهم الأعراض المُوجهة لأذيات الكلية، مع العلم أن درجة إصابة الكلية لا تتناسب مع شدة البيلة الدموية.

وضعت الجمعية الأمريكية للجراحة البولية التوصيات التالية لتحديد مرضى رضوض الكلية الذين يحتاجون إلى استقصاءات إضافية لتقييم الأذية:

  •  بيلة دموية مجهرية أو عيانية مع ضغط شرياني أقل من 90 ملم زئبقي.
  •  أي درجة من البيلة الدموية عند الأطفال.
  •  أي درجة من البيلة الدموية مع رض نافذ.
  •  الفحص السريري أو طريقة الرض توحي بأذية كلوية شديدة.

يبدو أن الغالبية العظمى من رضوض الكلية تشفى عفويًا ولا تتطلب أي تداخل علاجي، في حين تحتاج 5% فقط من رضوض الكلية إلى التداخل الجراحي.

رضوض الحالب

أذيات الحالب نادرة عمومًا، وتحدث غالبًا في سياق العمليات الجراحية المعقدة على الحوض أو نتيجة جروح الطلق الناري.

تتطلب أذيات الحالب تشخيصًا وعلاجًا فوريًا لتجنب حدوث كثير من الاختلاطات الخطيرة مثل الإنتان والخراجات وأذيات الكلية الناتجة عن تضيق الحالب أو انسداده. يستخدم التصوير الظليل للجهاز البولي أو الطبقي المحوري مع الحقن لتشخيص أذيات الحالب، والعلاج جراحي غالبًا.

رضوض المثانة

تنجم رضوض المثانة عادة عن الرضوض الخارجية القوية، وقد تترافق مع كسور الحوض، إذ تترافق 15% من كسور عظام الحوض مع أذيات هامة في المثانة.

عند تقييم رضوض المثانة يجب الانتباه إلى حالة الصدمة التي قد تنجم عن كسور الحوض، ويجب أيضًا وضع قثطرة بولية عند مرضى رضوض المثانة بشرط عدم وجود أذية في الإحليل.

تُقسم تمزقات المثانة عادةً إلى نوعين:

  •  تمزقات المثانة خارج البريتوان: تعالج بنجاح بواسطة وضع قثطرة بولية مدة 10 أيام للسماح بالتئام الجرح.
  •  تمزقات المثانة داخل البريتوان: لابد من العلاج الجراحي لخياطة المثانة والبريتوان وعلاج أي أذيات مرافقة.

اقرأ أيضًا:

اختلاطات زرع الكلية وتدبيرها

أشياء غير متوقعة تدمر الكلية

إعداد: د محمد الأبرص

تدقيق: غزل الكردي

المصادر:

Campbell-Walsh Urology 11th Ed

Smith general urology 6th Ed